التصعيد الإسرائيلي ضد غزة يتواصل باغتيال قادة الجهاد.. وفشل الوساطة

الخميس 11 مايو 2023 04:02 م

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ثالث أيام عدوانها على قطاع غزة، قصف أراضي ومواقع مختلفة، وسط فشل الوساطة التي تقوم بها عدة دول ومنظمات في التوصل لوقف لإطلاق النار.

واغتالت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس، قائد الوحدة الصاروخية بسرايا القدس وعضو مجلسها العسكري علي غالي، كما اغتالت عصرا عضوا آخر في السرايا أحمد أبو دقة.

وارتفعت بذلك حصيلة الشهداء في التصعيد، وهو الأعنف منذ أغسطس/آب 2022، إلى 28 قتيلاً في الجانب الفلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

نفذت إسرائيل، غارات جوية جديدة على قطاع غزة الذي انطلقت منه دفعة جديدة من الصواريخ بعد استهداف قياديين جديدين في حركة الجهاد ليلاً وعصرا.

وكعادتها ركزت قوات الاحتلال في هجماتها على استهداف المنازل المدنية وحولتها إلى ركام، وشردت سكانها.

في بيت لاهيا، قالت أم راني المصري (65 عاماً) بينما كانت تقف بين أنقاض منازل مدمّرة: "أقول لإسرائيل إن البيوت كان فيها أطفال.. لم يكن فيها سلاح. أنا لا أترك 9 أطفال في بيت فيه صواريخ".

والمعروف أن جيش الاحتلال يلجأ إلى سياسة قصف المنازل، في إطار خططه العسكرية التي تهدف إلى إيقاع المزيد من الخسائر المادية إلى جانب الخسائر البشرية، إذ يجد أصحاب هذه المنازل صعوبات كبيرة في إعادة بنائها لاحقا.

كما تواصلت الغارات على مواقع للمقاومة وأراضي زراعية، في الوقت الذي استهدفت فيه الزوارق الحربية مناطق الساحل وسط غزة.

وبدت الشوارع خالية في قطاع غزة إلا من عدد قليل من الناس، وتفرّق عناصر الشرطة خارج مراكزهم، ووقفوا بعيداً عن الحواجز الرئيسية بعشرات الأمتار. كما شوهدت سيارات إسعاف تجوب الشوارع.

وأُغلقت المحال التجارية في غزة باستثناء عدد قليل من محال السوبرماركت التي فتحت جزئياً، واصطف عشرات المواطنين أمام مخبز في حي الرمال.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن ضربة جوية إسرائيلية على جنوبي قطاع غزة، الخميس، أودت بحياة القيادي في الحركة أحمد أبو دقة (43 عاماً)، وهو أحد اعضاء المجلس العسكري لسرايا القدس.

وذكرت تقارير إعلامية أن الضربة الإسرائيلية استهدفت مبنى "لعائلة أبو دقة في بلدة بني سهيلا" بخان يونس، فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أربعة أصيبوا في الضربة التي وقعت بالقرب من خان يونس.

وفجرا، نفذّت إسرائيل، غارات جوية على القطاع قتلت خلالها المسؤول عن إدارة الوحدة الصاروخية في حركة الجهاد الإسلامي علي غالي.

وقال جيش الاحتلال إن غالي "لعب دوراً مهماً في توجيه وتنفيذ عمليّات إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل بما في ذلك الرشقات الصاروخيّة الأخيرة".

بدورها، قالت حركة الجهاد في بيان الخميس، إن "سياسة الاغتيال بقصف البنايات السكنية لن تمنح العدو نصراً، والضربات المقبلة ستكشف ضعفه وعجزه".

وأضافت أن "استشهاد قادة السرايا لن يوقف إطلاق الصواريخ، والسرايا قادرة على توسيع وزيادة شعاع النار".

يأتي ذلك في وقت كشفت مصادر عسكرية عليا في تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي، كما يفعل في كل حرب، حرص على إجراء تجارب على أسلحة وتقنيات جديدة مختلفة، بينها المنظومة الصاروخية الدفاعية "مقلاع داود"، التي تستخدم للمرة الثانية بشكل فاعل، وأجهزة رصد وتنصت ومتابعة ذات تقنية تكنولوجية عالية.

