استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السعودية تحضر لخطوة

الأحد 14 فبراير 2016 02:02 ص

قبل أن تتبخر أصداء البشرى التي جاءت من ميونيخ والتي تحدثت عن وقف اطلاق النار في سوريا خلال اسبوع، أعلنت السعودية عن مبادرة جديدة خاصة بها: ستقوم بارسال طائرات الى تركيا وقوات برية خاصة من اجل المحاربة في سوريا ضد داعش. اذا كان هناك من تعاطى بجدية مع الاعلان المتوقع عن وقف اطلاق النار، فقد جاءت المبادرة السعودية التركية وأظهرت الفرق بين الأماني وبين الواقع في الميدان.

قتل تقريبا نصف مليون مواطن سوري و7 ملايين تحولوا الى لاجئين، ولكن لهذه الارقام لا يوجد تأثير حقيقي أمام المصالح المعقدة للقوات الغريبة التي تعمل في سوريا. السعودية، التي كرر وزير خارجيتها عادل الجبير موقف المملكة القائل إن الاسد لا يمكنه الاستمرار في منصبه، تعزز علاقتها الاستراتيجية مع تركيا التي تحولت الى حليفة حيوية في التحالف الاسلامي السني الذي شكلته السعودية.

يوجد لهذا التحالف وزن كبير في سوريا على شكل المليشيات الكبيرة المستمرة في محاربة جيش النظام ومنها الجيش السوري الحر. قيادة الجيش الحر ادعت في نهاية الاسبوع أن الاعلان الذي خرج من ميونيخ يناقض كافة التفاهمات التي حصلت قبل ذلك مع قادة المتمردين. وخصوصا التفاهم القاضي بعدم وجود وقف اطلاق نار طالما أن الاسد في السلطة.

يمكن القول إنه عندما يتم الاعلان عن وقف اطلاق النار، لن يكون هناك شركاء للابقاء عليه بشكل فعال وأن فشله مضمون قبل الاعلان عنه ايضا. ولكن اذا انضمت المليشيات فليس واضحا الى أي وقف اطلاق نار ستنضم. مثلا من الصعب أن نفهم من صيغة الاعلان أي مناطق ستُشمل في وقف اطلاق النار وضد من ستستمر الحرب وماذا سيكون مصير الهجمات الجوية الروسية وقوات التحالف الغربي والآن ايضا قوات التحالف السعودي التي تعمل من تركيا.

واضح عمليا أن الحرب ضد جبهة النصرة التابعة للقاعدة وضد داعش ستستمر بدون توقف، لكن ليس واضحا اذا كانت مليشيات اخرى مثل احرار الشام وجيش الاسلام التي يعتبرها النظام السوري منظمات ارهابية ستشكل اهدافا للهجوم، هل ستوافق تركيا على أن تكف عن هجماتها على مواقع الاكراد السوريين الذين تعتبرهم ارهابيين، وهل سيقيد وقف اطلاق النار المساعدة الجوية الروسية لقوات الجيش السوري التي تحاصر الآن مدينة حلب.

في ظل غياب الاجابات الواضحة يمكن الاعتماد في الوقت الحالي فقط على اقوال جون كيري الذي يقول “هذه خطة طموحة” أو اقوال وزير الخارجية الروسي سرجيه لافروف الذي قال في نهاية الاسبوع إن فرص تحقيق وقف اطلاق النار “تبلغ 49%” مقابل التقديرات الايجابية لنظيره الالماني شتاينماير الذي منح وقف اطلاق النار نسبة 51%.

في الوقت الذي تثير فيه المقامرة على فرص وقف اطلاق النار الفضول، فان الميدان يتأجج حول التدخل العسكري السعودي وسياسة دول الخليج الاخرى في الحرب في سوريا. هنا ايضا ما زالت التفاصيل غير موجودة. كم عدد الطائرات التي ستضعها السعودية في مطار انجرليك في تركيا، وما هو حجم القوات الخاصة التي ستشارك في الحرب وفي أي جبهات ستشارك وما هي أهدافها.

وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر الذي سارع الى مباركة نوايا السعودية في ارسال القوات، قال إن هذه القوات ستعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة وأن هدفها هو الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية خصوصا في مدينة الرقة شمال شرق سوريا. ستكون هذه قوات مساعدة ومرشدة للقوات المحلية وللمليشيات. أما وزير الخارجية التركي، مبلوط شبشولو، فقد وسع دائرة التعاون الى درجة الاعلان أن الدولتين السعودية وتركيا يمكنهما الخروج في حرب برية داخل سوريا.

هذه التصريحات ايضا يجب التعامل معها بحذر. الحرب البرية التركية السعودية ضد الدولة الاسلامية تحتاج الى التنسيق مع مليشيات اخرى في الميدان، لا سيما المليشيات الكردية، التي تعتبر القوة الاكثر نجاعة ضد داعش في سوريا. وتركيا لن تعتبر هذه المليشيات شريكة محتملة في الحرب ضد الدولة الاسلامية، وهكذا ايضا السعودية كشريكة لتركيا.

لكن اذا افترضنا أن الاكراد لن يكونوا شركاء – خلافا لموقف الولايات المتحدة التي تعتبر هذه المليشيات مقربة منها عسكريا – المشكلة الاساسية في الحرب البرية هي المواجهة المتوقعة مع قوات الجيش السوري واحتمال الاحتكاك العسكري مع الروس ومع القوات الايرانية.

سوريا هي دولة كبيرة نسبيا، لكن مناطق الحرب فيها آخذة بالتقلص. وحينما تعمل قوات كبيرة في مناطق صغيرة فان فرصة اقتتال الغرباء مع بعضهم البعض كبيرة. الاستراتيجية السعودية التركية تهدف الى انهاء الاحتكار الروسي للنشاط العسكري في سوريا أو على الأقل وضع تهديد سياسي أمام روسيا الامر الذي يضعضع العلاقات التي بنيت هذه السنة بين السعودية وروسيا.

يبدو أن التقديرات السعودية هي أن روسيا التي تعادي تركيا بعد اسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، سترغب في الابقاء على علاقتها مع السعودية كجزء من جهودها لتوسيع تأثيرها في المنطقة على حساب الولايات المتحدة.

في المقابل، على خلفية التصرفات الروسية الفظة، وعدم الالتفات للضغط الدولي، ستكون هذه مقامرة سعودية خطرة في التدخل في معركة غير مضمونة النتائج العسكرية والسياسية وليس لها استراتيجية واضحة حول كيفية التخلص من الوضع. يبدو أن التدخل العسكري بحاجة الى دراسة متعمقة وليس فقط تصريحات خاصة عن أن الدولة الوحيدة التي تتحدث الآن عن استراتيجية واضحة هي روسيا.

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا قوات برية سوريا روسيا داعش جبهة النصرة القاعدة

«الجبير»: سويسرا ستتولى رعاية مصالحنا في إيران وتوقيت التدخل في سوريا يقرره التحالف

الخيار العسكري السعودي التركي في سوريا أقرب من أي وقت

«الأسد» لا يستبعد احتمال تدخل بري سعودي تركي في سوريا

«الغارديان»: الولايات المتحدة لا تستبعد أن ترسل السعودية قوات برية إلى سوريا

«عسيري»: انطلاقة التحالف الاسلامي خلال شهرين والتدخل البري في سوريا لا رجعة فيه

«الجبير» عقب لقاء «كيري»: نجدد استعدادنا للمشاركة بقوات برية في سوريا

أوهام الطريق الثالث

الدور القيادي يتبلور.. والقوات الجوية أول ملامحه