محمد بن عبدالرحمن.. الدبلوماسي الهادئ رئيسا لوزراء قطر (بروفايل)

الثلاثاء 7 مارس 2023 03:44 م

بجمعه بين رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية بات الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بمثابة الرجل الثاني في دولة قطر، حيث أصدر أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمرا، الثلاثاء، بتعيينه رئيسا للوزراء.

المسؤول القطري، برز اسمه خلال السنوات الماضية كممثل للدوحة في أوقات كانت الأكثر حرجا وحساسية في تاريخ البلاد، لاسيما خلال أزمة الحصار الصعبة التي تعرضت لها الدولة الخليجية من جيرانها، السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، في يونيو/حزيران 2017.

أزمة الحصار

وخلال تلك الفترة، أقرت قطر استراتيجية شاملة لمواجهة الحصار، وصولا إلى النجاة الكاملة من تداعياته في وقت قصير، كان أحد أضلاعها يستند على جهود وزارة الخارجية والوزير بن عبدالرحمن، لشرح وجهة نظر الدوحة إقليميا ودوليا حتى مرور تلك الأزمة بسلام على البلاد.

وتقول صحيفة "الشرق" القطرية، إنه "فور بدء الحصار على الدولة، بادر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بسلسلة مباحثات هاتفية أطلع فيها نظراؤها من مختلف دول العالم على حقيقة الوضع وطبيعة المؤامرة التي تعرضت لها الدوحة، أتبعها بجولة مكوكية زار خلالها ألمانيا ثم بروكسل، وروسيا، وأجرى خلالها مباحثات ومؤتمرات صحفية مع نظيره الألماني زيجمار جابريل، ونوربرت لامرتجرى رئيس البرلمان الألماني، وفيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ونظيره الروسي سيرجي لافروف".

وأوضحت الصحيفة أن تلك المباحثات والجولات "أسفرت عن صدور دعوات من عواصم العالم في الغرب والشرق إلى الحوار ورفض الحصار"، وكان هذا الأمر نقطة تحول في الأزمة برمتها.

ولم تتأثر استراتيجية "دبلوماسيات الوساطة" القطرية، التي صنعت بصمة نفوذ مختلفة للدوحة، على المستويين الإقليمي والدولي، بأزمة الحصار، وكانت مسوغا إضافيا لنجاح بن عبدالرحمن في مهامه.

ووفق مراقبين، يمثل قرار تعيينه رئيسا للوزراء دليلا على ثقة كبيرة من أمير قطر به؛ ولأسلوبه في الإدارة وخبراته التي اكتسبها من تلك السنوات.

وعقب تصريحات اعتبرت سلبية ضد قطر، فور الحصار، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كثفت الخارجية القطرية، وعلى رأسها الشيخ محمد بن عبدالرحمن، اتصالاتها بالدوائر السياسية الأمريكية، وأبرزها الكونجرس؛ لشرح حقيقة الأوضاع والتذكير بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، ما كان له أثر في خلق زخم داخل الكونجرس والبيت الأبيض، أسهم في إبطاء الحملة التي بدأت لجر ترامب إلى صف دول الحصار، لتبدأ تصريحات من واشنطن أيضا حول وجوب الحوار والتهدئة.

محطات مهنية

وشهدت حياة الشيخ محمد بن عبدالرحمن محطات مهمة، نرصدها خلال السطور التالية، لاسيما على المستوى المهني:

يحمل رئيس وزراء قطر الجديد شهادة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة قطر.

بدأ حياته العملية عام 2003، حيث كان يعمل باحثا اقتصاديا في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتدرّج في المناصب إلى أن تولى منصب مدير الشؤون الاقتصادية في الفترة من 2005 إلى 2009.

وفي عام 2009، عُين مديراً لمشروع دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما عين مديراً لإدارة شراكة القطاع الحكومي والقطاع الخاص بوزارة الأعمال والتجارة.

بالعام نفسه، دشّن "مؤسسة قطر للمشاريع"، وهي مؤسسة تعمل على توفير الدعم الفني والمالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

خبرات اقتصادية وسياسية

وسعت سياسات بن عبد الرحمن إلى رعاية برامج التنويع الاقتصادي عبر جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطر، وعبر الترويج للمشاريع التي تساهم في نمو اقتصاد الدولة.

وفي عام 2010، عٌين سكرتيراً للممثل الشخصي لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لشؤون المتابعة في الديوان الأميري، وفي العام نفسه، شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة "قطر للتعدين".

عام 2011 أصبح رئيساً للجنة التنفيذية لشركة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما اختير رئيساً لمجلس إدارة شركة "أسباير – كتارا" للاستثمار، وحصل على درجة وكيل وزارة في العام 2012.

وشغل في 2013 منصب مساعد الوزير لشؤون التعاون الدولي بوزارة الخارجية، وركزت سياساته على الترويج للتعاون متعدد الجوانب، إضافة إلى تطبيق سياسة قطر في التنمية والمساعدات، فيما ترأس مجلس إدارة "صندوق قطر للتنمية".

وفي العام 2014، قاد عملية إعادة هيكلة صندوق قطر للتنمية وروج لتوجيه الدعم باتجاه التعليم الابتدائي والثانوي، والصحة العالمية، والتنمية الاقتصادية.

تعيينه وزيرا للخارجية

تم تعيينه وزيراً للخارجية في يناير/ كانون الثاني 2016 ، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.

كما عُيّن في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، رئيساً لمجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، وهو أيضاً عضو في المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار.

وفي عهده، كثف جهود بلاده في "دبلوماسية الوساطات" التي ساهمت في إنهاء العديد من الصراعات.

وبرزت قطر كمركز لحل النزاعات الإقليمية والدولية عبر "دبلوماسية الوساطة"، من خلال جمع الفرقاء إلى طاولة المفاوضات وتذليل العقبات وتوقيع اتفاقيات تمهد لإنهاء الصراعات وإحلال السلام والاستقرار بما يخدم التنمية.

وكان آخر جولات تلك الدبلوماسية في 8 أغسطس/ آب 2022، حيث وقّعت الحكومة العسكرية التشادية ومجموعات معارضة اتفاقية سلام في الدوحة تمهيدا لمصالحة وطنية شاملة، في أحدث حلقة من سلسلة وساطات قطرية ناجحة في ملفات عديدة.

ومن الملفات التي شهدت نشاطا في دبلوماسية الوساطات خلال عهد الشيخ محمد بن عبدالرحمن، كان ملف العلاقات بين الصومال وكينيا، والانتخابات الصومالية، والمحادثات بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" في أفغانستان، والأزمة بين "تبو" و"طوارق" ليبيا، والحوار الأفغاني- الأفغاني، واتفاق دارفور السوداني، والمصالحة الفلسطينية، وجيبوتي وإريتريا، ولبنان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس وزراء قطر وزير خارجية قطر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ثاني حصار قطر دبلوماسية الوساطة

الأصغر عربيا على الإطلاق.. من هو وزير داخلية قطر الجديد؟ (بروفايل)

برئاسة محمد بن عبد الرحمن للوزراء.. أي طموحات خارجية لقطر؟

جوتيريش: الصراع في السودان قد يمتد إلى المنطقة بأكملها وأبعد منها