آخرهم تونس.. هؤلاء اتخذوا خطوات تطبيع العلاقات مع بشار الأسد

السبت 11 مارس 2023 11:02 ص

منذ ضرب زلزال تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط، وتسبب في مقتل أكثر من 50 ألف شخص في البلدين، بدأ الدعم العربي يتدفق بصورة لافتة إلى دمشق، واستفاد رئيس النظام السوري بشار الأسد من تخفيف العزلة الدبلوماسية التي كان يواجهها منذ اندلاع الثورة ضد نظامه في سوريا عام 2011.

ومن المبالغة ربط مسار التطبيع العربي مع النظام السوري بتداعيات الزلزال، فالواقع أن التداعيات الإنسانية للزلزال وفرت فقط مناسبة معقولة لتطوير هذا المسار القائم بالفعل.

فعلى مدار الأعوام الماضية، عملت مصر والإمارات والأردن والجزائر ودول عربية أخرى، على تعميق العلاقات الدبلوماسية والأمنية مع الحكومة السورية المعزولة دولياً.

وحتى السعودية أطلقت العام الماضي، مباحثات استكشافية على مستوى رئاسة الاستخبارات لبحث الملفات العالقة، ومن بينها عودة سوريا للجامعة العربية.

والشهر الماضي، أعلن الأسد ترحيبه بأي "موقف إيجابي" يصدر من الدول العربية، التي قطع عدد منها علاقته مع دمشق منذ بداية النزاع في سوريا.

لكن المؤكد أيضاً هو أن هذه التحركات الواسعة اللاحقة لكارثة الزلزال ستسرع في وتيرة تطبيع علاقات سوريا السياسية مع جيرانها وتزيد من قرب خطوة عودة البلاد إلى جامعة الدول العربية، على الرغم من استمرار عدم ترحيب دول مثل قطر والكويت، داعين إلى حل الأزمة من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يطالب جميع الأطراف بالتوقف عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات تحت إشراف أممي لإجراء تحول سياسي.

وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قطعت دول عربية عدةعلاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق.

  • الأردن

البداية مع الأردن الذي كان من الدول العربية القليلة التي أبقت على علاقاتها مع اتصالات محدودة، حيث توقّفت الزيارات الرسمية بين البلدين لسنوات عدة، قبل أن تُستأنف في عام 2021.

كما التقى وزير الخارجية الأردني نظيره السوري على هامش اجتماعات دولية.

وتوج التقارب السوري الأردني أول اتصال هاتفي منذ 2011 بين الأسد وملك الأردن عبدالله الثاني في أكتوبر/تشرين الأول 2021.

واتصل الملك الأردني بالرئيس السوري مرة ثانية بعد وقوع الزلزال، قبل أن يرسل وزير خارجيته أيمن الصفدي للقاء الأسد.

  • سلطنة عمان

تعد سلطنة عمان من الدول التي لعبت دورا في الوساطة لمحاولة إعادة دمج النظام السوري في جامعة الدول العربية، بحكم علاقاتها المميزة مع إيران ودول خليجية.

وفي إطار إعادة الأسد إلى الحضن العربي، زار رئيس النظام السوري سلطنة عمان، الشهر الماضي، في زيارة مفاجئة، هي الثانية له لدولة عربية منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضده في 2011.

  • الإمارات

تعد الإمارات الأكثر قربا من نظام الأسد، بعدما أعادت فتح بعثتها الدبلوماسية في دمشق أواخر عام 2018 في محاولة لمواجهة نفوذ أطراف فاعلة غير عربية مثل إيران، تدعم الأسد إلى جانب روسيا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، زار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد العاصمة دمشق، في زيارة لأرفع مسؤول إماراتي لسوريا، منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو 10 سنوات، ما فتح بابا للتواصل الهاتفي بين الأسد ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد.

ولاحقا، توالت زيارات الوزير الإماراتي إلى دمشق، كان آخرها عقب الزلزال، حيث كان أول مسؤول عربي يزور دمشق عقب الكارثة.

وفي مارس/آذار 2022، زار الأسد الإمارات، كأول زيارة له إلى دولة عربية، منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضده، والتي تحولت إلى نزاع مسلح.

وتسعى أبوظبي للاستثمار في السوق السورية في قطاعات البنى التحتية والتطوير العقاري والنقل، وكذلك الاستثمار في ميناء اللاذقية، والنفط.

  • البحرين

وعلى ذات الخطى، أعلنت البحرين في ديسمبر/كانون الأول 2021، تعيين أول سفير لها في سوريا منذ نحو عقد.

وعقب الزلزال، أجرى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اتصالا مع الأسد، حيث قدم خالص التعازي والمواساة لرئاسة سوريا وشعبها وذوي الضحايا.

  • العراق

ورغم تدخل إيران في قراره، بقي دعم العراق للنظام السوري محصورا في مربع ضيق رغم احتفاظ الجانبين بعلاقات دبلوماسية وطيدة لم تنقطع منذ بداية الثورة عام 2011.

وكثيرا ما طرحت تساؤلات حول إحجام العراق الغني بالنفط والموارد عن دعم دمشق وإسنادها اقتصاديا، بالتوازي مع الحراك العراقي المكثف لإرجاع الأسد إلى الحضن العربي واستلام مقعد سوريا من جديد في الجامعة العربية.

