«قرقاش» يؤكد أن زيارة «بن زايد» للهند ستكون نقلة نوعية في علاقات البلدين

الاثنين 8 فبراير 2016 07:02 ص

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية الدكتور «أنور بن محمد قرقاش»، أن زيارة الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند بعد غد الأربعاء تسهم في تحقيق نقلة نوعية للعلاقات التاريخية والمتميزة القائمة بين البلدين.

وقال إن الزيارة التي تستمر حتى 13 فبراير/شباط الجاري، ستسهم كذلك في انتقال العلاقات إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية والتكامل.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الخارجية، أمس الأحد، لإلقاء الضوء على برنامج «بن زايد» إلى نيودلهي أن الزيارة تؤكد عمق العلاقات الإماراتية الهندية وآفاقها الواعدة، وتمنح البلدين الفرصة لمناقشة القضايا المشتركة ومجالات متقدمة وأكثر أهمية للتعاون تتضمن التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية والطاقة وتداعيات تغير المناخ والأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال: «إن المحطة الأولى للزيارة ستكون في العاصمة نيودلهي حيث يلتقي بن زايد الرئيس الهندي ورئيس وزرائه قبل أن ينتقل في اليوم التالي إلى مدينة مومباي العاصمة الاقتصادية للهند، وهي زيارة مهمة للمدينة، تحمل إشارات محددة، موضحا أنها كانت في فترة من الفترات نافذة الإمارات إلى العالم».

وتابع: «إن وفدا رفيع المستوى يرافق بن زايد، ويضم وزراء ومسؤولين ورجال أعمال من مختلف القطاعات في الزيارة التي قال إنها تبني على نتائج زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الإمارات في أغسطس/آب الماضي، وتعزيز التعاون مع الهند بشأن مجموعة من القضايا التجارية والسياسية والأمنية».

وأعرب «قرقاش» عن تطلع بلاده من خلال هذه الزيارة للتعاون مع الهند بشكل أوسع في العديد من القطاعات التي تشمل الطاقة والطيران والتكنولوجيا والبنية التحتية والشركات الصغيرة والمتوسطة.

واعتبر الزيارة جزءا من جهود دولة الإمارات لمواصلة بناء العلاقات في جميع أنحاء آسيا وتعزيز دورها كبوابة رئيسية للمنطقة وجسر بين الأقطاب الاقتصادية العالمية من الشرق والغرب.

وقال: «نحن في دولة الإمارات نؤسس لعلاقاتنا مع البلدان والثقافات الأخرى بالاعتماد على مبادئ السلام والرخاء والاستقرار والتسامح والوحدة وهي المبادئ التي رسمت ملامح علاقاتنا الخارجية منذ أكثر من أربعة عقود وستبقى الأساس في علاقاتنا مع الدول والشعوب الأخرى».

وأكد أن علاقة الصداقة المتينة بين الإمارات والهند بنيت على أسس من الأهداف والقيم المشتركة وروابط من التاريخ المشترك تعود إلى الطرق القديمة لصيد اللؤلؤ، موضحا أن المصالح الاقتصادية المشتركة بين الطرفين أصبحت اليوم أكثر فعالية وأهمية، حيث إن الهند تعد أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات التي تعتبر ثالث أكبر شريك تجاري للهند، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين نما من 180 مليون دولار سنويا في 1970 إلى 59 مليار دولار حاليا، مضيفا: «نحن نتطلع خلال الخمس سنوات المقبلة أن نرفع هذا التبادل بنسبة 60%، وهو هدفنا المشترك في الإمارات والهند».

وشدد «قرقاش» على أن الإمارات ترى في زيارة «بن زايد للهند فرصة لتعزيز العلاقة الاقتصادية إلى مستوى أوسع وأكثر شمولية، حيث سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات في القطاعات ذات الأهمية لكلا البلدين، والتي سيتم الإعلان عنها خلال الزيارة.

وقال: «إن دولة الإمارات تشعر بالثقة تجاه التنمية الاقتصادية في الهند، والتي جرى تعزيزها من خلال العديد من المبادرات والإصلاحات التي وضعتها حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والتي مهدت الطريق للنمو المستقبلي للبلاد».

