بايدن يأمل في تسجيل ثلاثية شرق أوسطية قبل الانتخابات.. فما هي؟

الأحد 20 أغسطس 2023 05:11 م

 يأمل الرئيس الأمريكي جو بادين في تسجيل ثلاثة أهداف في الشرق الأوسط على أمل أن يساعدة ذلك في الفوز بفترة رئاسية ثانية خلال انتخابات 2024، لكن يبدو أن "الوقت ضده"، فيما يتساءل قادة إقليميون إلى متى سيستمر في الرئاسة وما إذا كان سيلخلفه الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021).

ذلك ما ذهب إليه سيمون تيسدال، في تقرير بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن بايدن "أطلق متأخرا حملة طموحة لإعادة تأسيس القيادة الإقليمية للولايات المتحدة (في الشرق الأوسط)".

وتابع أن هدف بايدن "جزئيا هو مواجهة نفوذ بكين وموسكو (المتصاعد في الشرق الأوسط).. وقد أرسل في وقت سابق من الشهر الجاري 3 آلاف جندي إضافي إلى الخليج، ظاهريا لردع إيران ولكن أيضا لتذكير حفلاء واشنطن الخلجيين بمكانة الولايات المتحدة".

وكثيرا ما اتهمت دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، بينها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة وتهديد أمن الملاحة في الممرات البحرية الحيوية لتجارة النفط والسلع، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار وتحمّل الوجود العسكري الأمريكي المسؤولية عن التوترات البحرية.

ملف إيران

و"الحسابات السياسية تلعب دورا أيضا، ففي ظل الرغبة في إعادة انتخابه العام المقبل، يأمل بايدن في تسجيل ثلاثية غير محتملة، وهي تفاهم عمل أمريكي مع إيران، واتفاق سلام تاريخي بين السعودية وإسرائيل، وانفراج على صعيد (إقامة) الدولة الفلسطينية"، كما أضاف تيسدال.

وقال إن "المحادثات الأمريكية مع طهران في قطر بشأن إطلاق سراح الأمريكيين المسجونين في إيران مقابل إلغاء تجميد أصول إيرانية بقيمة 6 مليارات دولار أحرزت تقدما كبيرا هذا الشهر".

وتابع: "وبحسب ما ورد يناقش الجانبان أيضا إنهاء مبيعات الطائرات العسكرية الإيرانية بدون طيار لروسيا".

ومرارا، نفت طهران تزويدها موسكو بطائرات بدون طيار تستخدمها الأخيرة في مهاجمة البنية التحتية ضمن حرب تشنها على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وتبررها بأن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

و"يُقترح أن الهدف النهائي هو إبرام اتفاق ثنائي غير رسمي يوقف برنامج طهران النووي المزعوم المتعلق بالأسلحة مقابل الرفع الكامل للعقوبات الأمريكية، وهو أكثر ما يتوق إليه النظام الإيراني غير المحبوب والمتعثر اقتصاديا"، وفقا لتيسدال.

وتتهم واشنطن وعواصم شرق أوسطية طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

السعودية وإسرائيل

وبحسب تيسدال فإن الجزء الثاني من ثلاثية بايدن المأمولة "بتعلق بالسعودية، عدو إيران القديم، إذ أصيبت واشنطن بالقلق بسبب الوساطة الصينية بين طهران والرياض والتعاون السعودي مع موسكو، ولذلك يريد بايدن إعادة الزعيم السعودي الفعلي (ولي العهد الأمير) محمد بن سلمان إلى جانبه، وتأمين تطبيع للعلاقات مع إسرائيل".

ونظرا لمكانتها البازرة في العالمين العربي والإسلامي وقدراتها الاقتصادية الضخمة، ترغب إسرائيل بشدة في تطبيع العلاقات مع السعودية، ولا ترتبط الرياض بعلاقات رسمية مع تل أبيب، وترهن ذلك بانسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

و"لهذه الغاية، يُقال إن محمد بن سلمان يرغب في توقيع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة والحصول منها على دعم لبرنامج طاقة نووية مدني يمكن أن يضاهي إيران، على الرغم من مخاوف الانتشار النوي"، كما أردف تيسدال.

وزاد بأن "مثل هذا التفكير يدق ناقوس الخطر في تل أبيب (تمتلك ترسانة نووية)، لكن لا مشكلة كما يقول بايدن. يمكن أن يشمل التطبيع السعودي الإسرائيلي ضمانات دفاعية أمريكية وأسلحة متطورة لكليهما، وستكون له فائدة إضافية بالنسبة له، وهي تهميش الصين".

وبوساطة الصين، استأنفت السعودية وإيران، بموجب اتفاق في 10 مارس/ آذار الماضي، علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في المنطقة.

دولة فلسطينية

وبحسب تيسدال، فإن "بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل المحاصر محليا (بسبب خطة الحكومة لتعديل القضاء المثيرة للجدل)، بحاجة ماسة إلى صفقة سعودية، وهو ما يريده السعوديون أيضا، لكنهم يصرون، على الورق على الأقل،  على إحراز تقدم ملموس نحو (إقامة) الدولة الفلسطينية".

وشدد على أن "شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف يعارضون (تقديم) أي تنازلات، ومع ذلك، يبدو أن بايدن يعتقد أنه قادر على الفوز بموافقة إسرائيلية لزيادة الحكم الذاتي الفلسطيني، ووقف خطط ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وربما إحياء عملية السلام القائمة على دولتين (فلسطينية وإسرائيلية) مقابل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بما يُضر بإيران".

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب أبرزها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة ورفض إقامة دولة فلسطيية على ما حدود ما قبل حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لكن "آمال بايدن في تحقيق هاتريك تبدو وهمية بعض الشيء. وبغض النظر عن عدد لا يحصى من العوامل السلبية المحلية، فإن الوقت ضده. ومثل بقية العالم، يتساءل القادة الإقليميون إلى متى سيستمر بايدن، وهل سيخلفه ترامب"، وفقا لتسيدال.

ومنتقدا تراجع نفوذ الولايات المتحدة، ختم بأنه "حتى مجموعة من مخططي الانقلاب في النيجر بات يمكنهم تحدي العم سام مع الإفلات من العقاب".

وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، أطاح عسكريون في النيجر (غرب أفريقيا) بالرئيس المنتخب محمد بازوم، المدعوم من الغرب ولاسيما الولايات المتحدة وفرنسا.

المصدر | سيمون تيسدال/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بايدن انتخابات الشرق الأوسط إسرائيل السعودية فلسطين إيران

مخاطر على السعودية من احتمال التطبيع مع إسرائيل.. ماذا تعني؟

الاجتماع الفلسطيني بمصر.. رسالة للسعودية وأمريكا ودرس لإسرائيل

4 خطوات تنقذ قيادة أمريكا المترنحة للعالم.. هل ينجح بايدن في إجرائها؟

مراوغة بايدن في الشرق الأوسط قبل الانتخابات الرئاسية.. هل تنجح؟

معضلة انتخابية تواجه بايدن.. الأمريكيون ساخطون بسبب الاقتصاد رغم تحسن مؤشراته