«حفتر» المثير للجدل يصل القاهرة و«السراج» المدعوم إماراتيا يغادرها

الجمعة 29 يناير 2016 11:01 ص

وصل إلى مطار القاهرة الدولي، أمس الخميس، «خليفة حفتر»، القائد العام للجيش الليبي التابع لمجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، شرقي البلاد، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، وفق مصدر أمني في المطار.

وقال المصدر لوكالة «الأناضول» للأنباء، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن «حفتر» وصل على متن طائرة خاصة قادما من ليبيا، في زيارة يبحث خلالها مع عدد من المسؤولين المصريين، أحدث المستجدات على الساحة الليبية.

وتزامن وصول «حفتر» إلى مصر، مع مغادرة «فايز السراج»، رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية والمدعوم إماراتيا، العاصمة المصرية، متوجهاً إلى تونس، بعد زيارة  لمصر استغرقت ٦ أيام، حسب المصدر نفسه.

وتأتي هذه التحركات في ظل مؤشرات على انقسامات وخلافات حادة بين الأطراف السياسية في ليبيا تعرقل تشكيل حكومة الوحدة في ليبيا التي تم الاتفاق عليها في المغرب في الـ 17 من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. (طالع المزيد)

ويوم الإثنين الماضي، رفض مجلس النواب الليبي، البرلمان المنعقد في مدينة طبرق شرقي البلاد، منح الثقة لحكومة «السراج»، وسط جهود إقليمية ودولية تجري من أجل تمكين حكومة الوفاق من تقديم مرشحيها مرة أخرى، ونيل ثقة البرلمان.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نشب خلاف في أول اجتماع لرئاسة مجلس حكومة التوافق على خلفية نص المادة الثامنة من الأحكام الإضافية بالاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات المغربية.

وأرجعت مصادر من داخل المجلس أسباب الخلاف إلى محاولة نائبي رئيس حكومة التوافق «علي القطراني» و«فتحي المجبري» الإبقاء على منصب «خليفة حفتر» كقائد عام للجيش الليبي، إلا أن النائب «أحمد معيتيق» (منتمي إلى المؤتمر الوطني العام) رفض ذلك.

وتنص المادة الثامنة من الاتفاق على إحالة صلاحيات جميع المناصب السيادية العليا بالدولة الليبية إلى مجلس رئاسة حكومة التوافق الوطني، على أن يبت المجلس في قرار تثبيت شاغليها في الـ20 يوما التالية لتوقيع الاتفاق، وانتهت هذه المهلة في السادس من الشهر الجاري.

ويعد «حفتر» من الشخصيات المثيرة للجدل في ليبيا، ويتحدث مراقبون عن علاقات مشبوهة بين الرجل وكل من القاهرة وأبوظبي؛ فالرجل حليف سابق لـ«معمر القذافي»، الذي أسقطته ثورة شعبية في ليبيا انطلقت في 17 فبراير/شباط 2011.

وفي أعقاب زيارة سرية إلى القاهرة كشفت عنها أوساط صحفية مصرية أعلن «حفتر»، عبر فضائية «العربية»، المملوكة لسعوديين، في 14 فبراير/شباط 2014، انقلابا على حكومة «على زيدان» التي كان معينة من قبل «المؤتمر الوطني العام»، البرلمان المؤقت في حينها.

لكن مراقبين وصفوا هذه المحاولة الإنقلابية بالـ«انفلاش»، حيث لم يتجاوز أثرها شاشة التليفزيون التي ظهر من خلالها «حفتر»، وكان وقتها لواء عسكري متقاعد، ليعلن سيطرة قوات موالية له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، قبل أن يتضح غير ذلك.

وبعد الانتخابات الليبية في أغسطس/آب 2014، التي أسفرت عن مجلس للنواب قال مراقبون إنه سيطرت عليه شخصيات معادية لثورة 14 فبراير/شباط ومعادية للإسلاميين الذين مثلوا أغلبية في أول برلمان تشكل بعد الثورة (المؤتمر الوطني العام)، عاد «حفتر» بشكل لافت إلى الساحة السياسية في البلاد، قبل أن يعينه مجلس النواب قائدا عاما للجيش.

وبينما أصبح في ليبيا برلمانان بعد الطعن في شرعية مجلس النواب، الذي اتخذ من مدينة طبرق، شرقي البلاد، مقرا لها، ومعاودة المؤتمر الوطني العام الانعقاد في طرابلس، وشكل كل برلمان منها حكومة وقيادة عامة للجيش، جاء «حفتر» ليعمق الانقسام الليبي عبر شنه هجمات على الثوار في طرابلس.

ويقول مراقبون إن السلطات الحالية في الإمارات ومصر، التي تعادي على طول الخط، الإسلاميين وخاصة المنتمين منهم لجماعة الإخوان المسلمين، تقف وراء «حفتر» بقوة.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

ليبيا حفتر السراج حكومة الوحدة

الانقسامات والخلافات تعرقل تشكيل حكومة الوحدة في ليبيا

ليبيا.. تأجيل إعلان تشكيل حكومة التوافق وخلافات حول مصير «حفتر»

«حفتر»: قواتنا مستعدة للتعامل مع روسيا في مكافحة «الإرهاب»

تسريبات جديدة: «حفتر» يطلب كميات سلاح ضخمة من أبوظبي

حكومة طرابلس تتهم «حفتر» بعرقلة الاتفاق السياسي

‏«إخوان ليبيا» يحذرون من التدخل الخارجي في البلاد

مباحثات «السيسي» و«بن زايد»: خطة تنسيق استخباراتية لدعم «حفتر»

قطر تؤكد دعمها للاتفاق السياسي الليبي ومخرجاته

رئيس حكومة تونس يجدد موقف بلاده الرافض للتدخل في الشأن الليبي

‏«حفتر» مؤكدا الاستمرار في تمرده المسلح: لا علاقة لي بالحوار السياسي

«جبريل» يتراجع عن دعم «حفتر»: الغرب يخشى «سيسي» آخر بليبيا وتجربته أصبحت كابوسا ⁦

«السراج» يعلن بدء ضربات جوية أمريكية ضد مواقع «الدولة الإسلامية» في سرت

«خليفة حفتر».. «الانقلابي» الذي صنعته استخبارات واشنطن وفشلت في احتوائه