والعراق من بين الدول العربية التي تحفظت على قرار وزراء الخارجية العرب نهاية عام 2011، حول تعليق عضوية جارتها سوريا في الجامعة العربية، وسحب أغلب الدول السفراء من دمشق.

وكانت بغداد على المستوى الرسمي مذاك تسير بحذر، مع لعب دور "العراب" عربيا ودوليا للتشجيع على عودة العلاقات الطبيعية مع الأسد.

وعقب الزلزال، شق رئيس البرلمان العراقي رئيس الاتحاد البرلماني العربي محمد الحلبوسي، الطريق إلى دمشق على رأس وفد برلماني عربي، داعيا الدول العربية إلى أن تتبنى "على كافة المستويات البرلمانية والحكومية قراراً نهائياً بعودة سوريا إلى محيطِها العربي".

  • مصر

شهدت العلاقات بين مصر وسوريا جموداً مع اندلاع الصراع، لتعلن القاهرة التمسك بـ"ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية تحفظ وحدة الأراضي السورية"،

ولكن ومع منتصف عام 2013، وبدأت علاقات مصر مع نظام الأسد في التحسّن المستمر، سواء من خلال الدعم العسكري المباشر أو الدعم السياسي والدبلوماسي، خاصة ما يتعلق بإعادة تأهيل نظام الأسد وعودته للجامعة العربية.

وترددت تقارير إخبارية حول تقديم مصر دعما عسكريا ولوجيستيا لنظام الأسد، وعبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل ذلك عن دعمه للجيش السوري التابع للأسد، في حوار مع جريدة برتغالية عام 2016.

كما أجرى عقب الزلزال الأخير، مكالمة هاتفية مع الأسد هي الأولى بين الطرفين، أكد خلاله تضامن مصر مع الشعب السوري، وأعقب الاتصال إرسال القاهرة قوافل مساعدات إغاثية وغذائية إلى دمشق.

ولاحقا، طالب الرئيس المصري علناً، خلال ظهورة بالقمة العالمية للحكومات في دبي الأسبوع الماضي، رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد بزيادة المساعدات المخصصة لسوريا، لمساعدتها على احتواء تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد.

وفي 27 فبراير/شباط، زار وزير الخارجية المصري سامح شكري، العاصمة دمشق، سلم خلالها الأسد رسالة من السيسي، تعبر عن تضامن ومواساة مصر لسوريا جراء الزلزال.

  • الجزائر

وتعد الجزائر من أشد الداعمين لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأوفدت العام الماضي على مدار عدة أشهر، وزير خارجيتها إلى دول عربية للوصول إلى توافق عربي حول عودة دمشق إلى مقعدها الشاغر في الجامعة، خصوصا بعد تأكيدها رغبتها في أن تكون القمة العربية التي اشتضافتها على أراضيها "للم الشمل العربي".

إلا أن هذه الجولات لم تسفر عن توافق عربي حول عودة سوريا، خاصة في ظل تقارير تحدثت عن إبلاغ وزير خارجية النظام السوري "فيصل المقداد"، لنظيره الجزائري، رغبة دمشق في "عدم طرح ملف عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية خلال قمة الجزائر".

  • السودان

ولم يختلف السودان كثيرا عن سابقيه، حسبما أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، حرص بلاده على تطوير العلاقات مع النظام السوري.

واستقبل البرهان الاسبوع الماضي، القائم بأعمال سفارة النظام السوري لدى الخرطوم بشر الشعار، مشيدا بالمستوى المتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين السودان وسوريا، مؤكدا حرص السودان على تعزيزها وتطوير آفاق التعاون المشترك بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين.

  • تونس

وجاءت تونس في آخر ركب الساعين للتطبيع مع نظام الأسد، عندما أعلن رئيسها قيس سعيد عزمه على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع سوريا منذ 2012.

وقال سعيد خلال لقائه وزير الخارجية نبيل عمار "ليس هناك ما يبرر ألا يكون هناك سفير لتونس لدى دمشق وسفير للجمهورية العربية السورية لدى تونس"، مضيفا: "مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم، وتونس تتعامل مع الدولة السورية ولا دخل لها إطلاقاً في اختيارات الشعب السوري".

وكانت تونس اتخذت في 2015، خطوة نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية عبر تعيين ممثل قنصلي لدى النظام السوري لمتابعة أوضاع التونسيين في سوريا.

بعد ذلك، أعادت تونس تركيز بعثة دبلوماسية محدودة في سوريا في عام 2017 للمساعدة في تعقب أكثر من 3000 مقاتل تونسي سافروا إلى سوريا للانضمام لجماعات متطرفة.

وعقب الزلزال، أعلن سعيد نيته "تعزيز التمثيل الدبلوماسي" التونسي في سوريا، قبل أن يعزز بعثة بلاده الدبلوماسية في دمشق بدبلوماسي من بيروت.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا الأسد نظام الأسد الجامعة العربية التطبيع العربي مع سوريا زلزال سوريا

تطبيع إيران والسعودية.. إنجاز صغير يكشف عن 3 أهداف صينية