ويأتي هذا الاستخدام ليس فقط من باب العقيدة القتالية، التي تبحث عن الجديد باستمرار كما في كل جيش في العالم، إنما من باب العقيدة التجارية لشركات الأسلحة الإسرائيلية الحكومية، التي تحرص على بيع الأسلحة المجربة، ما يجعلها أكثر رواجا بين الجيوش التي تشتريها.

في المقابل، قالت الجهاد، إن "وابلاً جديداً من الصواريخ أُطلق في الصباح باتجاه الأراضي الإسرائيلية".

وحسب الجيش الإسرائيلي، دوّت صفّارات الإنذار في بلدات إسرائيلية.

وأشار إلى إطلاق 507 مقذوفات باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ بدء التصعيد، اعترض نظام الدفاع الجوي 154 منها.

ولم تقع إصابات في الجانب الإسرائيلي، بحسب خدمات الطوارئ.

وأكد الجيش خلال بيان للمتحدث العسكري، عن تمديد العمل بالتعليمات الخاصة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية والبقاء بالقرب من المباني المحصنة حتى يوم الجمعة، وأشار إلى أن ذلك ينطبق على منطقة "شاطئ زكيم"، وحركة القطارات أمن سديروت إلى عسقلان.

وسابقا، شل الاحتلال حركة المستوطنين حتى 40 كيلومترا من حدود القطاع، وألغى جميع مظاهر الحياة وأغلق المدارس والجامعات، كما فعّل خطة الإخلاء لمستوطني غلاف غزة، وهو ما دفع بالآلاف منهم إلى ترك المستوطنات، والذهاب إلى مناطق في العمق، خشية من صواريخ المقاومة.

وزعم أن جيشه مستعد لمواصلة العملية العسكرية ضد قطاع غزة، وقال "حتى الآن الجهاد الإسلامي هو من يطلق الصواريخ فقط".

فيما أعلنت حركة حماس، أن "ردّ المقاومة واجب وثابت على كل عدوان وهي موحدة في الميدان"، مضيفة أن "ضربات المقاومة الموحدة جزء من عملية الرد" على الجيش الإسرائيلي.

هذا وقد نقلت تقارير عبرية عن الناطق السابق باسم جيش الاحتلال رونين مانليس قوله إن "تنظيم الجهاد الإسلامي نجح في شل إسرائيل لمدة 48 ساعة".

ووفق ما يتردد داخل أروقة المقاومة، فإنه لن يجري القبول بالتهدئة، إلا في حال حققت الشروط التي وضعتها المقاومة، وأنه في حال لم يستجب الاحتلال لتلك الشروط، فسيجري توسيع دائرة إطلاق الصواريخ.

هذا وكان لافتا أن تكتيكات المقاومة المسلحة في غزة، تمكنت خلال التصعيد الحربي الجديد، في تجاوز الكثير من الصواريخ التي أطلقت من غزة لمنظومة "القبة الحديدية"، خاصة تلك الصواريخ ذات المديات البعيدة، ما يعني تسجيل انتصار جديد للمقاومة، كونه يشكل ضغط كبير على حكومة الاحتلال، التي وجدت نفسها أمام تحدي استهداف تل أبيب، وليس مناطق الحدود.

وفي سياق الحديث عن التهدئة، كشف النقاب عن قيام حركة الجهاد الإسلامي، بإرسال عضو مكتبها السياسي محمد الهندي إلى القاهرة، لإجراء مباحثات مباشرة مع الوسطاء، حول هذا الملف، وهو يحمل وجهة نظر الحركة التي استهدفها الاحتلال في المعركة الحالية ضد غزة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن حركة الجهاد الإسلامي حددت 3 شروط، مقابل وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الشروط تتمثل في تسليم جثمان الشهيد الأسير خضر عدنان، ووقف التصفيات والاغتيالات في الضفة الغربية، وإلغاء مسيرة الإعلام المقرر إجراؤها في البلدة القديمة بالقدس الأسبوع المقبل.

