اعترافات «الجبير» تفسر دور الأموال السعودية في إسقاط «إخوان ماليزيا»

الاثنين 18 أبريل 2016 11:04 ص

يواجه رئيس الوزراء الماليزي، «نجيب عبد الرزاق»، منذ العام الماضي اتهامات بـ«الفساد المالي» إثر اكتشاف تحويل مبلغ 681 مليون دولار إلى حسابه من صندوق التمويل الحكومي «إم دي بي1».

وبينما نفي «عبد الرزاق»، في تحقيقات أجريت معه، أن يكون «اختلس» هذا المبلغ الضخم من أموال الدولة، زاعما أنه كان «منحة» تلقاها من مصدر في الشرق الأوسط، جاءت تصريحات لوزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، قبل أيام، لتشير إلى ان هذا المبلغ عبارة عن «هبة» تلقاها الأخير من السعودية.

ولم يشر الوزير السعودي إلى سبب تقديم هذه «الهبة» إلى «عبد الرزاق»، لكن مواقع إخبارية عالمية كشفت عن مصادر أن الأمر كان في إطار مساع سعودية في عهد الملك الراحل، «عبدالله بن عبد العزيز»، لـ«إسقاط» نفوذ «جماعة الإخوان المسلمين» في ماليزيا، التي يمثلها «الحزب الإسلامي الماليزي» (باس)، وتقليل مكاسبه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام 2013، وهو ما حدث بالفعل.

«الجبير» قال، في تصريح للصحفيين على هامش مشاركته في قمة «منظمة التعاون الإسلامي» الـ 13، التي انعقدت في مدينة إسطنبول، يومي الخميس والجمعة الماضيين: «لدينا علم بهذه المنحة، وهي منحة حقيقية دون توقع أي شيء (من عبد الرزاق) في المقابل».

وأضاف عقب لقاء مع رئيس الوزراء الماليزي على هامش القمة: «نحن أيضًا على دراية كاملة بأن النائب العام في ماليزيا أجرى تحقيقًا شاملًا في الأمر، ولم يجد أي تجاوزات»، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الماليزية (برناما).

وعقبت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية على تصريح وزير الخارجية السعودية، ورأت أنه سيزيد من حدة الجدل الدائر في ماليزيا حول رئيس وزرائها.

وذكرت الصحيفة أن «نائب رئيس الوزراء الماليزي، أحمد زهيد حمادي، قال إنه التقى مانح الهبة المالية (لم يذكر اسمه) الذي عبر عن ثقته بقيادة عبد الرزاق الحكيمة في العديد من القضايا الشائكة في البلاد».

ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين أنه «ليس هناك أي دليل من جهة مستقلة، يثبت أن الأموال جاءت من المملكة العربية السعودية، كما أنه من الغريب تقديم هبة مالية ضخمة بقيمة 680 مليون دولار دون انتظار مقابل»، حسب ما قال «الجبير».

وقالت: «لا بد من الإشارة إلى أن المسؤولين السعوديين رفضوا الاستجابة لأسئلة حول هذا المبلغ المالي في عام 2013، عندما كان يخضع عبد الرزاق للتحقيق بشأن قضايا فساد، حيث قال الأخير في حينها بأن المبلغ من مصدر في الشرق الأوسط».

بينما كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، نقلا عن محقق بريطاني يتمتع بخبرة طويلة في عمل الشركات في الشرق الأوسط، (لم تكشف عن اسمه)، إن مبلغ الـ681 مليون دولار جاء من السعودية في عهد الملك الراحل، «عبد الله بن عبد العزيز»، ووصلت إلى ماليزيا عبر فرع لمصرف سويسري في سنغافورة يملكه حكام أبو ظبي.

 وبينما نفى «الجبير» أن يكون الجانب السعودي طلب مقابلا من «عبد الرزاق» عندما منحه هذا المبلغ الضخم، نقلت «بي بي سي»، عن مصدر سعودي مطلع (لم تذكر هويته) إن «الهبة» قُدمت في سباق قلق ساور السعودية من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في ماليزيا.

وفي موسم الانتخابات التي جرت في ماليزيا في مايو/أيار 2013، مثل جماعة الإخوان في هذه الانتخابات «الحزب الإسلامي ضمن تحالف للمعارضة، بقيادة «عبد الرزاق».

ورغم فوز التحالف بهذه الانتخابات، كانت النتائج التي حققها «الحزب الإسلامي» الأسوأ بالنسبة له أكثر من 50 عامًا في السلطة.

وحسب المصدر السعودي ذاته،  تم دفع «الهبة السرية السعودية» إلى «عبد الرزاق» عبر تحويلات على دفعات خلال  شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2013.

وقال: «دفع الهبة صُدق عليه من جانب الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وكان مصدرها حساب الملك الشخصي، وخزينة الدولة السعودية».

وحسب المصدر ذاته، كان غرض الهبة بسيطًا، وهو مساعدة «عبد الرزاق» وتحالفه على الفوز في الانتخابات، عن طريق توظيف فريق اتصالات استراتيجي له خبرة دولية، والتركيز على مقاطعة ساراواك الماليزية، وتمويل برنامج اجتماعية عبر حملات حزبية.

وردًا على سؤال عن سبب اهتمام السعوديين بانتخابات في دولة غير عربية تبعد عن بلادهم بأكثر من 6 آلاف كيلومتر، قال المصدر إنه القلق من القوة الصاعدة لـ«جماعة الإخوان المسلمين»، التي تم تصنيفها في عهد الملك «عبدالله» تنظيمًا «إرهابيًا».

وحسب «بي بي سي»: «كان السعوديون قد أصيبوا بخيبة أمل بالفعل بسبب الأوضاع في مصر، التي كان محمد مرسي (قبل أن ينقلب عليه الجيش) مشغولًا بتقوية قبضة الإخوان المسلمين فيها».

وكانت التحقيقات بشان الفساد المالي مع «عبد الرزاق» أحدثت شرقا في حزب «المنظمة الوطنية المتحدة للملايو» الحاكم، والذي يقوده الأخير.

إذ انسحب رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، «مهاتير محمد»، من الحزب في 29 فبراير/شباط 2016، متهما هذا الحزب بـ«مساندة الفساد» احت قيادة «عبد الرزاق».

ويظل «مهاتير»، الذي شغل منصب رئيس وزراء أطول فترة في البلاد، شخصية مؤثرة، وتحظى باحترام بالغ، وأصبح من أشد المنتقدين لـ«عبد الرزاق» بسبب فضيحة الفساد الأخيرة.

وقال الرجل للصحفيين معقبا على قرار رحيله من الحزب الحاكم: «لن أطلق عليه حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو بعد الآن هذا حزب نجيب، أشعر بالحرج من ارتباطي بحزب يعتبر مساندا للفساد - لقد تسبب ذلك في شعوري بالعار.

  كلمات مفتاحية

ماليزيا السعودية الجبير نجيب عبد الرزاق الأخوان المسلمون إسقاط

«الجبير»: الأموال المودعة بحساب رئيس وزراء ماليزيا «هبة سعودية »

بالفيديو.. «الجبير» لا يقدم إجابة واضحة بشأن اعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية

«جمال حشمت» يطالب دول الخليج بمراجعة نظرتها للإخوان المسلمين

مستشار ولي عهد أبوظبي: مواقف السعودية والإمارات «متطابقة» تجاه «الإخوان»

قلق السعودية من صعود «الإخوان» وراء الهِبة الملكية لرئيس وزراء ماليزيا

إيران: تصرفات النظام السعودي تجاوزت مستوى الشر وبلغت «حد الجنون»