الفوضى تعم السودان وسط صراع الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة

الأحد 16 أبريل 2023 11:16 ص

شن الجيش السوداني ضربات جوية على معسكر لقوات الدعم السريع شبه العسكرية بالقرب من العاصمة في محاولة لاستعادة السيطرة على البلاد يوم الأحد، وذلك بعدما تسبب صراع الطرفين على السلطة في نشوب اشتباكات أسفرت عن مقتل العشرات من العسكرين و56 مدنيا على الأقل.

والاشتباكات التي اندلعت يوم السبت هي الأولى بين وحدات الجيش التي تدين بالولاء لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف أيضا باسم حميدتي منذ أن اشترك الطرفان في الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير عام 2019.

وقال شهود في ساعة متأخرة من مساء السبت إن الجيش قصف معسكرا تابعا لقوات الدعم السريع شبه العسكرية في مدينة أم درمان التي تقع على الضفة الأخرى لنيل العاصمة الخرطوم، وذلك في نهاية يوم من القتال العنيف.

وادعى كل طرف سيطرته على المطار ومنشآت حيوية أخرى في الخرطوم التي احتدم فيها القتال أثناء الليل.

وفي الساعات الأولى يوم الأحد، قال سكان إنهم سمعوا دوي أعيرة نارية وانفجارات قذائف مدفعية ثقيلة خلال الليل. وبثت قناة العربية لقطات تظهر تصاعدا للدخان الكثيف من بعض الأحياء في الخرطوم.

وقالت هدى وهي من سكان حي في جنوب الخرطوم: "نحن خائفون ولم نذق طعم النوم منذ 24 ساعة بسبب الأصوات المدوية واهتزاز المنازل. نحن قلقون من نفاد الماء والغذاء والأدوية من أجل أبي فهو مريض بالسكري".

وأضافت: "هناك الكثير من المعلومات المضللة والجميع يكذبون. لا نعلم متى ينتهي ذلك وكيف سينتهي".

وقالت تغريد عابدين وهي مهندسة معمارية تعيش في الخرطوم إن التيار الكهربائي انقطع ويحاول الناس ترشيد استهلاك بطاريات الهواتف المحمولة. وأضافت: "يمكننا سماع دوي ضربات جوية وقصف وأعيرة نارية".

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن من الصعب على المسعفين والمرضى الوصول من وإلى المستشفيات ودعت الجيش وقوات الدعم السريع لتوفير ممرات آمنة.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طائرات عسكرية تحلق على ارتفاع منخفض فوق المدينة، وبدا أن واحدة منها على الأقل تطلق صاروخا.

ويتنافس الجيش مع قوات الدعم السريع، التي يقدر محللون قوامها بنحو 100 ألف جندي، على السلطة بينما تتفاوض الفصائل السياسية على تشكيل حكومة انتقالية منذ انقلاب عسكري في 2021.

وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوي السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.

ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن تؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي ويمكن أيضا أن تعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.

"ساعة النصر"

قال الجيش في بيان اليوم الأحد: "اقتربت ساعة النصر".

وأضاف البيان: "نترحم على الأرواح البريئة التي أزهقتها هذه المغامرة المتهورة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة ودعواتنا للمصابين، ونبشر شعبنا الصابر الأبي بأخبار سارة قريبا بإذن الله".

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 56 على الأقل قتلوا وأصيب 595 بينها إصابات لعسكريين منذ اندلاع المواجهات يوم السبت.

وأضافت أن العشرات من العسكريين قتلوا أيضا، وذلك دون أن تذكر عددا محددا بسبب قلة المعلومات المباشرة من العديد من المستشفيات التي نقل إليها هؤلاء الضحايا.

وقالت قوات الدعم السريع صباح أمس السبت إنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومقر التلفزيون الرسمي ومطارات في الخرطوم ومدينة مروي في الشمال وفي الفاشر وولاية غرب دارفور. ونفى الجيش هذه التأكيدات.

ودعت القوات الجوية السودانية في وقت متأخر من مساء يوم السبت المواطنين إلى البقاء في منازلهم لأنها ستقوم بعملية مسح كامل لأماكن وجود قوات الدعم السريع وتحركاتها، وأمرت الحكومة بإغلاق المدارس والبنوك والمكاتب الحكومية يوم الأحد.

ودعت قوى دولية هي الولايات المتحدة والصين وروسيا ومصر والسعودية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم السبت إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات، وإنهم اتفقوا على ضرورة أن تنهي الأطراف في السودان أعمال القتال على الفور دون أي شروط مسبقة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أنه بعد مكالمة هاتفية، دعا وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة والإمارات إلى العودة لاتفاق سياسي إطاري بين القوى السياسية المدنية والجيش في السودان.

وقالت القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك (NASDAQ:META) "لا تفاوض ولا حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة" وطلب الجيش من الجنود المنتدبين لدى قوات الدعم السريع أن يحضروا لوحدات الجيش القريبة، ما قد يؤدي إلى استنزاف صفوف قوات الدعم السريع إذا امتثلوا للأمر".

ووصف حميدتي البرهان بأنه "مجرم وكاذب".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

السودان البرهان حميدتي اشتباكات الجيش السوداني الدعم السريع

القاهرة وجوبا تعرضان الوساطة بين الأطراف المتحاربة في السودان

خبراء وسياسيون عرب: أياد خارجية وصراع السلطة وراء اشتباكات السودان

الجارديان: 4 أسئلة تلخص ما يحدث الآن في السودان

دعوات سودانية لوقف الاقتتال العسكري وتحذيرات من تقسيم البلاد

اليوم الثاني.. اقتتال في نصف ولايات السودان واستغاثة طبية وتجاهل لدعوات التهدئة (محصلة)