لم يقدم وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، إجابة واضحة، خلال لقاء مع فضائية مصرية خاصة، أمس الأحد، بشأن موقف المملكة من تنصيف «جماعة الإخوان المسلمين» كـ«جماعة إرهابية».

وخلال اللقاء مع برنامج «هنا العاصمة» على فضائية «سي بي سي»، أصرت مقدمة البرنامج، «لميس الحديدي»، على انتزاع  تاكيد رسمي من المملكة على اعتبار «جماعة الإخوان» «منظمة إرهابية»؛ حيث طرحت السؤال ذاته بأشكال وصيغ مختلفة لنحو 6 مرات.

وبينما قال الوزير إن المملكة لا زالت ملتزمة بالقرار الذي صدر في عهد ملكها الراحل، «عبد الله بن عبد العزيز»، بوضع «جماعة الإخوان» على قائمتها لـ«المنظمات الإرهابية»، عاد ليؤكد أن بلاده لا تضع كل المنتمين لـ«جماعة الإخوان» في سلة واحدة؛ فمن منهم «يقتل الأبرياء» يندرج تحت تنصيف «الإرهاب»، والعكس صحيح، ومرة ثالثة قال إن سؤال مقدمة البرنامج يحتاج إلى تصنيف؛ فهناك أحزاب سياسية في بعض الدول تقول إنها تنتمي لـ«جماعة الإخوان»، لكن ليس لها علاقة بالعنف. (طالع جانب من لقاء الوزير مع الفضائية المصرية)

وسألت «الحديدي» الوزير: ما هو موقف المملكة الآن من «جماعة الإخوان»؟، وهل ما زالت السلطات السعودية تعتبرها «جماعة إرهابية»؟

وأجاب «الجبير» قائلا إن «المملكة تعتبر أي جماعة تدعو إلى العنف أو تقوم بقتل الأبرياء جماعة إرهابية»، دون أن يشير بالاسم إلى «جماعة الإخوان»، التي تنفي عن نفسها أي علاقة بأعمال العنف التي تشهدها مصر على نحو متقطع منذ الإطاحة، في يوليو/تموز 2013 بـ«محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.

لكن «الحديدي» عادت وسألت الوزير السعودي حول ما إذا كانت المملكة تعتبر «جماعة الإخوان» «جماعة إرهابية» إذا كان منهم من «يقتل الأبرياء» من عدمه، فأجأب: «طبعا ما في (ليس هناك) شك».

مقدمة البرنامج، التي على ما يبدو لم تحصل على الإجابة التي تريدها من الوزير، عادت وطرحت السؤال على الوزير بطريقة أخرى؛ حيث سألته حول ما إذا السعودية لا تزال مقتعنة بأن «جماعة الإخوان» «جماعة إرهابية» حسب التصنيف الذي صدر في عهد الملك «عبد الله»، ورد «الجبير»: «موقف السعودية لم يتغير من هذا الموضوع».

«الحديدي»، التي شعرت بعدم الوضوح في إجابة الوزير، استدركت قائلة له: «لكنكم قلتم في تصريح سابق إنه ليس لكم مشكلة مع جماعة الإخوان المسلمين، وأن المشكلة هي مع الفصيل التي قد يتبنى الإرهاب»، فأجاب «الجبير»: «هذا ما قلته»، موضحا: «أي شخص أو أي فئة تدعو إلى قتل الأبرياء تعتبر جماعة إرهابية مهما كان اسمها».

وفي إطار مساعيها الحثيثة للحصول على إجابة معينة، طرحت  مقدمة البرنامج السؤال على الوزير السعودية بطريقة مغايرة؛ حيث سالته: هل تعتقدون أن «جماعة الإخوان» بوضعها الحالي «جماعة إرهابية»، وما زلتم عند التصنيف الذي صدر بشأنها من المملكة من قبل؟

فأجاب الوزير: «نعتقد أن فيه (هناك) جماعات تنتمي إلى ما يسمى بالإخوان المسلمين تعتبر جماعات إرهابية، وفيه جماعات قد لا يكون لها ارتباط مباشر بالاخوان المسلمين، ويمكن أن يكونوا (أيضا) تحت هذه المظلة؛ فهذا الموضوع يحتاج إلى تصنيف».

وأضاف موضحا: «على سبيل المثال: هناك أحزاب سياسية في دول مختلفة من العالم العربي والعالم الإسلامي تصنف نفسها بأنها جزء من الإخوان المسلمين أو تتبع الإخوان المسلمين، لكن ليس لها علاقة بالعنف، وبالنسبة لنا أي منظمة تمارس القتل تعتبر منظمة إرهابية مهما سمت نفسها، وإن كان هناك منظمات تسمي الإخوان المسلمين وتقل الأبرياء؛ فهذه بدون شك إرهابية».

وفي محاولة أخيرة لانتزاع الإجابة التي تريدها، سألت «الحديدي»، والتي على ما يبدو قد أصابها اليأس: كيف إذن ترون «جماعة الإخوان» في السعودية.. هل هي تقتل الأبرياء أم لا، فأجاب «الجبير»: «فيه منهم من يقتل الأبرياء ويصنف ضمن المنظمات الإرهابية، إحنا أخذنا موقف في المملكة العربية السعودية كما ذكرتي، ولا نزال على هذا الموقف».

وفي مارس/آذار 2014، أصدرت وزارة الداخلية السعودية قرارا بضم «جماعة الإخوان» إلى قائمتها لـ«المنظمات الإرهابية».

لكن في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز»، الذي جاء للحكم في نياير/كانون الثاني 2015،  خففت المملكة من لهجتها ضد «جماعة الإخوان»، واستقبل ملكها عناصر من حركة «حماس» الفلسطينية، المحسوبة على الجماعة.

كما أعادت السلطات السعودية في عهده إصلاح علاقاتها مع «جماعة الإخوان» في سوريا واليمن، واللتين تعتبران من حوائط الصد ضد تغلل إيران في البلدين.

طالع المزيد:

«الجبير»: مصر منذ «فاروق» تعترف بسعودية «تيران» و«صنافير» وموقفنا من الإخوان «ثابت»