وزير البترول السعودي يهون من مخاوف هبوط الأسعار

السبت 13 سبتمبر 2014 07:09 ص

 
النفط الصخري الأمريكي يسحب البساط من واردات الخام السعودي
 
 
قالت وكالة الطاقة الدولية أول أمس الخميس إن طفرة النفط الصخري في أمريكا الشمالية بدأت في الضغط على النفط السعودي وسحب البساط من تحت أقدامه في السوق الأمريكية مثلما فعلت مع خام غرب أفريقيا.
 
وتوقعت الوكالة أيضا تدفق صادرات البنزين الأمريكية إلى السوق العالمية، وقالت الوكالة في تقرير شهري «في السنوات الأخيرة أدى ارتفاع إنتاج النفط المحكم الخفيف إلى انحسار واردات الولايات المتحدة من خام غرب أفريقيا التي تتجه الآن إلى آسيا».
 
وأضافت «يبدو أن الصادرات السعودية تظهر عليها بداية تحول مماثل»، وقدرت الوكالة حجم الصادرات السعودية بأقل من سبعة ملايين برميل يوميا على الأرجح خلال الأشهر الأربعة الماضية لتسجل أدنى مستوى لها منذ سبتمبر أيلول 2011.
 
وقالت الوكالة «قادت الصادرات إلى الولايات المتحدة حركة الهبوط وسط ارتفاع الطلب المحلي السعودي على استهلاك الخام والكميات التي تكررها المصافي»، وأشارت إلى أن السعودية تحدد سعر النفط خارج الأسواق الأمريكية بالإبقاء على أسعار البيع الرسمية مرتفعة بينما تعدلها بالخفض للأسواق الآسيوية.
 
ولم تتسبب طفرة معروض أمريكا الشمالية في خفض واردات الخام إلى الولايات المتحدة فحسب بل حولتها أيضا إلى دولة مصدرة للمنتجات النفطية على العكس تماما من العقود السابقة التي كانت فيها أكبر مستورد في العالم.
 
وقالت وكالة الطاقة «في السنوات المقبلة... ستصل صادرات نواتج التقطير الخفيفة الأمريكية إلى الأسواق النائية بشكل متزايد»، وقدرت الوكالة أن تحقق كندا والولايات المتحدة فائضا في النافتا والبنزين يصل إلى حوالي 1.3 مليون برميل يوميا بحلول عام 2019.
 
وأضافت أن التوسعة المقررة لمصافي فاليرو وماراثون لمعالجة المزيد من النفط المحكم الخفيف المستخرج من الحقول الأمريكية ستزيد من تخمة المعروض.
 
بدوره، هون وزير البترول السعودي «علي النعيمي» أول أمس الخميس من المخاوف التي أثارها هبوط أسعار النفط مؤخرا دون مستوى 100 دولار للبرميل، وردا على سؤال عما إذا كان الهبوط يدعو للقلق قال النعيمي متسائلا «هل سبق لكم أن رأيتموني قلقا؟»، وأضاف قائلا لرويترز «هذه ليست أول مرة تتغير فيها الأسعار فهي دائمة التغير. إنها عملية ديناميكية».
 
ووفقا لبيانات أوبك يبلغ إنتاج المملكة حاليا نحو 9.6 مليون برميل يوميا، وبحلول الساعة 0620 بتوقيت جرينتش انخفض سعر مزيج برنت لسادس جلسة على التوالي 15 سنتا ليصل إلى 97.89 دولار للبرميل. وبلغ برنت 97.60 دولار للبرميل الأربعاء الماضي مسجلا أدنى مستوى منذ 18 أبريل/نيسان 2013.
 
خفض الإنتاج في أغسطس الماضي
 
وكانت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم قد أبلغت منظمة أوبك أنها خفضت إنتاجها من الخام في أغسطس/آب بمقدار 400 ألف برميل يوميا وذلك بالتزامن مع تراجع الأسعار صوب مستوى 100 دولار للبرميل الذي تفضله المملكة.
 
