خبراء وسياسيون عرب: أياد خارجية وصراع السلطة وراء اشتباكات السودان

الأحد 16 أبريل 2023 11:58 ص

اتفق خبراء وسياسيون عرب أن الأحداث في السودان، وإن كانت صراعا على السلطة بين الطرفين العسكريين الكبار في الدولة الأفريقية، لكن أيادي خارجية تحركها.

ولفتوا في سلسلة تغريدات عبر حساباتهم بـ"تويتر"، إلى أن ما يجري في السودان، هو نتيجة طبيعية لسيطرة العسكر على الحكم، محذرين من تقسيم السودان، وداعين إلى إزاحة الطرفين عن السلطة.

وكتب المعارض السعودي البارز كساب العتيبي: "ما حدث في السودان ليس صراعاً داخلياً بحتاً على السلطة فقط، بل حسب قراءة المشهد له ارتباط ومُحرك خارجي".

وأضاف: "التوقيت مُثير للشك، بعد دور سعودي إيجابي ولافت عربياً وإقليمياً، واستهداف الطائرة السعودية، والجنود المصريين، قد يكون خيطاً يدفعنا لقراءة أشمل وأعمق للمشهد".

واتفق معه الكاتب والباحث الأمني فهد فراج، حين غرد تعليقا على نشر مقطع فيديو لاحتجاز جنود مصريين في السودان بالقول: "نشر هذا المقطع من قبل قيادة قوات الدعم السريع وقبله استهداف طائرة سعودية مدنية في مطار الخرطوم ربما القصد منه استفزاز السعودية ومصر للتدخل بشكل أو بآخر وتحميلهما أحداث الفتنة في السودان، ومن ثم تدويل المشهد وتعقيده، والخروج من جريمة التمرد والخيانة والتآمر إلى الظهور بمظهر القوات الوطنية التي ترفض التدخلات الخارجية".

ولفت إلى أن هذه "هي أصل المشكلة وأس البلاء منذ حدوث الانقلاب العسكري على الرئيس السابق عمر البشير، بل قبله أثناء الاحتجاجات حيث كانت ممارساتها عامل تأجيج للساحة وإثارة المحتجين ضد القوات المسلحة السودانية".

أما مدير المركز الإسكندنافي الخليجي للدراسات عبدالجليل السعيد، فاتهم الأمريكان بإثارة الفتنة، حين غرد قائلا: "لا يريد الأمريكي والغرب لهذه المنطقة أن تستريح، شرعت السعودية بصنع السلام في اليمن وسوريا وغيرها من الدول.. فحرك الأمريكان أدواتهم في السودان لصناعة فوضى جديدة وإدارة صراع طويل الأمد".

واتفق معه الباحث السياسي علي العريشي، حين كتب: "يبدو أن هناك ارتباطا وثيق الصلة بين التحركات السعودية الأخيرة في اليمن وسوريا الرامية لإطفاء الحرائق في منطقة الشرق الأوسط، وبين التفجير المفاجئ للوضع في السودان".

وأضاف: "قد لا تكون السودان المحطة الأخيرة، فهناك بؤر توتر في المنطقة قابلة للاشتعال"، متابعا: "لكن المؤكد أننا نعيش زمن سقوط الأقنعة".

من جانبه، أشار الكاتب الجزائري هشام موفق إلى ذات النقطة، حين غرد بالقول: "ما يحدث في السودان هو إحدى تمظهرات هذا الانتقال العالمي للقوة من الأطلنطي إلى الهادي.. أمريكا تحرك وكيلتها في المنطقة إسرائيل، من أجل غلق منافذ البحر الأحمر على روسيا، وتقويض حلفاء موسكو في الخرطوم".

وتوقع أن يشهد العرب "نفس المشاهد، بأقل حدّة، في تونس ومصر، ثم المغرب بعد وفاة الملك (محمد السادس)".

أما رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث تركي القبلان، فقال إن "ما جرى في السودان الشقيق لم يكن محض صدفة، وقرار المواجهة بهذا الحجم لن يجرؤ على اتخاذه قائد قوات محلية في مواجهة جيش دولة وطني بقطاعاته الأربعة وبتاريخ يمتد لمئة عام، لولا موقع السودان الجيوسياسي المؤثر في بيئة البحر الأحمر، ما يؤشر إلى دور للقوى الخارجية التي يهمها أن تكون البحار والمضائق تحت سيطرتها الاستراتيجية في إطار صراع لعبة الأمم".

واتفق معه المفكر العربي تاج السر عثمان، حين غرد قائلا: "ما يحدث في السودان جزء لا يتجزأ من صراع محاور إقليمية تستهدف بالأساس تفتيت السودان أرضا وشعبا خدمة للمصالح الدولية".

