«الوحدات الكردية» تحاصر أكبر الأحياء العربية بريف الحسكة السوري

الثلاثاء 26 يناير 2016 05:01 ص

بدأت وحدات كردية، عزل حي «طي»، أكبر الأحياء العربية في مدينة القامشلي بريف الحسكة، السوري، فارضة على الأهالي حصارا جزئيا منذ نحو عشرة أيام، إضافة إلى قطع المياه عن الحي.

وقال الناشط الإعلامي «أبو كنان الحسكاوي» لـ«القدس العربي»: «قبل نحو عشرة أيام، بدأت الوحدات الكردية بفرض حصار على حي طي، حيث قامت ببناء حواجز اسمنتية على جميع النقاط الواقعة تحت سيطرتها من جهة الحي، وأهمها حاجز دوار الوحدة، دوار السلام، مفرق شارع الخليج، كما نشرت القناصات على أسطح المباني، ومنها بناية السعدون، الملاصقة للحي، مانعة الأهالي من الدخول والخروج من وإلى الحي عبر سياراتهم، في سابقة هي الأولى من نوعها في مدينة القامشلي، التي تخضع لسيطرة مشتركة بين الوحدات الكردية من جهة، وبين قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام من جهة أخرى».

وأضاف «الحسكاوي» أن حي طي، الواقع في الجهة الجنوبية من مدينة القامشلي والذي يعد البوابة الرئيسية لها، يقع تحت سيطرة ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام بشكل كامل، وأنه «يشكل مصدر إزعاج للوحدات الكردية، ليس كونه يقع تحت سيطرة هذه الميليشيات، التي غالباً ما تقاتل على جبهة واحدة مع الوحدات، إلا أن السبب الرئيسي للحصار يكمن في أن الحي تقطنه أكثر من 25 ألف نسمة، وغالبية هؤلاء من السكان العرب».

وأشار «الحسكاوي» إلى أن أهالي الحي «خرجوا قبل أيام بمظاهرة احتجاجية نددت بفرض الوحدات الحصار عليه، وطالبت بإزالة الجدران الأسمنتية وفتح الطرق باتجاه الأحياء العربية الأخرى، إلا أن هذه المظاهرات جوبهت بإطلاق نار على المتظاهرين من قبل عناصر الوحدات الكردية، ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين، من بينهم سيدة».

ولفت النظر إلى أن الوحدات الكردية لم تكتف بعزل الحي فقط، إنما «قطعت المياه عنه منذ نحو أربعة أيام، كما أنها تسمح للراغبين بالخروج منه، لكن من الصعب جدا الدخول إليه».

بدوره أكد الباحث «مهند الكاطع»، المختص بتوثيق انتهاكات الوحدات الكردية في الحسكة، قيام الوحدات الكردية بعزل حي طي، الذي يعتبر أكبر الأحياء العربي في القامشلي، عن مركز المدينة عبر إقامة حواجز أسمنتية، وإعاقة مرور السيارات، معتبرا أنها «محاولة لجس نبض أهالي الحي واختبارا لردة فعلهم، خاصة أن قبيلة طي افتتحت مكتبا سياسيا في مركز المدينة، جل أعضاءه من البعثيين المحسوبين على النظام»، وهم القوى العربية الأولى بتشكيل ما يسمى «المغاوير» و«الجيش الوطني».

ونوه «الكاطع» إلى أن «الوحدات الكردية» تنقل، بذلك، الانتهاكات التي تقوم بها، من ريف الحسكة إلى مدينة القامشلي ذات الخصوصية لجميع المكونات (العرب، والأكراد، والسريان)، وهذا ما اعتبرت له آثار سيئة وسلبية، وأنه ليس وليد الصدفة، إذ أنه يأتي بعد نحو أسبوع على إقدام هذه القوات على هجوم حي الوسطى، ذي الأغلبية المسيحية وقيامها بقتل أحد أبناء الحي».

ويرى الباحث «مهند» في الانتهاك الجديد للوحدات الكردية هذا، ما هو إلا محاولة لإخضاع الناس بقوة السلاح وإشعال فتيل صراع أهلي، يستفيد منه النظام، عبر تحريك أدواته، ليبقى الجميع بحاجته، وخاصة أنه يسيطر على المربع الأمني وسط مدينة القامشلي، التي تتكون من 41% من الأكراد، و32% من العرب، و27% من المكون المسيحي».

وتشهد عدة مدن وبلدات سورية، بينها «مضايا» (بريف دمشق)، حصارا خانقا، منذ عدة أشهر، في إطار ما يسميها ناشطون محليون «حرب التجويع»، التي تقوم بها قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني، والمليشيات الإيرانية والأفغانية وسواها.

ويسيطر الأكراد على مناطق كبيرة في شمال سوريا وشمالها الشرقي، حيث أقاموا منطقة إدارة ذاتية يقولون إنها ينبغي أن تكون نموذجا لتسوية الصراع السوري، فيما تقول المعارضة إن الأكراد يتعاونون مع دمشق، وهو اتهام ينفيه الأكراد.

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.

ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا القوات الكردية ريف الحسكة حصار القرى العربية بسوريا

«ديلي بيست»: واشنطن قررت الاعتماد على القوات الكردية بدلا من المعارضة السورية

وحدات حماية الشعب الكردية تمنع الاجئين السوريين من العودة إلى مدينة تل أبيض شمال سوريا

تقرير يوثّق مجازر «الوحدات الكردية» في الحسكة شمالي سوريا

«الوحدات الكردية» ترتكب انتهاكات واسعة ضد 75 قرية عربية شرق حلب

القوات الكردية تواصل تهجير العرب في «ريف الحسكة» بحجة «محاربة التطرف»

نظام «الأسد» يتهم السعودية وقطر وتركيا بتفجير الحسكة