بعد التهديدات والقصف الروسي.. ارتفاع قياسي في أسعار القمح عالميا

الخميس 20 يوليو 2023 03:26 م

سجلت أسعار القمح ارتفاعا قياسيا، بعد تقارير تفيد بتدمير 60 ألف طن من الحبوب في هجوم صاروخي روسي على أوديسا أوبلاست الأوكرانية، وإعلان موسكو أنها ستتعامل مع السفن المتجهة إلى كييف كأهداف عسكرية.

يأتي ذلك في وقت تحاول أوكرانيا إنشاء طريق ملاحي مؤقت لتصدير الحبوب، بعد إعلان روسيا الانسحاب من اتفاقية الحبوب.

وارتفعت العقود الآجلة للقمح بنسبة 7.8%، وهي أكبر مكاسبها منذ 28 فبراير/شباط 2022، بعد أن وضع وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي رقما لكمية القمح التي تم تدميرها في الهجمات الروسية، وفقا لتقارير من كييف.

وتأتي هذه المكاسب في الوقت الذي بدأت فيه أسعار القمح تستفيد بالفعل من قرار روسيا الانسحاب من صفقة سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب.

وارتفعت أسعار القمح بالفعل بنسبة 5.5% منذ 13 يوليو/تموز، حيث بدأت الأسواق في تسعير التأثير المحتمل.

ويمكن أن يترجم ارتفاع أسعار القمح في نهاية المطاف إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ويؤدي إلى ارتفاع التضخم.

وأظهرت الأسواق قدرة ملحوظة على التكيف مع القيود المفروضة على النفط الروسي، ومن المرجح أن تجد وسيلة لجعل القمح الأوكراني يصل إلى الأسواق النهائية، لكن القمح المدمر لا يمكن استبداله.

وقالت أوكرانيا في خطاب رسمي، الأربعاء، إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، إنها ستنشئ طريقاً ملاحياً مؤقتاً للحفاظ على حركة شحن الحبوب، وذلك بعد انسحاب روسيا من اتفاق يسمح لكييف بتصدير الحبوب عبر ممر بحري آمن تدعمه الأمم المتحدة.

إلا أن روسيا حذرت أوكرانيا من مساعيها لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك "ضمانات أمنية" بعد انتهاء العمل باتفاق كان يتيح نقلها رغم الحرب.

والأربعاء، هددت وزارة الدفاع الروسية، بأنها ستعتبر جميع السفن المبحرة إلى الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، ناقلات عسكرية محتملة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نشر على تطبيق "تليجرام"، إن الأجزاء الجنوبية الشرقية والشمالية الغربية من المياه الدولية في البحر الأسود، "غير آمنة للملاحة"، وإن الدول التي ترفع السفن المتجهة للموانئ الأوكرانية أعلامها، ستُعتبر أطرافاً في الصراع إلى جانب أوكرانيا، وذلك اعتباراً من الساعة 21:00 بتوقيت جرينتش.

وذكرت روسيا في رسالة إلى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن انسحابها من الاتفاق يعني "إلغاء ضمانات سلامة الملاحة التي أصدرها الجانب الروسي".

وأضافت في الرسالة أنها "ستتخذ الإجراءات الاستباقية اللازمة لإحباط التهديدات التي يشكلها نظام كييف في المنطقة، بالنظر إلى استمرار الاستفزازات المسلحة ومحاولات الهجوم على أهداف عسكرية ومدنية روسية".

وأمام ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن الفريق الروسي غادر مركز إسطنبول لتصدير الحبوب بعد إعلان روسيا تعليقها العمل بالاتفاق، وتحذيرها الأطراف المعنية من دخول أي سفينة موانئ أوكرانيا.

وتم تمديد الاتفاق عدة مرات، ويهدف إلى تخفيف وطأة أزمة الغذاء العالمية من خلال السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية التي عطلتها الحرب في أوكرانيا بأمان عبر موانئ البحر الأسود.

وهدَّدت روسيا مراراً بإنهاء العمل بالاتفاق إذا لم يتم حل "جميع المسائل المعلقة" في الاتفاق. ورهنت روسيا عملية التمديد بتنفيذ عدة مطالب، منها إعادة ربط المصرف الروسي المتخصص بالزراعة "روسيلخوز بنك" بنظام "سويفت" المصرفي العالمي، واستئناف عمليات تسليمها آلات زراعية وقطع غيار، وإزالة معوقات تأمين السفن والوصول إلى الموانئ الأجنبية.

وحسب أرقام أحصتها وكالة "الأناضول" التركية (رسمية)، شُحن نحو 33 مليون طن من الحبوب بواسطة أكثر من ألف سفينة عبر ممر الحبوب، منذ تحرك أول سفينة في مطلع أغسطس/آب 2022.

كما نقل 40% من الحبوب المشحونة عبر الممر إلى أوروبا، و30% نحو آسيا، و13% إلى تركيا، و12% إلى أفريقيا، و5% للشرق الأوسط.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

القمح أوكرانيا الحبوب روسيا

التعليق سيستمر أسبوعين.. كارنيغي: الأسواق غير مقتنعة بأن صفقة الحبوب قد انتهت

مصر تواجه أزمة.. تداعيات الانسحاب الروسي من صفقة الحبوب يرفع أسعار القمح

قبيل مباحثات بوتين وأردوغان.. روسيا تقصف ميناءاً أوكرانياً لتصدير القمح

أسعار القمح تتجه إلى أطول سلسلة خسائر فصلية منذ 14 عاماً