«داود أوغلو» من الرياض: سنواصل دعمنا للمعارضة السورية بالتعاون مع السعودية

الأحد 31 يناير 2016 09:01 ص

قال رئيس الوزراء التركي، «أحمد داود أوغلو»، إن «النظام السوري وداعش على درجة إجرام واحدة»، مؤكدا، أن بلاده ستواصل دعمها للمعارضة السورية المعتدلة، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، «داود أوغلو»، في مؤتمر صحفي، عقده اليوم الأحد، في القصر الملكي بالعاصمة السعودية الرياض، على هامش زيارته الرسمية للمملكة، حاليا، والتي تتطرق خلالها إلى العديد من القضايا المختلفة، كدعم أنقرة للمعارضة السورية، إلى جانب انتهاكات روسيا للمجال الجوي التركي، وعملياتها العسكرية في سوريا، فضلا عن العلاقات التركية - السعودية.

وتحدث داود أوغلو، في تصريحاته، عن لقاء جمعه بـ«رياض حجاب»، رئيس الهيئة العليا لمفاوضات جنيف (معارضة سورية) التي ترعاها الأمم المتحدة حول أزمة سوريا، المشكّلة مؤخرًا في الرياض، مؤكداً «مساندة ودعم أنقرة له وللمعارضة السورية».

كما تطرق إلى انتهاك المقاتلات الروسية المجال الجوي لبلاده، يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى «عدم وجود دولة معزولة في العالم، لذا لا يمكن إخفاء أي انتهاك جوي يحدث، ولا يمكن الادّعاء بوجود خرق جوي لم يحدث، ولهذا لا يمكن لروسيا، أن تخفي انتهاكاتها الجوية مهما كانت ذرائعها».

وأفاد «داود أوغلو»، بأن «رادارات بلاده وحلف شمال الأطلسي (ناتو) رصدت الانتهاك الروسي»، مشيرا أن أنقرة لا ترغب في تصعيد حدة التوتر في علاقاتها مع موسكو، بحسب وكالة الاناضول للأنباء التركية الرسمية.

ونوّه «داود أوغلو»، بالعمليات العسكرية الروسية في سوريا، حيث أوضح أن «روسيا تكثف هجماتها على المناطق القريبة من الحدود التركية، لا سيما في بايربوجاق باللاذقية، وتستهدف المعارضة المعتدلة، التي تحقق تقدمًا ضد تنظيم داعش، في ريف مدينة أعزاز التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا».

وجدد، تحذير بلاده لروسيا، من أن «الإضرار بالمعارضة السورية المعتدلة، أو التهديدات المتكررة للأجواء التركية، لا يصبّ في مصلحتها»، مؤكدا أن بلاده «تقف إلى جانب الشعب والمعارضة السورية المعتدلة، في مواجهة داعش والنظام والقوات الأجنبية التي تحتل سوريا والعناصر التابعة للدول الأجنبية».

جدير بالذكر أن وزارة الخارجية التركية، أعلنت أمس السبت، قيام مقاتلة روسية من طراز (سو 34) بانتهاك الأجواء التركية بالقرب من ولاية غازي عنتاب المتاخمة لمحافظة حلب السورية، حيث استمر الانتهاك لمدة 25 ثانية، رغم تحذيرها لعدة مرات من قِبل الدفاعات الجوية التركية باللغتين الانجليزية والروسية.

وتناول «داود أوغلو»، في تصريحاته، تطابق وجهات نظر أنقرة والرياض، في مسألة التعاون المشترك حيال الصراعات الداخلية، والتوترات التي تشهدها حالياً دول العراق، واليمن، ولبنان، وليبيا.

وفي معرض رده على سؤال حول الدعم التركي للتحالف الإسلامي، بقيادة المملكة العربية السعودية، قال: «هناك تهديدان كبيران في المنطقة، هما الإرهاب والحروب العرقية والطائفية"، مشيرا أن «تركيا والسعودية متفقتان على التحرك معًا ضد الإرهاب والطائفية».