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقرير شهري صدر يوم الأربعاء إن السعودية أبلغتها بإنتاج 9.597 مليون برميل يوميا في أغسطس/آب انخفاضا من 10.005 مليون برميل يوميا في يوليو/تموز.
 
وكان خام برنت نزل عن 100 دولار للبرميل يوم الاثنين للمرة الأولى في 14 شهرا. وأثار الانخفاض المطرد في أسعار النفط تساؤلات عما إذا كانت السعودية صاحبة أكبر فائض في الطاقة الإنتاجية في العالم ستخفض الإنتاج.
 
وعززت الرياض بدعم من الكويت والإمارات العربية المتحدة المعروض بشكل غير رسمي لتغطية النقص الناجم عن انقطاعات اضطرارية في إنتاج دول أخرى أعضاء بمنظمة أوبك خلال الأشهر الأخيرة ومن بينها ليبيا التي يتعافى فيها الإنتاج حاليا.
 
وأبلغت السعودية عن خفض إنتاجها في أغسطس آب لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن إنتاج المملكة ينخفض في الغالب حين يقل معدل الاستخدام المحلي لأجهزة تكييف الهواء عن ذورته في موسم الصيف وأن تراجع الإنتاج لا يعني بالضرورة انخفاض الصادرات.
 
وقال «صامويل سيسزوك» المحلل بوكالة الطاقة السويدية «أعتقد أننا على يقين تام بأن السعوديين يخفضون (الإنتاج)... لكن ربما تراجع استهلاك الخام قليلا وأنا أشك في أنهم قلصوا الصادرات بواقع 400 ألف برميل يوميا».
 
ولم تبد أوبك حتى الآن أي قلق من انخفاض أسعار الخام حيث تتوقع أن يكون هذا التراجع مؤقتا. وقالت «نوال الفزيع» محافظة الكويت في منظمة أوبك يوم الأربعاء إنها تتوقع ارتفاع الأسعار مجددا والمحافظة على مستوى 100 دولار للبرميل.
 
وتنشر المنظمة أيضا بيانات الإنتاج من مصادر ثانوية وهو أمر يرجع إلى خلافات سابقة على بيانات الإنتاج التي تصدرها كل دولة، وتشير بيانات المصادر الثانوية إلى أن السعودية خفضت إنتاجها بواقع 55 ألف برميل يوميا إلى 9.86 مليون برميل يوميا في أغسطس آب لكن إجمالي إنتاج أوبك ارتفع إلى 30.35 مليون برميل يوميا نظرا لتعافي الإنتاج في ليبيا وارتفاع صادرات أنجولا.
 
وخفضت أوبك في التقرير توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2014 وذلك للشهر الثالث على التوالي وقلصت أيضا تقديرها للطلب على إنتاج الدول الأعضاء، وتتوقع أوبك الآن ارتفاع الطلب العالمي على النفط هذا العام 1.05 مليون برميل يوميا أو ما يقل 50 ألف برميل يوميا عن التقدير السابق. ومن المتوقع أن ينمو الطلب بوتيرة أسرع قليلا في 2015 لكن المنظمة قلصت توقعها للعام القادم بواقع 20 ألف برميل يوميا.
 
ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعها القادم لمراجعة سياسة الإنتاج في نوفمبر/تشرين الثاني. وقل اهتمام التجار بهذه الاجتماعات في السنوات الأخيرة نظرا لأنها لم تغير مستوى الإنتاج الرسمي المستهدف للمنظمة البالغ 30 مليون برميل يوميا.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

السعودية تُبقى على نسبة انتاجها من النفط حتي نهاية العام

استهلاك السعودية من النفط يرتفع بنسبة 31% مقارنة بالعام الماضي

صادرات النفط السعودي في أغسطس تصل لأدنى مستوى في 3 أعوام