وأشاد «قرقاش» بشخصيته وأسلوب عمله وشفافيته ورؤيته تجاه استراتيجية التنمية الاقتصادية الهندية، وأكد أن الإمارات ترى فيه شريكا موثوقا يمكن الاعتماد عليه لتوفير الدعم المستمر.

وأضاف: «إنه مع تفاؤلنا بالمستقبل فإن العلاقة بين الإمارات والهند ستواصل اكتساب المزيد من الزخم لما تتمتع به من أهمية استراتيجية».

وأكد مجددا أن الاستثمارات الإماراتية الهندية لا ترقى إلى حجم التبادل بين البلدين، وقال: «إن الاستثمارات الإماراتية لا تتجاوز العشرة مليارات دولار، ونحن نتطلع إلى زيادتها وتعزيزها»، مشيدا بدور القطاع الخاص في البلدين، ومبادراته في هذا المجال.

وقال: «إن لقاء الوزراء من الجانبين سيبحث في الملفات العالقة -إن وجدت- في أجواء من الشفافية والثقة المتبادلة».

وفيما يتعلق بدعم الاستقرار الإقليمي، قال «قرقاش»: «إن الإمارات تتطلع لتوسيع الحوار والتعاون مع الهند في العديد من المجالات، منها توفير الأمن والحماية الإقليمية ومواجهة الإرهاب وأيديولوجيات التطرف وتعزيز الأمن البحري والإلكتروني».

وأضاف: «إننا والهند في مركب واحد في وجه التطرف والإرهاب، وهي قد عانت من هذه الظاهرة، ونحن معها للتصدي للإرهاب والتطرف، ونرى أن هناك تعاونا مبنيا على الحوار الاستراتيجي مع نيودلهي، ولا شك فإن هذه الزيارة سترسخ العلاقة الاستراتيجية وتسعى لتحقيق نقلة نوعية استراتيجية في العلاقات، وهناك حرص بين البلدين على ذلك».

وأوضح أن الإمارات والهند تواصلان بحث الفرص التي تساعد على تطوير وتبادل التكنولوجيا لتمكين البلدين من تحسين إمكانية الوصول إلى تأمين موارد الطاقة مع توسيع مجال انتشار حلول الطاقة المتجددة.

وأكد «قرقاش» أن العلاقة بين الإمارات والهند تتجاوز التعاون الاقتصادي والسياسي فهي علاقات راسخة تعود إلى عقود ماضية من التبادل الثقافي والتجاري، موضحا أن الجالية الهندية التي تعيش وتعمل في الإمارات العربية المتحدة تشكل أكبر جالية في الدولة، وتساهم في الاقتصاد الوطني وتقوم بدور رئيسي ضمن جميع الشرائح الاجتماعية في البلاد.

وأعرب عن تطلعه لتوظيف هذه العلاقات لزيادة وتوسيع آفاق التبادل الثقافي والاجتماعي وتطلعها لمستقبل مزدهر لروابط الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل بين البلدين، قائلا: «إن تأثير التبادل الثقافي والاجتماعي مع الهند ملموس الأثر حتى في المطبخ الإماراتي».

المصدر | الخليج الجديد + وكالة الأنباء الإماراتية (وام)

  كلمات مفتاحية

الإمارات الهند محمد بن زايد أنور قرقاش التبادل التجاري العلاقات

نمو التجارة غير النفطية بين دبي والهند بنسبة 144% في 10 سنوات

«محمد بن زايد» يبدأ زيارة رسمية إلى الهند الأربعاء المقبل

الهند .. شريك إيران الاستراتيجي الخفي

6 مليارات ريال حجم الاستثمارات الهندية المباشرة في السعودية

الهند: سنشتري الغاز المسال من قطر بنصف السعر الأصلي

الهند تسعى لجذب استثمارات إماراتية في قطاع الطاقة

صحف دولية تكشف مخططا إماراتيا لضرب مشروع ميناء «الدقم» بسلطنة عمان