ممر اقتصادي عابر للقارات بمشاركة السعودية والإمارات.. ماذا يعني؟

الاثنين 11 سبتمبر 2023 08:43 ص

على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي السبت، جرى توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع "الممر الاقتصادي" بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والهند وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، وهو ما يبدو نسخة أمريكية من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

وسيربط هذا الممر الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط، ويهدف إلى تنمية التبادل التجاري والاقتصاد الرقمي عبر تدشين مسارات سكك حديدية وربط للموانئ البحرية، مع خطوط لنقل الطاقة النظيفة، لاسيما الهيدروجين الأخضر، وكابلات نقل البيانات.

  • الولايات المتحدة "تريد إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا"،  وكذلك مدّ كابلات بحرية، بهدف إنشاء "عقد تجاري"، مع "تشجيع تطوير وتصدير الطاقة النظيفة"، وفقا لوثيقة نشرتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
  • خلال ندوة جمعت القادة المعنيين، وصف بايدن اتفاق الربط بأنه "تاريخي"، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين أن المشروع "أكبر بكثير من مجرد سكك حديد أو كابلات"، معتبرة أنه "جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات".
  • لم يتم الإعلان عن تفاصيل بشأن الجدول الزمني أو تكلفة أو تمويل المشروع، وفي حين ذكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مبلغ 20 مليار دولار، فليس من الواضح ما إذا كان هذا المبلغ ينطبق فقط على الالتزام السعودي.
  • بالإعلان عن مشروع البنية التحتية الضخم (ممر لوجيستي)، يحاول بايدن ملء المساحة التي تركها نظيره الصيني شي جين بينغ شاغرة، عبر تغيبه عن قمة مجموعة العشرين، على غرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي صدرت بحقه مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جريمة حرب في أوكرانيا.
  • المشروع يهدف إلى مواجهة مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وهي جزء من برنامج "طرق الحرير الجديدة"، وتضخ بكين من خلالها استثمارات ضخمة في العديد من الدول النامية لبناء البنية التحتية؛ بغرض تحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى خارجها، عبر بناء موانئ وشبكات سكك حديدية ومطارات أو مجمّعات صناعية، مما يسمح للعملاق الآسيوي بالوصول إلى المزيد من الأسواق وفتح منافذ جديدة أمام شركاته.
  • يقول معارضون إن الصين تسعى من خلال مبادرة "الحزام والطريق" إلى تعزيز نفوذها السياسي، كما ينتقدون الديون الباهظة التي ترتّبها على الدول الفقيرة. وفي يونيو/ حزيران الماضي، وصف بايدن المبادرة الصينية بأنها "برنامج للديون والمصادرة (لأصول الدول المتعثرة)، معتبرا أنه لن يحقق هدفه. وعادة ما تنفي بكين (المنافس الاستراتيجي لواشنطن) صحة هذه الاتهامات، وترجعها إلى رغبة الولايات المتحدة في استمرار هيمنتها وحلفائها على العالم.
  • من المستبعد أن توقف السعودية والإمارات انخراطهما في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، إذ تتمسك الدولتان الخليجيتان بإقامة علاقات متوازنة بين الشرق والغرب، ضمن مساعيهما إلى تنويع الشركاء بعد عقود من الشراكة شبه المنفردة مع الولايات المتحدة.
  • مبرّرةً الأمر بمصالحها الاستراتيجية، تكثف الولايات المتحدة جهودها لتعزيز العلاقات مع السعودية، أكبر دول مصدّرة للنفط في العالم، وهو نهج بدأه بايدن بزيارة المملكة في يوليو/ تموز 2022، ما اعتبره مراقبون تراجعا عن انتقادات وجهها للقادة السعوديين، لاسيما على خلفية الحرب في اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول في عام 2018.
  • قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان إن مشروع "الممر الاقتصادي" يجب أيضا أن "يعزز التكامل في الشرق الأوسط"، بما في ذلك بين "شركاء محتملين"، مضيفا أن إسرائيل والأردن من بين الدول المعنية.
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن دولته "في قلب مشروع الممر الاقتصادي"، معتبرا أنه "مشروع دولي غير مسبوق سيحقق رؤية طويلة الأمد تغير وجه الشرق الأوسط وإسرائيل، وسيؤثر على العالم كله".

  • يحاول بايدن، ضمن أهداف المشروع الجديد، إقناع السعودية وإسرائيل بتطبيع العلاقات بينهما، إذ تتصاعد منذ أشهر تصريحات أمريكية وإسرائيلية، مقابل صمت رسمي سعودي، عن أن الإدارة الأمريكية تناقش تفاصيل صفقة ضخمة لتطبيع محتمل بين البلدين من شأنه أن يدعم حظوظ بايدن في الفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

موضوعات متعلقة