الانفصاليون الأرمن يعلنون وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات مع أذربيجان.. ويريفان تنفي

الأربعاء 20 سبتمبر 2023 01:37 م

أعلنت أذربيجان الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ، وبدء محادثات مع الانفصاليين الأرمن، بشأن إعادة دمج المنطقة المتنازع عليها مع أرمينيا، قبل أن تنفي يريفان المشاركة في في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار.

يأتي ذلك في خضم عملية عسكرية شنتها باكو الثلاثاء، في قره باغ، أعلن عقبها الانفصاليون الأرمن الأربعاء، وقف إطلاق النار وإلقاء أسلحتهم وعزمهم عقد محادثات مع باكو، بعد بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان إن قوات الأرمن في المنطقة الجبلية وافقت على "إلقاء أسلحتها والتخلي عن المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع سلاحها بالكامل"، وإنه يجري تسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى جيش أذربيجان.

من جانبهم، أعلن الانفصاليون الأرمن في ناغورني قره باغ اليوم أنهم سيوقفون إطلاق النار وسيلقون أسلحتهم.

وقالت الرئاسة المعلنة للمنطقة في بيان، على شبكات التواصل الاجتماعي "عبر وساطة قيادة فرقة حفظ السلام الروسية المتمركزة في ناغورني قره باغ تم التوصل إلى اتفاق بشأن الوقف الكامل لإطلاق النار اعتبارا من اليوم".

وقالت السلطات الانفصالية إنه "ستتم مناقشة القضايا التي أثارها الجانب الأذربيجاني بشأن إعادة الدمج وضمان حقوق وأمن أرمن ناغورني قره باغ في اجتماع بين ممثلي السكان الأرمن المحليين والسلطات المركزية لجمهورية أذربيجان".

وكانت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، قالت إن الانفصاليين الأرمن في قره باغ وافقوا على شروط وقف لإطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية بعد تعرضهم لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة على يد جيش أذربيجان.

وأفادت وكالة الأنباء الأرمينية أيضا، بأن سلطات قره باغ وافقت على وقف لإطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية، ويعني اتفاق وقف إطلاق النار حل قوات الانفصاليين وسحب كل الأسلحة الثقيلة، بحسب ما ذكرت "إنترفاكس".

جاء ذلك في أعقاب دعوات وجهتها روسيا والولايات المتحدة لطرفي الصراع لمنع تحول الوضع إلى "حرب واسعة"، إذ أعلنت مصادر قريبة من إدارة الإقليم الواقع تحت سيطرة الأرمن، مصرع 100 شخص وإصابة مئات آخرين، فيما أجلت قوات حفظ سلام روسية، أكثر من ألفي مدني، إذر بدء عملية عسكرية قد تنذر بحرب جديدة في المنطقة المضطربة.

وفي هذا السياق، رفضت روسيا، اتهامات أرمينيا بشأن عدم القيام بما يكفي لمنع القتال في الإقليم، إذ قال الناطق باسم الكرملين إن "الأمر يتعلق بتصرفات أذربيجان على أراضيها".

وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن روسيا "تواصل اتصالاتها مع أرمينيا وأذربيجان والأرمن العرقيين في قرة باغ"، مشيراً إلى "مكالمة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لا يزال يجري تحديدها".

وتابع: "نواصل اتصالاتنا مع الأرمن، لأن جيشنا يؤدي دوره كقوات حفظ سلام، ويساعد في إجلاء السكان المدنيين من المناطق الخطرة. هذا العمل مستمر".

وفي يريفان، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في خطاب متلفز موجه إلى الأمة، أن بلاده لم تشارك في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار بين الانفصاليين في ناغورني قره باغ وأذربيجان.

وقال باشينيان: "لم تشارك أرمينيا في صياغة نص إعلان وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ بوساطة قوات حفظ السلام الروسية"، مؤكدا أن يريفان "ليس لديها جيش" في الجيب الانفصالي.

وكانت أرمينيا أعلنت في وقت سابق اليوم أن 32 شخصا قتلوا وأكثر من 200 جرحوا في أقل من 24 ساعة في العملية العسكرية التي تشنها أذربيجان في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

وقال الرئيس السابق لحكومة المنطقة الانفصالية روبن فاردانيان في إدارة قره باغ التابعة للأرمن إن نحو 100 قتلوا وأصيب مئات آخرون منذ بدء أذربيجان عمليتها العسكرية، في حين أجلت قوات حفظ السلام أكثر من ألفي مدني من المنطقة.

