اعتبر رئيس النظام السوري «بشار الأسد» أن المعركة الأساسية في حلب هدفها قطع الطريق مع الحدود التركية وليس السيطرة عليها، مشيرا إلى أنه من غير المستبعد حدوث تدخل بري سعودي تركي في سوريا.
وقال «الأسد» في حوار خص به وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب)، «المعركة الآن في حلب ليست معركة استعادة حلب لأننا كدولة موجودون فيها، ولكن المعركة الأساسية هي قطع الطريق بين حلب وتركيا… فتركيا هي الطريق الأساسي للإمداد الآن بالنسبة للإرهابيين.. المعركة الآن بنفس الوقت على أكثر من عشر جبهات، من الشمال إلى الجنوب إلى الشرق، في أقصى الشرق أيضاً وفي الغرب في اللاذقية؛ وكانت في حمص وانتهت الآن. فإذاً كل المراحل تسير بالتوازي».
وتمكنت قوات النظام السوري بعد أكثر من أسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي بدعم من الغارات الجوية الروسية، من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا، ما مكنها من تضييق الخناق على مقاتلي الفصائل في مدينة حلب.
وزعم «الأسد» أن تنظيم «الدولة الإسلامية» موجود في العراق بدعم من السعودية وقطر وتركيا.
وقال «السؤال هو كم من السنوات ستبقى تركيا والسعودية تدعمان الإرهاب.. هذا هو السؤال، ومتى سيضغط الغرب على هذه الدول لتوقف دعمها للإرهاب.
في حين علق على جماعة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» (المعارضة السورية) ومشاركتهما في محادثات جنيف: «هم أتوا كجزء من المعارضة التي شكلتها السعودية، ولأن السعودية هي من يدعم الإرهاب على مستوى العالم.. فمن الطبيعي أن يكون ممثّلو السعودية هم من الإرهابيين، وليس من السياسيين».
وبشأن المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الفرقاء السوريين، أكد «الأسد» أنّ التفاوض مع المعارضة «لا يعني التوقف عن مكافحة الإرهاب»، معتبراً أنهما مساران منفصلان.
وقال «نؤمن إيمانا كاملا بالتفاوض وبالعمل السياسي منذ بداية الأزمة، ولكن أن نفاوض لا يعني أن نتوقف عن مكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى أنه «لا بد من مسارين في سوريا... أولاً التفاوض، وثانياً ضرب الإرهابيين، والمسار الأول منفصل عن المسار الثاني».
ولم يستبعد «الأسد» احتمال تدخل بري سعودي تركي في سوريا، مؤكدا في السياق أن القوات السورية سوف تتعامل مع ذلك.
وكانت المملكة أعربت عن استعدادها للمشاركة في عمليات برية عبر الحدود التركية ضد «الدولة الإسلامية» في إطار الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا والعراق.
وأكد «الأسد أن الهدف الأساسي هو استعادة كافة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن الصراع الدائر ضد الجماعات المسلحة التي تبحث عن إسقاط أركان الدولة، قد يتطلب وقتا طويلا.
ودعا «الأسد» أوروبا إلى تهيئة الظروف التي تسمح بعودة السوريين إلى بلادهم، مضيفا أن على فرنسا أن تغير سياستها تجاه سوريا.
ورفض «الأسد» التقارير الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة التي تتهم نظامه بارتكاب جرائم حرب.
وزعم أن «هذه المنظمات تسيطر عليها بشكل أساسي الآن القوى الغربية. لذلك معظم تقاريرها هي تقارير مسيّسة تخدم أجندة سياسية، كما أنها لا تقدّم أدلة.. وهذه حالة عامة»، مضيفا «أنا لا أخشى هذه التهديدات أو الادعاءات».
وفر من ويلات الصراع في سوريا حوالي 4.6 مليون شخص على مدار السنوات الخمس التي شهدت فيها البلاد حربا أهلية لا زالت مستمرة حتى الآن، وقتل فيها أيضا نحو نصف مليون سوري.