انطلق صاروخ "فالكون 9" الذي يقل رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني، مع رائدين آخرين على مركبة "دراجون"، إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، ضمن طاقم مهمة "AX-2" منتصف ليل الأحد/الإثنين.

وتستغرق الرحلة 16 ساعة للوصول إلى المحطة، سيحصل الرواد خلالها على قسط من الراحة، استعداداً للعمل فور وصولهم.

ويضم الطاقم أيضًا بيجي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، التي توجهت إلى المحطة الدولية 3 مرات من قبل، وستتولى قيادة المهمة، ورجل الأعمال الأمريكي جون شوفنر الذي سيقود المركبة.

وسيقضي هذا الطاقم 10 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، التي يُتوقع أن يصل إليها الإثنين حوالي الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش.

ويجري الرواد خلال المهمة 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، تُسهم في التوسع العلمي والأبحاث بجميع تخصصاتها، ويكون لها مردود في تطوير كثير من البرامج والأبحاث. كما تشمل مهامهم التواصل مع جمهور منتقى على الأرض للترويج لأبحاث الفضاء وعمل المحطة الدولية.

وأرسلت ريانة برناوي وهي أول رائدة فضاء عربية ومسلمة، تطير إلى الفضاء في مهمة علمية تاريخية، أول رسالة لها من الفضاء، وظهرت ريانة في مقطع مصور إلى جانب زميلها القرني، في مقطع فيديو، أرسل من الفضاء، وبثت خلاله أول رسالة لها.

وقالت ريانة: "السلام عليكم من الفضاء.. شرف لنا جداً أن نكون في هذه الرحلة التاريخية كما ترونا نطفو ونحاول أن نثبت نفسنا، ونشكر قيادتنا وصاحب الرؤية ولي العهد لدعمه هذه المهمة".

وأضافت: "نحن الآن في عصر التمكين والازدهار.. ووصلنا إلى عنان السماء، وكل ما نحتاجه أن نحلم وأن نعمل على أحلامنا وبإذن الله سنصل".

وفي مقطع آخر ظهر رائدا الفضاء السعوديان مع طاقم العمل، وقد تحرروا من بدلاتهم الفضائية ومقاعدهم التي كانوا مثبتين إليها خلال بداية الرحلة.

في ذات الوقت، بث القرني رسالة أيضاً قال فيها: "الحمدلله على هذه الفرصة التاريخية التي نعيشها نحن جميعاً، استمتعنا بالإطلاق.. وشكراً لكل من دعمنا ووقف معنا وساعدنا ومن أوصلنا لهذه المرحلة".

وخاطب عائلته قائلاً: "أهلي أنا في الفضاء، الحلم تحقق، وإن شاء الله في المستقبل الكثير سينضمون لنا، وسنراكم قريباً من محطة الفضاء الدولية".

وتعد هذه الرحلة منعطفاً تاريخياً في قطاع الفضاء السعودي، كونها ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء، الذي أُطلق في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، وتأتي تأكيداً لتوجهات المملكة نحو الاستفادة من هذا القطاع في كل مجالاته، باعتباره قطاعاً مستقبلياً عملاقاً تتقاطع فيه رؤى عالمية نحو الاستدامة والتكنولوجيا والأبحاث العلمية.

ويهدف برنامج السعودية لرواد الفضاء إلى تأهيل كوادر وطنية متمرسة لخوض رحلات فضائية، والمشاركة في إجراء التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالقطاع.

وينتظر رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي وصل في مارس/آذار الماضي إلى محطة الفضاء الدولية، رائدي الفضاء السعوديين، وعقد لقاء عربي فريد وغير مسبوق في الفضاء.

وقال النيادي الأحد الماضي، عبر "تويتر": "على خُطا أول رائد فضاء عربي، الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، تنطلق أول مهمة لرائدَي فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية".

وأضاف: "أترقب انطلاقهما، واللحظات التي سنصبح فيها أول 3 عرب يجتمعون في الفضاء"، وأرفق النيادي تغريدته بصورة التقطها للمملكة من الفضاء.

وثمة اهتمام متزايد باستكشاف الفضاء من جانب دول خليجية أخرى.

ففي سبتمبر/أيلول 2019، أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يقوم برحلة إلى الفضاء، وكان ضمن فريق مكوّن من 3 أفراد انطلقوا في صاروخ "سويوز" من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، انطلق المستكشف الفضائي الإماراتي "راشد" نحو القمر، قبل أن تفشل مهمته.

وحالياً يقوم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بأول وأطول مهمة فضائية في العالم العربي.

وسبق أن أعلنت الإمارات في سبتمبر/أيلول 2020 أنها ستقوم بإرسال مستكشف قمري إماراتي الصنع إلى القمر بحلول 2024، لكن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ بحلول سنة 2117.

في وقت أطلقت الهيئة السعودية للفضاء، في سبتمبر/أيلول 2022، برنامج المملكة لرواد الفضاء من أجل أهداف بينها: تأهيل كوادر سعودية لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى، والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء.

وسبق للسعودية أن أرسلت أحد مواطنيها إلى الفضاء في الماضي، بينما شارك الأمير السعودي سلطان بن سلمان في مهمة أمريكية عام 1985، في رحلة المركبة "ديسكفري" إلى جانب 5 رواد فضاء أمريكيين وفرنسي واحد.