نشر المعهد الدولي لدراسات الشرق الأوسط والبلقان ملفا تحليلا مستفيضا عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا والمقرر إجراؤها في 14 مايو/أيار 2023.

وذكر التحليل أن الانتخابات المذكورة التي تتزامن مع الذكري المئوية لتأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك، توصف بأنها الأهم في تاريخ تركيا الحديثة التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 1923.

بالإضافة إلى مشاركة عدد كبير من الأحزاب والمرشحين للرئاسة، هناك أيضًا إجماع داخل وخارج تركيا على أن الانتخابات هذه المرة ستكون نقطة تحول لمستقبل البلاد.

تنبع أهمية هذه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الـ28 منذ تأسيسها من أنها تدخل القرن الثاني لوجودها في ظل ظروف عالمية معقدة للغاية.

ومما لا شك فيه فإن هذه نتائج الانتخابات ستنبئ بشكل مباشر عن كيفية صياغة العلاقات الجيوسياسية، والسلطات والتوازن في سياق الصراع العسكري بين الكتلة الشرقية والغربية على أراضي أوكرانيا.

ولن ينعكس القرار الذي سيتخذه الناخبون الأتراك في مايو/أيار المقبل فقط على من سيقود بلادهم، ولكن أيضًا على المسار الاقتصادي الذي ستتخذه تركيا، وعلى الدور الذي ستلعبه في التخفيف من الصراعات العالمية والإقليمية، مثل الحرب في أوكرانيا والاضطرابات في البحر الأبيض المتوسط ​​والشرق الأوسط وأفريقيا.

يوم الانتخاب

أعلن المجلس الأعلى للانتخابات التركية، أن 60 مليونا و904 ألفا و499 ناخبا مؤهلون للمشاركة في انتخابات 14مايو/أيار المقبل ويمكنهم التصويت في 190 ألفا و737 مركز اقتراع، بالإضافة إلى أن هناك 3 ملايين و286 ألفا و786 ناخبا مؤهلا في الخارج، سوف يدلون بأصواتهم في 4 آلاف و969 مركز اقتراع في الخارج في الفترة من 27 أبريل/نيسان إلى 9 مايو/أيار 2023.

في يوم الانتخابات الموافق 14 مايو/أيار 2023، سينتخب الناخبون في نفس الوقت رئيس الجمهورية الجديد و600 نائبا/ممثلا في الجمعية الوطنية الكبرى لجمهورية تركيا.

انتخاب رئيس الجمهورية

يتم انتخاب رئيس جمهورية تركيا مباشرة من خلال جولتين من التصويت يجب أن يفوز فيهما المرشح بأغلبية نسبية (أكثر من 50%) من الأصوات ليتم انتخابه.

وإذا لم يفز أي مرشح بأغلبية الأصوات في الجولة الأولى، فستجرى الجولة الثانية من الانتخابات في 28 مايو/أيار 2023 وسوف تشمل مرشحين حاصلين على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات.

تقتصر ولاية رئيس جمهورية تركيا على فترتين مدة كل منهما 5 سنوات، ومع ذلك، إذا أجريت انتخابات مبكرة قبل نهاية الولاية الثانية، يُسمح بفترة ثالثة.

يمكن إجراء انتخابات مبكرة إما بدعم 60% من النواب/الممثلين في الجمعية الوطنية الكبرى لجمهورية تركيا أو بموجب مرسوم رئاسي.

يجب ألا يقل عمر المرشحين للرئاسة عن 40 عامًا وأن يكونوا حاصلين على شهادة جامعية.

يمكن ترشيح المرشحين من قبل أي حزب سياسي حصل على 5% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية السابقة، أما الأحزاب التي لم تحقق الحد الأدنى فيمكنها أن تتحد وترشح مرشحًا مشتركًا، إذا تجاوز مجموع الأصوات لديها 5%.

يمكن للمرشحين المستقلين الترشح في الانتخابات إذا جمعوا 100 ألف توقيع من الناخبين.

مرشحو رئاسة 2023

تشمل قائمة المرشحين لرئاسة تركيا في انتخابات 2023 كل من:

• رجب طيب أردوغان

تعتبر الانتخابات المقبلة هي أصعب اختبار سيواجه أردوغان الرئيس الحالي لتركيا والمولود في 26 فبراير/شباط 1954، خلال فترة حكمه للبلاد المستمرة منذ 20 عاما.

ويقود أردوغان، وهو مؤسس حزب العدالة والتنمية، تركيا منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء في عام 2002. وتم تعيينه رئيسًا للجمهورية التركية من قبل البرلمان في عام 2014.

مهد استفتاء 2017 الطريق لنظام رئاسي، وفي انتخابات 2018، تم انتخاب أردوغان رئيسًا بعد فوزه بنسبة 52.59% من الأصوات في الانتخابات بنسبة مشاركة عالية بلغت 86.24%.

أردوغان هو مرشح تحالف الشعب، الذي تأسس في فبراير/شباط 2018 من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية.

• كمال كليتشدار أوغلو

يتزعم كليتشدار أوغلو المولود في 17 ديسمبر/كانون الأول 1948، المعارضة التركية منذ 13 عاما.

