قال الأكاديمي الإماراتي «عبد الخالق عبد الله»، مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، إن مواقف السعودية والإمارات متطابقة في تقدير خطر تيار الإسلام السياسي و«الإخوان المسلمين».
وأكد أن «السعودية كما الإمارات كانت وما زالت حذرة من الإخوان حذرا سياسيا وأمنيا، وهم يشكلون خطرا على أمن السعودية واستقرارها»، موضحا أن تيار «الإسلام السياسي اليوم تراجعت درجة خطورته ولم يعد يشكل الخطر رقم واحد للإمارات والسعودية على حد سواء»، لافتا إلى أن «الخطر الإيراني اليوم يتصدر هرم اهتمامات البلدين وعاصفة الحزم في اليمن أكبر دليل على ذلك».
وأوضح «عبدالله» أمس، أثناء حديثه في «ندوة سعود المريبض» (ندوة ثقافية تقيمها الرياض منذ تتويجها عاصمة للثقافة عام 2000) أن «الهاجس الأمني السعودي تجاه تيار الإسلام السياسي والإخوان لا يقل حتى يومنا هذا عن الهاجس الإماراتي»، مضيفا أن «الإمارات لديها هاجس تجاه هذا التحدي يقرب إلى درجة التطابق من التقويم الأمني السعودي داخليا وإقليميا» بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية.
وتابع: «في لحظة من اللحظات كان التيار صاعدا وقويا ومهددا وكان لا بد من التعاون، أخيرا هذا التيار تراجع، والتقدير أنه لم يعد يشكل خطرا لا على الإمارات ولا على السعودية، وإنما الخطر الأول على قمة هرم الاهتمامات هو الإيراني وفي هذا هناك توافق سعودي- إماراتي تام، وما معركة اليمن إلا دليل على ذلك».
وحول وجود تباين سعودي- إماراتي في شأن القضية السورية، قال إن «الإمارات ودول الخليج وبعد معاناة مع الأزمة السورية، أقرت مبدأ واستمرت عليه، وهو أن ما تقره السعودية يسري على الجميع في ما يتعلق في الشأن السوري، والإمارات أغلقت الصفحة وأعطت القيادة للسعودية في هذه القضية، ولا يوجد إطلاقا تباينات في هذه المسألة».
وتخوض دولة الإمارات العربية حربا عالمية ضد حركات الإسلام السياسي، خاصة جماعة «الإخوان المسلمين» وثورات الربيع العربي، وتسعى إلى وأد هذه الثورات وإنهاء الآثار المترتبة عليها، وتحجيم الحركات الإسلامية التي وصلت إلى سدة الحكم بإرادة الشعوب عبر أكثر من طريق، حيث اعتبر القانون الإماراتي مؤخرا الإخوان جماعة إرهابية، إلى جانب 83 جماعة إسلامية حول العالم أبرزها اتحاد علماء المسلمين، وجمعية الإصلاح، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وأحزاب الأمة في الخليج.
كما تخطت تلك الحرب حدود الإمارات، حيث ساهمت في إسقاط أنظمة بأكمله منها النظام المصري برئاسة الدكتور «محمد مرسي»، أول رئيس مدني متخب في البلاد، وأحد قادة جماعة «الإخوان المسلمين»، كما أنها ساهمت في وصول فلول النظام التونسي السابق إلى سدة الحكم وإبعاد حركة النهضة «الإخوان»، وتدعم اللواء المتقاعد «خليفة حفتر» في ليبيا ضد الثوار والإسلاميين المنتمين لـ«الإخوان»، كما تواصل الدولة الخليجية حربها وفقا لما كشفته صحيفة «ميل أون صنداي» عن أنشطة ما أسمته «اللوبي» الذي عمل لصالح دولة الإمارات، لتحسين صورة البلد في الإعلام وملاحقة المعارضة السياسية و«الإخوان المسلمين».