وأوضح رئيس الحكومة التركية، أن هدف زيارته إلى المملكة، يتمثل في متابعة المشاورات السياسية المتزايدة بين أنقرة والرياض خلال الفترة الأخيرة، ورفع مستوى العلاقات بينهما، إلى مستوى «التعاون الاستراتيجي» الرفيع، مشيرا إلى وجود علاقات تاريخية متجذرة تربط بين البلدين، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه تبادل مع المسؤولين السعوديين، وجهات النظر حول المبادئ الأساسية لآلية اتفاقية «التعاون الاستراتيجي» رفيع المستوى بين بلاده والسعودية، وكيفية تطويرها، مضيفا أن «هذا الاتفاق سيكون جاهزًا للتوقيع عليه، لحين موعد زيارة الملك السعودي إلى تركيا في شهر أبريل/ نيسان المقبل».

وأكد أنه، أجرى لقاءات ثنائية مع مسؤولي نحو 30 شركة، ومستثمرا من الشركات السعودية الأكثر استثمارا في العالم، مبينا أن مجالات الاستثمار، تشمل الصناعات الدفاعية، وإنشاء الوحدات السكنية.

واستطرد: «ثمة خطة، لإنشاء نحو مليوني وحدة سكنية في السعودية»، مضيفا: «ويبلغ حجم استثمارات المملكة في تركيا، بمجالات الزراعة، والسياحة، والصحة، والنقل، والبنية التحتية وغيرها، نحو ملياري دولار، نعتزم رفعها بأقرب وقت، إلى 10 مليارات في المرحلة الأولى، ومن ثم إلى 20 مليار دولار لاحقا».

وتابع: «تناولنا خلال الزيارة التطورات الإقليمية، وتوصلنا إلى اتفاق مبدئي بشأن مواصلة التشاور بين البلدين، للمساهة في تأمين الاستقرار الإقليمي، من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية الثنائية بيننا، وخلال الأشهر المقبلة، نقوم بتطوير قاعدة استشارية مشتركة بين وزارات الخارجية ومسؤولي الأمن ووحدات الاستخبارات والمسؤولين العسكريين في البلدين».

وكان وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، قال اليوم الأحد، إن المعارضة السورية لها الحرية في أن تختار مغادرة محادثات السلام في جنيف ما لم تتحقق مطالبها.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي «عادل الجبير» بالرياض: «طلبنا من المعارضة أن تطرح شروطها لبدء المفاوضات والاستمرار في المفاوضات.. يمكنهم المغادرة في أي وقت إذا لم تنفذ (مطالبهم)».

يشار إلى أن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»، استقبل في قصره بالرياض اليوم، رئيس وزراء جمهورية تركيا «أحمد داود أوغلو».

وكان «داود أوغلو»، وصل فجر اليوم الجمعة، إلى مدينة جدة، غربي السعودية، في مستهل زيارة رسمية للمملكة تستغرق ثلاثة أيام، حسب وكالة «الأناضول» التركية الرسمية.

  كلمات مفتاحية

تركيا داود أوغلو المعارضة السورية السعودية الرياض محادثات جنيف العلاقات السعودية التركية

السعودية: سندعم المعارضة السورية سواء بقيت في محادثات جنيف أم لا

«رياض حجاب» يلتقي «داود أوغلو» في الرياض ويشكر تركيا

الملك «سلمان» يستقبل «داود أوغلو» في الرياض

المعارضة السورية تشترط فك الحصار والإفراج عن المعتقلات ووقف الإجرام الروسي

«داود أوغلو» يستهل زيارته الأولى إلى السعودية كرئيس للوزراء بأداء «عمرة»

المفوض الأممي لحقوق الإنسان: لا عفو عن مرتكبي جرائم حرب في سوريا

مخيمات النازحين السوريين قرب تركيا بلغت قدرتها القصوى على الاستيعاب

«أردوغان» يعقد اجتماعا أمنيا عاجلا لمناقشة أزمة لاجئي سوريا ومواجهة الإرهاب