ويخوض الانتخابات الحالية بصفته زعيما لحزب الشعب الجمهوري ومرشح تحالف الأمة المعارض المكون من 6 أحزاب تختلف أيديولوجياتها. ويتشكل تحالف الأمة من أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"السعادة" و"المستقبل" و"ديفا" و"الحزب الديمقراطي".

ويعتبر كليتشدار أوغلو سياسيا محنكا لكنه تعرض لانتقادات بسبب افتقاره إلى الكاريزما. ومع ذلك، فقد تم اعتماده من قبل 3 أفراد يتمتعون بقدر كبير من الكاريزما وهم على وجه التحديد، ميرال أكشنر، رئيسة حزب الجيد، ومنصور يافاش، عمدة أنقرة، وأكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول.

ومن المتوقع أنه في حالة فوز كليتشدار أوغلو، سيصبح الثلاثة نوابًا للرئيس، وهو ترتيب غير عادي وغير مستقر لأي حكومة.

لعب يافاش وإمام أوغلو دورا فعال في هزيمة حزب العدالة والتنمية في أهم مدينتين في الانتخابات المحلية لعام 2019. كانت تلك أول علامة على أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يفقد دعم الناخبين.

• محرم إنجه

محرم إنجه المولود في 4 مايو/أيار 1964 هو زعيم حزب البلد القومي اليميني، الذي أسسه بعد أن انشق في عام 2021 عن حزب الشعب الجمهوري.

وستكون هذه هي المرة الثانية التي يخوض محرم إنجه غمار منافسات الرئاسة ضد ضد أردوغان، حيث هُزم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بعد أن حصل على 30.64% من الأصوات.

على الرغم من دعوات المعارضة التريكة لسحب ترشيحه حتى لا يتم تفريق أصوات المعارضة، يعتقد إنجه بقوة أنه سيتأهل للدور الثاني، وتتهمه المعارضة بأن ترشيحه يخدم أردوغان.

• سنان أوغان

هو سياسي تركي من أصل أذربيجاني، وكان عضوا سابقا في حزب الحركة القومية، ويتزعم الآن تحالف الأجداد وهو تحالف يضم أحزابا قومية متطرفة، وأهمها حزب النصر.

واستطاع أوغان جمع قرابة 108 آلاف توقيع في 26 مارس/آذار 2023، ما أهله لأن يكون أحد المرشحين الأربعة للتنافس على الرئاسة.

ويعتبر سياسيا مستقلا بعد طرده من حزب الحركة القومية للمرة الثانية في 2017 بعد إقالته في 2015 وعودته بحكم قضائي، ويعد الأقل شعبية بين المرشحين الرئاسيين الأربعة للانتخابات الرئاسية في تركيا.

الانتخابات البرلمانية التركية

أعلن المجلس التركي الأعلى للانتخابات عن وجود 36 حزبا مؤهلا لخوض الانتخابات التركية، بعد استيفائهم للشروط، من بين 122 حزباً سياسياً مسجلاً رسمياً في تركيا.

سيتم انتخاب ما مجموعه 600 نائبا/ممثلا عن البرلمان التركي من خلال نظام نسبي في 87 دائرة انتخابية وفقاً لنظام هوندت لتخصيص المقاعد في البرلمانات بين الولايات الفيدرالية، أو في أنظمة التمثيل النسبي في قائمة حزب ما.

يعتمد نظام هوندت على قسمة عدد الأصوات التي حصل عليها كل حزب سياسي في دائرة انتخابية على حدة، على الأرقام بشكل تصاعدي، بدءاً من الرقم واحد وحتى عدد النواب المطلوب انتخابهم في تلك الدائرة.

ومن ثم توزيع مقاعد تلك الدائرة على الأحزاب السياسية، باختيار الأرقام الأعلى التي نتجت عن عملية القسمة.

والقائمة ذات "أعلى متوسط تصويت" تُمنح المقعد الأول، تتبعها القائمة التي حصلت على نسبة أقل من الأولى لتحصل على المقعد الثاني، وهكذا، حتى يتم تخصيص جميع المقاعد.

وفقًا للتشريع الانتخابي، يتم تنظيم الدوائر الانتخابية بحيث تشكل 77 مقاطعة (تضم تركيا 81 مقاطعة) دائرة انتخابية واحدة لكل منها.

الاستثناءات هي محافظتا بورصة وإزمير اللتان تم تقسيمهما إلى دائرتين انتخابيتين، بالإضافة إلى محافظتي أنقرة وإسطنبول، اللتين تم تقسيمهما إلى ثلاث دوائر انتخابية بسبب عدد سكانهما الكبير.

بمبادرة من حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه السياسي الرئيس حزب الحركة القومية، في عام 2022، خفض البرلمان التركي العتبة البرلمانية لمشاركة الأحزاب السياسية في البرلمان من 10% إلى 7%.

يمكن للأحزاب السياسية أيضًا أن تقرر خوض الانتخابات في تحالف سياسي مع أحزاب أخرى، وبالتالي الالتفاف على شرط 7% لكل حزب على حدة. أي أن المطلب الحالي هو أن يفوز التحالف السياسي بأكثر من 7% من الأصوات.