وأكد فاردانيان من قره باغ: "هذه حرب كبيرة، أذربيجان بدأت عملية كاملة، وهي في الأساس عملية تطهير عرقي".

ونددت أرمينيا، التي كانت تجري محادثات سلام دورية مع أذربيجان، من بينها ما يتعلق بمستقبل قره باغ، بما وصفته بـ"العدوان الشامل من باكو" على شعب الإقليم، واتهمت أذربيجان بقصف بلدات وقرى.

وحدث التصعيد بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.

في المقابل، قالت أذربيجان إن قصدها هو "نزع السلاح وضمان انسحاب تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية من أراضينا، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية"، وأكدت أن عمليتها مستمرة بنجاح.

وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية تفرض قيوداً صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقره باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة.

وكانت وزارة الدفاع في أذربيجان أعلنت الثلاثاء، أن قواتها سيطرت على 60 موقعا للقوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ بعد ساعات من شنها عملية عسكرية تستهدف نزع سلاح الانفصاليين بالإقليم.

وقالت الوزارة في بيان، إن قواتها دمرت عددا من نقاط إطلاق النار التابعة للقوات الأرمينية، مؤكدة أن العملية العسكرية مستمرة بنجاح.

وقبل ذلك، نشرت وزارة الدفاع الأذرية بيانا قالت فيه إن العملية تستهدف إخراج التشكيلات المسلحة الأرمينية من أراضيها.

كما نقلت وكالات أنباء روسية عن الإدارة الرئاسية في أذربيجان قولها إن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن أذربيجان لن توقف عمليتها إلا بعد أن يلقي المقاتلون الأرمن أسلحتهم ويستسلموا.

وسيطرت أرمينيا على مساحات واسعة من ناغورني قره باغ في حرب اندلعت مع انهيار الاتحاد السوفياتي، واستعادت أذربيجان معظمها في صراع استمر ستة أسابيع في عام 2020 وانتهى باتفاق لوقف إطلاق نار بوساطة روسية.

ونقلت وسائل إعلام أرمينية عن زعيم الانفصاليين في قره باغ قوله إنه قواتهم "مضطرة لاتخاذ خطوات للدفاع عن أمن الإقليم"، مشيرا إلى أن الجهات الدولية لم تتخذ أي خطوات عملية لوقف التصعيد في قره باغ.

وفي وقت سابق، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اتصالات مع كل من رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وحث أذربيجان على "وقف الأعمال العسكرية على الفور" وتهدئة الوضع.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية عن الاتصال الهاتفي، إن علييف "عبر عن استعداده" لوقف الأعمال القتالية وعقد اجتماع مع ممثلي ناغورني قره باغ، وإن بلينكن قال لباشينيان خلال اتصالهما إن أرمينيا تحظى بدعم واشنطن الكامل.

بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف القتال على الفور"، بعد أن أدان الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا العملية العسكرية الأذربيجانية.

ودعت موسكو في وقت مبكر من اليوم الأربعاء الجانبين إلى وقف إراقة الدماء والأعمال القتالية والعودة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020.

وتسعى روسيا مع انشغالها بالحرب في أوكرانيا إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة التي تتقاطع فيها خطوط أنابيب للنفط والغاز، في مواجهة نشاط أكبر من جانب تركيا التي تدعم أذربيجان.

وتوترت العلاقات بين روسيا وأرمينيا الحليفتين التقليديتين منذ أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربا في أوكرانيا عام 2022، وتفاقم التوتر في الأشهر الماضية بسبب ما تقول أرمينيا إنه فشل موسكو في الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أرمينيا أذربيجان قرة باغ وقف إطلاق نار روسيا وساطة روسيا

أذربيجان وأرمينيا.. تدافع إقليمي ودولي يعقد مسار الأزمة في قرة باغ

مسؤول انفصالي: 200 قتيل بالعملية العسكرية في إقليم قرة باغ

انتهاء الجولة الأولى من محادثات قره باغ بتسليم مسودة اتفاق للسلام

نزوح جماعي من قره باغ باتجاه أرمينيا