تربع اسم المصممة المصرية غادة والي، على قائمة الأكثر بحثا في موقع التواصل الاجتماعي في مصر، عقب ظهور أزمة جديدة لها خاصة بسرقة رسومات جديدة من الفنان الروسي جريجوري كوراسوف، واستخدامها فى إعلانات خاصة لإحدى شركات المياه الغازية دون علم صاحبها.

وهذه هي المرة الثانية التي تتهم فيها غادة بسرقة تصميمات خاصة بالفنان الروسي واستخدامها، بعدما جرى العام الماضي، في تصميمات محطة مترو كلية البنات (شرقي القاهرة)، وحينها أصدرت الهيئة القومية للأنفاق التابعة لوزارة النقل المصرية بياناً رسمياً، اعتذرت فيه من الفنان الروسي، وأكدت احترامها الكامل لحقوق الملكية الفكرية للجميع، سواء داخل مصر أو في خارجها.

لكن هذه المرة، تحدث محامي الفنان الروسي عن سرقة رسوماته التي طرحها في 2018، وصممتها غادة لصالح إحدى شركات المياه الغازية في السودان، حيث تم استخدام هذه الرسومات في كافة الإعلانات المرئية على السوشيال ميديا والقنوات التليفزيونية دون علم صاحب الرسومات الأصلية.

وأكد محامي الفنان الروسي البدء في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد ما حدث.

بيد أن غادة ردت على ما حدث، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد كل ما نٌشر عنها، وقالت: "حملة شركات المياه الغازية (بيبسي السودان) اتعملت في 2018 وأنا رسمت الرسومات دي بإيديا ودي كانت أول مرة الشركة تقتبس من فنان مصري ومتاخدش تصميم من نيويورك أو مكان تاني عالمي".

ونفت الاتهامات التي وجّهها اليها الفنان الروسي، قائلة إن ادعاءات كوراسوف لا أساس لها من الصحة وكاذبة، ملمحة أن الفنان الروسي يسعى لحصد الشهرة على حسابها عبر اتهمامها زوراً من وقت لآخر بسرقة لوحاته من دون أن يقدّم أي إثبات، وذلك في إشارة لاتهاماته السابقة بخصوص تصاميم جدارية مترو الأنفاق.

بيد أن محامي كوراسوف، يقول إن "لديه جميع المستندات الدالة على أن الرسومات التي ظهرت في الإعلانات ملك لموكله".

وتشير تقارير إلى أن الرسوم الخاصة بالدعاية التي أثارت سجالا بين والي وكوراسوف تخص العلامة التجارية "سفن أب" (7Up) التابعة لشركة المشروبات الغازية الأمريكية "بيبسي".

وقبل 5 سنوات، أطلقت الشركة الشهيرة حملة إعلانية لترويج مجموعة محدودة من عبوات "سفن أب" (7Up)، وتميزت تلك العبوات بألوانها المزركشة ورسومها المستوحاة من التراث المصري.

ونالت الحملة آنذاك إعجاب الكثيرين ولاقت رواجا واسعا خف بريقه بعد سحب العبوات من الأسواق.

تقول غادة، إنها اعتمدت في رسوماتها على مدرسة الفنان الإسباني بيكاسو في الرسم التكعيبي، مضيفة: "تصميماتي مقتبسة من الفن الفرعوني من خلال مدرسة بيكاسو في الرسم التكعيبي".

ورأت الفنانة المصرية: "لو الفنان الروسي بيقول إني سرقت منه التصميم يبقى هوا كمان سارقه من بيكاسو".

ولفتت والي إلى أن الفنان الروسي جورجي كوراسوف المتهمة بسرقة تصميماته لم يوثق لوحاته عبر المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، قائلة: "نتائج البحث أظهرت عدم تسجيل لوحاته في موقع المنظمة".

بيد أن رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق أستاذ التصميم الزخرفي خالد سرور، يعتبر ما حدث "سرقة فنية متكاملة الأركان".

ويستدل في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، على ذلك بمقارنة بين الأعمال الفنية لوالي والفنان الروسي، قائلا: "هناك نقل واضح لغادة من أعمال كوراسوف، يصل لحد التطابق".

ويتفق معه الفنان التشكيلي والمصمم المصري حسين نوح، الذي يقول إن "الأعمال الفنية لغادة (قص ولصق)، إذ نقلت أسلوب عمل الفنان الروسي ونفس الخطوط التي يستخدمها".

ويضيف: "مصممة الجرافيك استخدمت نفس طريقة تعبير الفنان الروسي، وهذا واضح في طريقة التصميم ورسم العيون".

وأثارت هذه الاتهامات ردود فعل غاضبة وجدلا واسعاً عبر المنصات المصرية، وتصدر وسم يحمل اسم "غادة والي"، قائمة الأكثر تداولا.

ولفت ناشطون إلى أن ما جرى دليل على أن من أمن العقاب أساء الأدب، مشيرين إلى عدم محاسبتها على ما اقترفته عندما اكتشفت سرقتها العام الماضي.

وعبر ناشطون عن قناعتهم بكذب غادة والي، لافتين إلى أن ما تقوله هو محاولة لتبرير سرقتها بنوع من "البجاحة".

((6)

بينما طالب آخرون الحكومة بإعلان موقف صريح مما يجري، ومحاسبتها ومقاضاتها على ما يجري.

يشار إلى أن نجم غادة والي برز بعد تكليفها بتصميم مشروعات تشرف عليها الحكومة المصرية، من بينها شعار احتفالية "افتتاح طريق الكباش" في عام 2021.

من بين أسباب شهرتها قبل ذلك، تمثيلها للمرأة المصرية في منتدى شباب العالم الذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في شرم الشيخ، إذا ألقت حينها كلمة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي.

كما أنها زوجة المغني المصري المثير للجدل حسن أبوالروس، وهو ما وضعها في بؤرة الأضواء والأعمال الفنية.

في المقابل، نال كوراسوف شهرة عالمية بأسلوبه الفريد في تطويع الأجسام البشرية ضمن أشكال هندسية رغم أن البعض يخطئ، ويعتقد أنه من المدرسة التكعيبية، لكنه في الحقيقة من حركة البنائية الجديدة التي انطلقت من دول أوروبا الشرقية.

وتعرض أعماله في معارض عالمية خاصة في الولايات المتحدة فضلا عن توفرها على موقعه على الإنترنت.

وكانت لوحات كوراسوف تباع بقرابة 50 ألف دولار، حسب ناقد تشكيلي أمريكي.

((8))