وذكرت قناة "كان" العبرية، أن وفداً مصرياً في طريقه إلى تل أبيب لإجراء مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

جاء الإعلان عن هذه التحركات، بعدما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن جهود بلاده "المضنية" مستمرة من أجل التوصل إلى تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة، لكنه أشار إلى أن تلك الجهود لم تؤتِ نتائجها المرجوة حتى الآن.

وأضاف الوزير، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الوزاري لصيغة ميونخ حول عملية السلام، بمشاركة وزراء خارجية الأردن وألمانيا وفرنسا، بالعاصمة الألمانية برلين، إن استمرار الممارسات الإسرائيلية في غزة يهدد الأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة ويقود إلى "دوائر مفرغة من العنف المتبادل".

وحذر وزير الخارجية المصري من أن "الوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية نتيجة الاقتحامات المتكررة من جانب القوات الإسرائيلية، واستهداف المدنيين خارج إطار القانون، يمثل تصعيداً خطيراً ينذر بخروج الوضع عن السيطرة".

ودعا شكري المجتمع الدولي والدول الفاعلة والراعية لعملية السلام إلى "التدخل لوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان"، والعمل بشكل جاد من أجل "وقف الإجراءات الأحادية الإسرائيلية التي تهدف للقضاء على الدولة الفلسطينية وحل الدولتين".

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن ما يجري في غزة "خطير ويعكس فقدان الثقة بجدوى العملية السلمية ويقتل فرص السلام".

وأضاف خلال المؤتمر الصحفي: "نحتاج أن نتحرك جميعاً لوقف الهجوم الإسرائيلي وإطلاق عملية سلمية جادة تأخذنا باتجاه تحقيق حل الدولتين".

وذكر الصفدي أن أمن إسرائيل لن يتحقق دون أن يضمن الفلسطينيون أمنهم في سياق حل شامل، وأشار إلى أن إيقاف الهجوم الإسرائيلي على غزة لن يضمن عدم تفجر الأوضاع مجدداً خلال شهر أو شهرين، مشدداً على ضرورة معالجة أسباب الصراع.

وتابع: "من أجل أن تتحقق التهدئة لا بد من توقف الأسباب التي تدفع باتجاه العنف والتصعيد والتوتر".

وحذر الوزير الأردني من أنه في ظل التطورات الجارية فإن "حل الدولتين يتقوض يوماً بعد يوم، وأصبحنا قريبين جداً من انتهاء جدواه نتيجة الممارسات الإسرائيلية".

وحذر من أنه إذا انتهى حل الدولتين "فسنجد أنفسنا أمام حل الدولة الواحدة التي ستكون سبباً لمزيد من الصراع".

يشار إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية في غزة؛ جراء حصار إسرائيلي للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

فيما توقفت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية منذ أبريل/ نيسان 2014؛ لعدة أسباب بينها رفض إسرائيل إطلاق سراح معتقلين قدامى، ووقف الاستيطان.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين غزة الجهاد حماس إسرائيل التصعيد الإسرائيلي

قتيل وإصابات في قصف للمقاومة لمستوطنة إسرائيلية جنوبي تل أبيب

وفد مصري في طريقه إلى إسرائيل لبحث جهود التهدئة بغزة

ثأر الأحرار.. ناشطون يحتفون بصفعة المقاومة على وجه الاحتلال الإسرائيلي

ميدل إيست آي: لماذا ستفشل استراتيجية إسرائيل العنيفة في غزة لتقسيم المقاومة الفلسطينية؟

تطورات غزة.. صواريخ المقاومة تصل القدس ومستوطنات الضفة وإسرائيل ترد باستهداف منازل

التصعيد ضد غزة.. القصف المتبادل يتواصل وإسرائيل توقف محادثات التهدئة

نصر الله يلمح لإمكانية تدخل حزب الله في التصعيد الجاري ضد غزة

شهيدان بينهما قيادي في الجهاد بقصف إسرائيلي على غزة

تقدير إسرائيلي يكشف عن امتلاك الجهاد الإسلامي 6 آلاف صاروخ

المقاومة جاهزة للرد.. هل تلجأ إسرائيل مجددا لسياسة الاغتيالات؟