وأضاف: "ما فعله حميدتي تهور غير محسوب العواقب وإن كان البرهان لا يقل سوءا عنه وكلاهما التفا على ثورة الشعب.. إلا أن ردع ميليشيا الجنجويد يمثل أولوية للاستقرار".

كما اتهم عثمان الإمارات بأنها "فقاسة ميليشيات، لا تدعم جيشاً برأس واحد، بل فصائل متعددة قد تكون متضادة".

وأضاف: "دعمت البرهان القريب من مصر وحميدتي القريب من إثيوبيا، وفي اليمن تدعم فصيلا وحدويا وآخر انفصاليا، وفي ليبيا كذلك تفخخ البلدان بأمراء الحرب لتنفجر يوما ما خدمة للصهيونية والامبريالية العالمية".

وأشار إلى النقطة ذاتها السياسي الفلسطيني فايز أبوشمالة، حين كتب: "الحرب في السودان بين البرهان، الذي استقبل إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم، واتفق معه على بيع السودان لإسرائيل، وبين نائبه حميدتي، الذي تسلم من جهاز الموساد الإسرائيلي قبل عدة أشهر شحنه تجسس، أعطته القوة والتفوق.. الشعب السوداني ضحية عميلين لجهاز الموساد الإسرائيلي".

أما الإعلامي أحمد منصور، فغرد بالقول: "الدعم السريع ميلشيات قبلية، وطبيعة عمل المليشيات في كل الدنيا أنها بلا مبادئ تعمل من أجل  المال لمن يدفع".

وتوقع أن يحسم الجيش السوداني الأمر داخل المدن فى النهاية، مضيفا: "أما إذا نجا قائد المليشيات حميدتي الذي يعتبر من أغنياء أفريقيا، فإنه سوف يُدخل السودان في حرب استنزاف طويلة".

بينما ذهب الكاتب المصري جمال سلطان للقول إن "درس السودان الواضح: في بلاد العرب من يسيطر على السلاح يحكم، والشرعية يصنعها صندوق الذخيرة، والدولة مجرد معسكر جيش يساعده مؤسسات خدمية مثل القضاء والشرطة والإعلام، والباقي تفاصيل".

واتفق معه الكاتب والصحفي عبدالله العمادي، حين قال: "كما إن (الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة) فكذلك هم العسكر، ما حكموا دولة إلا أفسدوها وجعلوا أهلها أذلة".

وأضاف: "المؤسسة العسكرية مهمتها حماية الأوطان، لا الدخول في دهاليز السياسة ومشاركة السياسيين فسادهم ومضاعفة الطغيان.. شواهد التاريخ أكثر مما يمكن حصرها ها هنا".

وتابع الكاتب محمد هنيد في تغريدته: "الصراع المسلح على أشده في السودان بين عسكر قطاع الطرق من أجل الاستفراد بالسلطة، حميدتي والبرهان خطان لا يلتقيان ولابد أن يقضي أحدهما على الآخر وسيدفع شعب السودان الثمن باهظا".

وزاد: "تحولت السودان إلى ساحة للحرب بين القوى الدولية والإقليمية بالوكالة وسيدفع الخليج ثمن الغباء مرة أخرى".

بينما لفت الكاتب المصري هشام قاسم إلى أنه "لا يوجد حل أمام السودان إلا إزاحة كليهما وكل عسكري يرى أن الدبابة هي سبيل لحكم الدولة وليس الدفاع عنها".

وتابع: "أتمنى أن يتحرقوا هما الاتنين بجاز وسخ، والشعب السوداني يأخد نفسه ويخلص من غمة الحكم العسكري".

وسقط 56 مدنيا وأصيب 595 آخرون في الاشتباكات التي عصفت بالسودان لليوم الثاني على التوالي، في معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

واحتدمت المعارك في العاصمة السودانية حتى وقت مبكر من صباح الأحد، بعد يوم من المواجهات العنيفة بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وخلال اليومين الماضيين، تضاعفت الدعوات إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة إلى واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبدالله حمدوك، لكنها لم تجد أي صدى.

ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين البرهان وحميدتي.

وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجارديان: 4 أسئلة تلخص ما يحدث الآن في السودان

دعوات سودانية لوقف الاقتتال العسكري وتحذيرات من تقسيم البلاد

عرضت الوساطة.. الجامعة العربية تدعو لوقف القتال فورا في السودان

اليوم الثاني.. اقتتال في نصف ولايات السودان واستغاثة طبية وتجاهل لدعوات التهدئة (محصلة)

صراع البرهان وحميدتي.. هل يؤخر عودة السودان إلى الحكم المدني؟