أعلنت قوات الدعم السريع في السودان بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الأحد، تعرضها لهجوم بطيران أجنبي في بورتسودان (شمال شرق السودان)، ما أثار جدلا واسعا بين الناشطين حول هوية هذا الطيران وتشكيك في صحة الواقعة من الأساس.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "تتعرض قوات الدعم السريع في بورتسودان إلى هجوم من طيران أجنبي"، دون أن تحدده.

وأضاف البيان: "نحذر من التدخل الأجنبي ونهيب الرأي العام الإقليمي والدولي إلى وقف هذا العدوان والمسلك".

وشهدت بورتسودان اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب معسكر الأخير بحي الشاطئ في وقت سابق خلال الليل، وفق تقارير محلية.

ولم يصدر عن الجيش السوداني أي تعليق حول ما ذكره بيان قوات الدعم السريع، لكن القوات الجوية في الجيش كانت قد طلبت من المواطنين مساء السبت، البقاء في المنازل فيما تجري مسحا جويا كاملا لمواقع قوات الدعم السريع، وسط تقارير عن قيام الجيش السودان بشن غارات جوية على بعض مواقع قوات الدعم السريع.

وأثار حديث قوات الدعم السريع جدلا بين الناشطين، وسط اتهامات لمصر بالتدخل في الصراع السوداني، إنقاذا لجنودها الذين تم احتجازهم السبت لدى قوات الدعم السريع.

في المقابل نفى آخرون أن يكون هناك تدخل مصري، وإنما يكون تدخلا إسرائيليا إنقاذا لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، بينما ذهب آخرون إلى أن الواقعة قد تكون كاذبة من الأساس.

ويأتي ذلك وسط إعلان عطلة رسمية، اليوم الأحد، في الخرطوم بعد تدهور الأوضاع الأمنية.

وسقط 56 مدنيا وأصيب 595 آخرون في الاشتباكات التي عصفت بالسودان لليوم الثاني على التوالي، في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

واحتدمت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر من صباح الأحد، بعد يوم من المواجهات العنيفة بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وطوال نهار السبت، تضاعفت الدعوات إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبدالله حمدوك، لكنها لم تجد أي صدى.

وفي السياق، نشرت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بياناً طالبت فيه بـ"وقف العدائيات فوراً، وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل"، مناشدة "الأسرة الدولية والإقليمية، المساعدة عاجلاً في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله".