أفادت مصادر استخباراتية بأن هيئة الفضاء السعودية كلفت شركة "أوشن إكس" بمهمة تطوير معلومات الاستخبارات الجغرافية المكانية (GEOINT) بالمملكة عبر برنامج ذي طموحات عالية، لكن بتمويل ضئيل.

والاستخبارات الجغرافية المكانية (GEOINT) هي المعلومات الاستخباراتية عن النشاط البشري على الأرض، والمستمدة من تحليل الصور التي تصف وتصور الخصائص المادية والأنشطة المرجعية الجغرافية على الأرض بصريا.

وأوضحت المصادر أن هيئة الفضاء السعودية (SSC) اختارت المجموعة الأولى من الشركات الناشئة في برنامج مسرعة الفضاء (SAP)، ويتجه اهتمامها حاليًا نحو تقنية مراقبة الأرض، بتوجيه من "أوشن إكس"، وفقا لما أورده موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي.

 وأضاف الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، أن هذه الشركة الاستشارية، التي أسسها المواطنان السعوديان، إبراهيم الزهيل وعبد الله العساف، في عام 2012، ستعمل مع الشركات الناشئة المختارة في تطوير تقنية الاستخبارات الجغرافية المكانية في المملكة.

وتطلب الحكومة السعودية بانتظام استشارة "أوشن إكس"، كما تفعل لجنة الاتصالات والفضاء والتقنية (CST)، بحسب المصادر.

وتقدم الشركة أيضًا المشورة للجهات الرئيسية بالمجتمع السيبراني المحلي، وهي: الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والطائرات المسيرة (SAFCSP)، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA)، وهي وكالة وطنية عامة لتطوير الذكاء الاصطناعي أنشأها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.

ويقود برنامج مسرعة الفضاء السعودي، فرانك سالزغيبر، الرئيس السابق لمكتب الابتكار والمشاريع في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ويركز على تقنية الاستخبارات الجغرافية المكانية (GEOINT).

وفي هذا الإطار، ضمت إدارة البرنامج شركة "سارسات العربية" الناشئة لمعالجة الصور إلى نشاطها، وهي الشركة التي أنشأها عمرو العمودي، مدير برامج الفضاء في هيئة الفضاء السعودية، والذي عمل سابقًا في الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI).

كما أطلقت إدارة البرنامج مؤخرًا برنامج كوكبة الأقمار الاصطناعية الضوئية، وهو البرنامج الذي تبحث وزارة الدفاع السعودية استنساخه عسكريا، باستخدام تقنية الرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR)، وهو شكل من أشكال الرادار يستخدم لإنشاء صور ثنائية الأبعاد أو إعادة بناء صور ثلاثية الأبعاد لأشياء، مثل المناظر الطبيعية.

ورغم التوقعات العالية والدعم المقدم من صندوق الاستثمار الأمريكي "تيك ستارز"، إلا أن المصادر تشير إلى أن برنامج مسرعة الفضاء السعودي خصص 16 ألف دولار فقط لكل شركة ناشئة تعمل في تطوير تقنية الاستخبارات الجغرافية المكانية، وهو مبلغ ضئيل للغاية في هذه الصناعة.