بالفرقة 99 وإف 22.. تأهب أمريكي لردع إيران وروسيا في سوريا

السبت 24 يونيو 2023 08:43 م

قال الكاتب الإسرائيلي سيث فرانتزمان إن القيادة المركزية الأمريكية تركيز هذه الأيام في الشرق الأوسط على تكامل الدفاع الجوي والصاروخي الإقليمي، واستخدام الطائرات المقاتلة من طراز إف-22 وفرقة عمل جديدة للطائرات بدون طيار، من أجل التعامل مع سلوك روسيا وردع إيران في سوريا.

فرانتزمان أضاف، في تحليل بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد"، أن "الولايات المتحدة تواصل العمل في المنطقة للتعامل مع التحديات، مثل تصرفات روسيا في سوريا وردع التهديدات الإيرانية".

وموسكو وطهران حليفتان لرئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي استخدم منذ عام 2011 القوة العسكرية لقمع احتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة، فيما تنتشر قوات أمريكية في مناطق حقول نفط في شمال شرقي سوريا، بدعوى محاربة "تنظيم الدولة".

وتابع فرانتزمان أن "قائد القوة الجوية التاسعة والمكون الجوي للقوات المشتركة للقيادة المركزية الأمريكية اللفتنانت جنرال أليكسوس جرينكيويتش  قدَّم إحاطة الأربعاء الماضي بشأن إجراءات تتخذها واشنطن في هذا الصدد، وتناول العمليات الجوية والتنسيق لدفع السلام والاستقرار في المنطقة، والعدوان الروسي في سوريا والحرب المستمرة ضد تنظيم الدولة".

وأردف أن "الولايات المتحدة تتواجد في الشرق الأوسط منذ عقود، لكن دورها غالبا ما يتغير، وفي الآونة الأخيرة، كان هناك سلوك غير مهني من روسيا في سوريا، بالإضافة إلى تهديدات إيرانية ضد القوات الأمريكية، حيث يستخدم وكلاء إيران الصواريخ والطائرات بدون طيار وتشير تقارير إلى أنهم سيتحولون إلى استخدام الأجهزة المتفجرة".

وبحسب جرينكيويتش، فإن "روسيا تتجاهل بروتوكولات عام 2019 بشأن عدم التضارب مع القوات الأمريكية في سوريا، إذ لم تبلغ موسكو مؤخرا واشنطن بمهام جوية روسية في المجال الجوي المعترف به منذ فترة طويلة على أنه مُستخدم من جانب التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، في سوريا".

وأوضح أنه "حتى صباح الثلاثاء والأربعاء (الماضيين) كانت هناك حوادث للنشاط (الجوي) الروسي، وأحيانا تقع تلك  الحوادث ما بين 3 و4 مرات يوميا، كما تحلق طائرات روسية في مناطق تتمركز فيها القوات الأمريكية".

ولمعالجة هذا السلوك، نشرت الولايات المتحدة في المنطقة الطائرة المقاتلة "إف- 22" وهي "الأكثر تفوقا في العالم"، وقال جرينكيويتش إنها "جزء من عرض أمريكي متعدد الأوجه للدعم والقدرة في أعقاب السلوك الروسي غير الآمن وغير الاحترافي".

كما أفاد بـ"نشر قوة قاذفة في 8 يونيو (حزيران الماضي) في المنطقة، بالتعاون مع شركاء في المنطقة مثل إسرائيل. وهذا يظهر أيضا مدى التزام الولايات المتحدة بالمنطقة، ويمكنها أيضا أن تجلب قوة قتالية ساحقة في أي لحظة".

طائرات بدون طيار

و"جزء آخر من دور الولايات المتحدة هو الفرقة Task Force 99، وهي وحدة في القيادة المركزية للقوات الجوية تعمل مع معدات جوية غير مأهولة، مثل الطائرات بدون طيار"، بحسب فرانتزمان.

وشدد على أن "هذا مهم لأن البحرية الأمريكية لديها أيضا فرقة العمل 59 في الخليج تعمل مع السفن غير المأهولة، وهذا جزء من الاستثمار الأمريكي الجديد في قوة الطائرات بدون طيار في المنطقة".

وقال جرينكيويتش إن "خمس من الدول الأعضاء في فرقة العمل 99، المتمركزة في قاعدة العديد بقطر، لديها أسطولا متزايدا من الطائرات بدون طيار، ونتطلع إلى استخدام الطائرات بدون طيار في العثور على الأهداف الصعبة خلال القتال ضد تنظيم الدولة ولأغراض أخرى".

حلفاء طهران 

جرينكيويتش تطرق أيضا إلى "ضرورة ردع إيران"، مضيفا أنها "تبيع طائرات مسيّرة لروسيا، وإحساسي هو أن إيران تشعر أن روسيا مدينة لها بشيء ما".

وتتهم واشنطن وعواصم غربية أخرى طهران بتزويد موسكو بطائرات بدون طيار تستخدمها لضرب البنية التحتية منذ بدء حرب روسيا في جارتها أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، وهو ما تنفيه إيران.

وتبرر موسكو تلك الحرب بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، يهدد الأمن القومي الروسي.

وأردف جرينكيويتش: "يريد الإيرانيون من التحالف مغادرة سوريا لجعل الجماعات المتحالفة مع إيران تحرك أسلحة متطورة، وهذا يمكن أن يهدد إسرائيل (جارة سوريا) والآخرين".

ومن حين إلى آخر يشن الجيش الإسرائيلي غارات على تقول طهران إنها أهداف إيرانية في سوريا، وتعتبر كل من تل أبيب وطهران العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل أراضٍ عربية في سوريا وفلسطين ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

و"سيكون للعلاقة المتنامية بين إيران وروسيا تأثير كبير على دور إيران في سوريا، وإجمالا تغذي إيران وتؤجج عدم الاستقرار في المنطقة، ونؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وفقا لجرينكويتش .

وأكد "أهمية تكامل الدفاع الجوي والصاروخي الإقليمي والجمع بين القدرات الأمريكية والأوروبية وقدرات دول المنطقة، وضرورة جمع هؤلاء معا في عملية تشغيل على مستويات الرادارات وأنظمة الاتصالات ومشاركة المعلومات الاستخباراتية".

كذلك شدد جرينكيويتش على "التهديد الذي تشكله تجارة المخدرات، ولاسيما في مادة الكبتاجون (من سوريا) على المنطقة"، وقال إن "هذه ليست مهمة عسكرية في الأساس، وتوجد وكالات تعمل مع دول الجوار لتعزيز الإجراءات الدفاعية لتأمين الحدود ووقف تدفق المخدرات".

المصدر | سيث فرانتزمان/ جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة روسيا إيران سوريا الفرقة 99 إف 22

إيران والأسد والمستبدون.. أكثر الخاسرين في حال انهيار بوتين

أمريكا وروسيا تتبادلان الاتهامات بشأن "سلوك خطر" في أجواء سوريا

تنسيق روسي إيراني هادئ لإخراج الولايات المتحدة من سوريا.. كيف؟

باحث: إضافة قوات أمريكية بالشرق الأوسط لمواجهة روسيا وإيران مسار يجب تجنبه