الاشتباكات في السودان تدخل أسبوعها الثاني وعدة دول تجلي رعاياها

السبت 22 أبريل 2023 05:00 م

تواصلت أصوات إطلاق النار والانفجارات السبت، في العاصمة السودانية، بعد تراجع في حدة القتال ليلاً إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت المدينة في الأيام الأخيرة ليل الجمعة السبت، بعد قبول الطرفين بهدنة تتزامن مع عيد الفطر، لكن صباح السبت، استؤنف إطلاق النار.

ودخلت المعارك أسبوعها الثاني في السودان، بعدما اندلع العنف في 15 أبريل/نيسان، بين الجيش الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) والذي تحوّل إلى عدوه اللدود.

وكان جيش السودان وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين إنهما وافقا على هدنة لمدة ثلاثة أيام كي يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر.

وعادت وتيرة المعارك السبت في ثاني أيام عيد الفطر بالسودان، وتصاعد الدخان من مناطق متفرقة في الخرطوم مع سماع دوي انفجارات، وسط اشتباكات مسلحة بين طرفي النزاع رغم هدنة وقف إطلاق النار.

واتهم الجيش في وقت متأخر من الجمعة، قوات الدعم السريع بشنّ هجمات في أم درمان حيث أخرجوا "عدداً كبيراً من نزلاء" أحد السجون. لكن قوة الدعم السريع نفت ذلك.

واندلعت معارك في إقليم دارفور في غرب السودان حيث قالت منظمة أطباء بلا حدود في مدينة الفاشر إن الوضع "كارثي"، و"لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل"، وبينهم عدد كبير من الأطفال.

ويصعب كثيراً معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل، ويؤكد كل من الطرفين تفوقه على الأرض، الأمر الذي لا يمكن التحقّق منه.

كما لا يمكن معرفة من يسيطر على ماذا في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون.

وفي الخرطوم، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، قلب الصراع حياة المدنيين الذين احتموا يتملكهم الرعب داخل منازلهم من دون كهرباء في أجواء حرّ شديد.

ويغامر عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية عاجلة أو للفرار من المدينة.

وقال أحد السكان ويدعى سامي النور، إن العيد يجب أن يكون "مع الحلويات والمعجنات مع أطفال سعداء والناس يحيون الأقارب"، لكن بدلاً من ذلك  هناك "إطلاق نار ورائحة دماء حولنا".

وشهدت الخرطوم معارك عنيفة جداً خلال الأيام الماضية، إذ شنّت طائرات مقاتلة ضربات جوية على مواقع عدة، بينما تجوب دبابات الشوارع ويطلق الرصاص والمدفعية في مناطق مكتظة بالسكان.

ووفق آخر حصيلة معلنة، خلفت الاشتباكات 413 قتيلا و3551 جريحا، حسب منظمة الصحة العالمية.

وقالت نقابة الأطباء إن أكثر من ثلثي المستشفيات في الخرطوم والولايات المجاورة "توقفت عن العمل" الآن، فيما تعرضت أخرى للنهب وقُصفت أربع مستشفيات على الأقل في ولاية شمال كردفان.

وقال برنامج الغذاء العالمي إن العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص - ثلث السكان - إلى المساعدة.

يأتي ذلك في وقت تقوم جهات عدة بإعداد خطط لإجلاء الرعايا الأجانب، بينما نشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قوات في الدول المجاورة، ويدرس الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة.

بدوره، أعلن الجيش السوداني في بيان السبت، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستجلي دبلوماسييها ورعاياها بطائرات تتبع قواتها المسلحة من الخرطوم، خلال الساعات المقبلة.

وقال الجيش إن قائده عبد الفتاح البرهان وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين إجلاء الرعايا والبعثات الدبلوماسية للدول خلال الساعات القادمة.

وأضاف البيان أن البرهان "تلقى اتصالات من رؤساء عدد من الدول لطلب تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد"، وأنه وافق على تقديم المساعدة اللازمة.

وأشار إلى أنه من المنتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة.

وأعلن الجيش السوداني كذلك، إجلاء بعثة المملكة العربية السعودية براً إلى بورتسودان، ومنها جواً إلى المملكة، مشيراً إلى أنه سيتم تأمين مغادرة البعثة الأردنية في وقت لاحق "بنفس الأسلوب".

وفي وقت لاحق، قالت قوات الدعم السريع إنها مستعدة لفتح "كل مطارات" السودان "جزئياً" من أجل إجلاء الأجانب، مع أنه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات.

ويخشى محللون أن تنجر دول المنطقة إلى النزاع. فقد شددت مجموعة الأزمات الدولية على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الانزلاق إلى "حرب أهلية شاملة".

ويتركّز الخلاف بين البرهان وحميدتي على خطة دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى استئناف الانتقال الديموقراطي في السودان.

وأطاح الجيش بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019 بعد تظاهرات شعبية حاشدة ضده، وبعد أن حكم السودان بقبضة من حديد لثلاثة عقود.

وتحالف البرهان وحمدتي في أكتوبر/تشرين الأول 2021 للإطاحة بالحكومة المدنية التي شكّلت بعد سقوط البشير ما أدى إلى عرقلة عملية الانتقال إلى الديموقراطية المدعومة دولياً.

وقال حميدتي في وقت لاحق إن "الانقلاب" على المدنيين كان "خطأ"، ولم يؤد إلى إحداث تغيير، بينما أكد البرهان أنه كان "ضرورياً" لإشراك المزيد من الأطراف في السياسة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ناشتباكات البرهان الدعم السريع حميدتي إجلااء رعايا السودان

السعودية تعلن وصول ورعاياها ودول أخرى من السودان إلى جدة (فيديو)

واشنطن تجلي موظفيها من السودان بتعاون مع 3 دول وتنفي التنسيق مع الدعم السريع

السودان.. بريطانيا تبدأ بإجلاء رعاياها وسويسرا تترقب الفرص المناسبة لمغادرتهم