وجه «مصعب أحمد عبد العزيز»، نجل المستشار الإعلامي للرئيس المصري «محمد مرسي» والمعتقل في سجون الإمارات منذ أكثر من عام رسالة للعالم أجمع حول ما يتعرض له من تعذيب بدني ونفسي ما أجبره على الاعتراف بتهم لم يرتكبها، مؤكدا أنه لم ينتمي يوما لجماعة أو حزب ولم يكن مهتما بالشأن السياسي.

«مصعب» قال في رسالته الصوتية باللغة الإنجليزية التى عرضت في برنامج «نافذة على مصر» على قناة «الحوار» الفضائية أمس، إنه ينتظر محاكمته على أشياء لم يرتكبها، مرجعا اعتقاله كون والده مستشارا إعلاميا للرئيس المصري «محمد مرسي» الذي انقلب عليه الجيش في 3 يوليو/تموز2013، لافتا إلى أنه قضى 4 أشهر في الحبس الانفرادي «تعرض فيها لتعذيب بدني ونفسي وحشي».

وأوضح «مصعب» الذي تم اعتقاله في 21 أكتوبر/تشرين أول 2014: «لقد قضيت الكثير من وقتي في التطوع والعطاء للشعب، تطوعت في دبي ومؤسسة دبي للعطاء، وفي وقت لاحق اكتشفت أنه تم اعتقالي بسبب ما فعله والدي، وبالأخص عمله كمستشار للدكتور مرسي لشؤون الإعلام الوطني، والظاهر أنها تهمة يعاقب عليها القانون، ممكن تتسبب بالسجن في هذا البلد».

وقال: «بعد التعذيب الوحشي البدني والنفسي اعترفت بارتكاب أشياء لم أرتكبها، ولو طلب مني في حينها الاعتراف بأني قادم من المريخ لتدمير الأرض لفعلت، فقط لأنتهي من هذا الأمر لفعلت»، متابعا: «وعلاوة على ذلك، لقد طلبت منهم أن يأتوا لي بأي بيان مكتوب، وأنا سأقوم بتوقيعه من باب اليأس المحبط».

وأشار «مصعب» إلى أنه «وبعد قضاء عام كامل في السجن بحجة أن التحقيق لا زال ساريا، تم اتهامي بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين التي صنفها القانون الإماراتي بأنها جماعة إرهابية، لا زلت أنتظر المحاكمة، مع ضرر في أذني في بلد كنت أقول عليها بلدي على مدى العشرين سنة الماضية، الإمارات العربية المتحدة».

واختتم مصعب رسالته بقوله «أنا اسمي  مصعب.. أنا لست إرهابي».

تعليق والدة «مصعب» على رسالته

من جهتها، علقت «صابرين منجود» (أم حبيبة) والدة «مصعب» على رسالته في البرنامج ذاته، مؤكدة أنه لم يكن يوما مهتما بالشأن السياسي، ومشددة على أن الأمن الإماراتي يعلم ذلك قائلة: «في الإمارات يتجسسون على كل شيء ويعرفون من تكلم؟ ومن تزور؟ ومتى تأكل؟ التليفونات هناك مراقبة على مدار الوقت، هم يعرفون أنه ليس له أي انتماء لكنهم يعاقبوننا على مناهضتنا للانقلاب».

وحول آلام الأذن التي تحدث عنها «مصعب» في الرسالة قالت والدته: «مصعب يعاني من طنين في الأذن لا يتوقف على مدار الوقت، وفقد السمع بأحد أذنية والأذن الأخرى ليست جيدة»، لافتة إلى أن ذلك بسبب «التعذيب البدني الوحشي الذي مورس ضده أثناء حبسه انفراديا».

وفي ردها على سؤال مقدم البرنامج د.«أسامة جاويش» حول سبب تعذيب «مصعب» وما فائدة ذلك قالت: «يريدون أن يعذبوننا بتعذيبه، فمصعب ابننا الوحيد، وتم اعتقاله عقب ارتقاء حبيبة بعام واحد، وكانت الإمارات السبب الرئيسي في حدوث الانقلاب، وأنا اتهمها بقتل حبيبة، مناهضتنا للانقلاب عندي عقيدة ولن نتوقف عن مناهضته حتى لو ذهب مصعب إلى حبيبة».

«منجود» كشفت أن «محامي مصعب لم يلتقي حتى الآن به ولم يستطع أن يرى موكله»، نافية ما تناقلته بعد وسائل الإعلام الإماراتية حول علاقة «مصعب» بـ«الخلية المصرية الإماراتية».

وكانت الأجهزة الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة قد قامت باعتقال وإخفاء المهندس «محمد عوف»، أحد نواب البرلمان المصري عام 2011 عن حزب غد الثورة، لأكثر من 100 يوم في أحد سجونها السرية، وقامت بتسليمه للأمن المصري دون أن تحقق معه أو توجه له أية اتهامات.

يذكر أن للإمارات سجل مليء بملفات الإخفاء القسري لعشرات المصريين المقيمين على أرضها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011 حيث تم إخفاء أربعة عشر مصريا فيما يعرف إعلاميا «بالخلية الإخوانية الإماراتية» بالإضافة إلى ستة عشر مواطنا من أبناء الإمارات ، ثم تلاها اعتقال نحو 66 مصريا وأخفتهم قسريا كذلك لمدة ثلاث شهور متتالية ثم أخفت محاميا مصريا ألقت القبض عليه وهو في زيارة عمل على أرضها، ثم أخفت الشاب المصري «أحمد مسعد المعداوي» لمدة ستة أشهر بعد إلقاء القبض عليه أثناء مغادرته مطار أبوظبي بعد انتهاء زيارته لأهل زوجته المقيمون منذ سنوات في الإمارات ولم تفرج عنه إلا بعد ضغوط إعلامية وقامت بتسليمه إلى السلطات المصرية بتهم جديدة، ولم ينتهي مسلسل الإخفاء بإبعاد المختفين بل بملاحقتهم والتضييق عليهم في وطنهم وتهديد أمنهم وسلامتهم إذا ما تكلموا عن ما تعرضوا له للإعلام والمنظمات الحقوقية، فضلا عن سجلها في الإخفاء القسري لعشرات من أبناء الإمارات والمقيمين العرب.