أثار علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، جدلا جديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن انتقد طرح فنادق أثرية وتاريخية في مصر لمستثمرين أجانب، مطالبا بالحفاظ على تلك الفنادق كأصول عريقة بدلا من طرحها للبيع.

موقف نجل مبارك جاء في تغريدة مطولة عبر حسابه بموقع "تويتر"، مساء الخميس، تم تداولها على نطاق واسع، واعتبرت أنها تأتي في سياق الانتقادات التي يوجهها علاء مبارك إلى نظام الحكم الحالي،  في إطار تزايد التوتر بين الجانبين على خلفية مطالبات بترشح نجل مبارك الآخر، جمال، في الانتخابات الرئاسية المقبلة لمواجهة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وسط حديث عن شعبية لا يزال جمال مبارك يتمتع بها بالشارع، إثر تدهور الاقتصاد والأوضاع المعيشية في عهد السيسي.

وقال علاء مبارك في تغريدته: "تمتلك مصر مجموعة من الفنادق العريقة والتاريخية تقع بعضها على ضفاف النيل وعند سفح الهرم كفندق اولد كتراكت بأسوان و فندق ماريوت مينا هاوس و وينتر بالاس الأقصر وفندق ماريوت القاهرة الخ…".

وأضاف متسائلا: "هل الحصة التي تم طرحها للمستثمرين من خلال الشركة القابضة للفنادق تضم هذه الفنادق التاريخية؟ ما الهدف من طرحها؟".

وأردف: "إذا كان الهدف هو التمويل واعادة هيكلة بعضها فهناك طرق بديلة تحقق الهدف وتضمن المحافظة على هذه الأصول العريقة بدلاً من طرحها، اما لو الهدف من طرح هذه الفنادق التاريخية هو جمع حصيلة دولارية لتخفيف الضغط على العملة المحلية فمهما كانت هذه الحصيلة لن تعكس القيمة الحقيقية لهذه الثروة القومية".

وختم بتأكيده: "فلا يجب طرح أو حتى تقييم هذه الأصول على انها مجرد فنادق عادية فهى بكل المقاييس فنادق لا تقدر بثمن لأنها تعتبر ثروة قومية وفنادق تاريخية ذات قيمة معمارية وتراثية".

تغريدة علاء مبارك أفرزت ردود أفعال متباينة، بين مؤيد لكلامه يرى أن النظام الحالي يفرط في أصول مصر التاريخية، ومعارض يتهمه بمحاولة الصيد في الماء العكر، ويثني على منهج النظام في طرح هذه الفنادق وغيرها من الأصول أمام المستثثمرين الأجانب.

وكتب مستخدم يدعى محمد نجيب الكشكي: "هذه منشآت لا تقدر بثمن.. لكننا نفرط في تاريخنا من أجل ارضاء الآخرين..".

وأضاف: "اتذكر عندما ذهب احد المسؤولين الأمريكان لزيارة الأوبرا في باريس.. وسأل وزير الثقافة الفرنسي: كم تكلفة هذه الاوبرا؟ فرد عليه وزير الثقافة قائلا: 150 عاما".

وتندر مستخدم آخر، قائلا إنه لا يستبعد أن يستيقظ المصريون من نومهم ليجدوا أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهول معروضين للبيع، وليس فقط مجرد الفنادق التاريخية.

وعلى الطرف الآخر، استشهد مستخدم آخر ببيع دول أخرى فنادق تاريخية وأثرية، مثل فندق هارودز في انجلترا، والذي تم بيع للمستثمر المصري محمد الفايد، ثم لمستثمرين قطريين.

ووجه المستخدم كلامه إلى نجل مبارك قائلا: "أرجو يا سيد علاء ان تترك العيش لخبازه.. نحن في أيد أمينة ووطنية محترفة في السياسة والاستثمار".

وسخر ثالث من تغريدة علاء مبارك، قائلا إنه يناقض نفسه، لأن عائلة مبارك باعت فنادق تاريخية لمستثمرين، مستشهدا ببيع فندق سان ستيفانو التارخيخي والذي تم بيعه عام 1998، في عهد حسني مبارك، إلى شركة المملكة القابضة التي يترأسها الأمير السعودي الوليد بن طلال، وشركة الإسكندرية التي كانت مملوكة لرجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، والذي كان أحد الأصدقاء المقربين لعائلة مبارك ونجله جمال.

وتعددت التقاير عن نية الحكومة المصرية طرح عدة فنادق مملوكة لقطاع الأعمال العام للبيع أمام مستثمرين أجانب.

وفي فبراير/شباط الماضي، قالت تقارير إن  الحكومة تعتزم طرح 5 فنادق تاريخية تمتلكها وزارة قطاع الأعمال العام للبيع أمام المستثمرين الخليجيين، هي فندق ماريوت القاهرة وكازينو عمر الخيام في جزيرة الزمالك وسط العاصمة القاهرة، وفندق ماريوت مينا هاوس المطل على أهرامات الجيزة، وفندق هلنان فلسطين في منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، وفندق سوفيتيل وينتر بالاس بمدينة الأقصر، وفندق سوفيتيل ليجند أولد كتراكت بمحافظة أسوان.

وتسعى الحكومة المصرية لبيع بعض الأصول خلال الأشهر المقبلة، لسد عجز سنوي في النقد الأجنبي.