«الغارديان»: الولايات المتحدة لا تستبعد أن ترسل السعودية قوات برية إلى سوريا

الخميس 11 فبراير 2016 06:02 ص

عشية اجتماع 49 وزير دفاع في قيادة حلف شمال الأطلسي، قال وزير الدفاع الأمريكي «أشتون كارتر»: «نحن بحاجة إلى تسريع الحملة».

وقد رفض وزير الدفاع الأمريكي استبعاد إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية إلى سوريا، لكنه أضاف أن هذا كان خيارا واحدا فقط، وأن هناك طرقا أخرى يمكن للسعوديين من خلالها أن يسهموا في مكافحة «الدولة الإسلامية».

وكان «أشتون كارتر» يتحدث عشية اجتماع لوزراء دفاع من 49 بلدا جرى اليوم الخميس في مقر قيادة حلف شمال الأطلسي لبحث كيفية تكثيف الجهود ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.

وقال إن الاجتماع كان مهما نظرا «لأننا بحاجة لتسريع الحملة ولدينا الآن صورة تشغيلية واضحة جدا لكيفية القيام بذلك. الآن نحن فقط بحاجة إلى الموارد والقوات لنتخطى ذلك».

وقد فوجئت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة من سرعة تقدم القوات الحكومية، بدعم من الضربات الجوية الروسية والميليشيات المدعومة من إيران في شمال سوريا.

وقد اقترحت وزارة الدفاع السعودية الأسبوع الماضي المساهمة بقوات برية كجزء من الجهد الدولي في سوريا. وقد كان ينتظر حضور وزير الدفاع ونائب ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» اجتماع بروكسل، جنبا إلى جنب مع وزراء الدفاع من دول حلف شمال الأطلسي ومن منطقة الشرق الأوسط.

وقد عرضت البحرين والإمارات العربية المتحدة أيضا المشاركة بقوات برية.

وتتدرج خيارات السعودية، التي لديها جيش يبلغ عدده في حدود 170 ألفا إلى 200 ألف عسكري، من المشاركة بمجموعة تتكون من قوة رمزية صغيرة تعمل جنبا إلى جنب مع ما يقدر بنحو 50 فردا من القوات الخاصة الأمريكية في سورية إلى التدخل على نطاق أوسع، وربما عن طريق تركيا، لإقامة ملاذ آمن للمدنيين والثوار المعارضين للرئيس السوري «بشار الأسد».

وهناك قلق وشكوك تم الإعراب عنها في اجتماع حلف شمال الأطلسي بين المسؤولين غير الأمريكيين حول جدوى التدخل على نطاق واسع في هذه المرحلة. حيث تساءلوا عن مدى سرعة السعودية، وكيف يمكن أن تتفاعل، وعما إذا كان من الممكن أن تتدخل عسكريا نظرا لتركيزها على حربها في اليمن، كما حذروا من وعود فارغة للسعودية في السابق.

وقد كانت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة تدعو لزيادة مشاركة القوى الإقليمية.

«كارتر»، صرح للصحفيين، حول ترحيبه باحتمال «المشاركة القوية» من المملكة العربية السعودية ودول الخليج، واصفا ذلك بأنه «أمر جيد». وقال إنهم فهموا التضاريس بشكل جيد، ويمكن ربطهم مع القوى الأخرى.

«ولذا فإنني أقوم بمناقشة ذلك ولكن أريد فقط أن أؤكد أن هناك الكثير من الطرق المختلفة يمكن أن تساهم بها المملكة العربية السعودية والبحرين. واحد منها هو إرسال قوات على الأرض، ونحن سنقوم بالتأكيد بمناقشة ذلك،ولكن هناك الكثير من الطرق الأخرى كذلك».

وقال إن العمل العسكري وحده لم يكن كافيا، وهناك الكثير من الأنشطة الأخرى يمكن أن يشارك أعضاء التحالف فيها، مثل مكافحة رسائل «الدولة الإسلامية»، وقطع مصادر تمويلها ومنع تدفق المقاتلين الأجانب.

وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة وحلفاؤها قد بدؤوا النشاط ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق منذ سبتمبر/أيلول عام 2014، فإنه من اللافت أن الاجتماع بعد ظهر اليوم الخميس هو الأول الذي سيعقده وزراء الدفاع من تحالف مكافحة «داعش».

وقال وزير الدفاع البريطاني، «مايكل فالون»، في حديثه حول إمكانية وجود قوات برية من المملكة العربية السعودية: «نحن نريد من دول الخليج وجميع أعضاء التحالف النظر في الالتزامات التي تعهدت بها سابقا ثم ما يمكن أن تساهم به أكثر في الحملة ضد التنظيم و سوف نناقش ذلك في اجتماع حلف شمال الأطلسي».

ولم يشر «فالون» مباشرة إلى وجود قوات برية، وقد بدا أنه ينوه لدول الخليج أن تنظر في ما إذا كان يمكن أن تساهم أكثر من حيث جمع المعلومات الاستخباراتية، والتمويل، والخدمات البحرية أو الضربات الجوية بشكل أكبر.

وكان من المقرر أن يناقش اجتماع اليوم الخميس لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، بناء على طلب مشترك من ألمانيا وتركيا، إمكانية التدخل في أزمة المهاجرين في شرق المتوسط، وتوفير السفن وطائرات الهليكوبتر وكذلك المراقبة.

وفي حين أن هناك فرصة جيدة للاستجابة الطلب، فإن هناك بعض المقاومة، بحجج أن الوجود البحري الثقيل من شأنه أن يجعل الوضع أكثر أمانا للمهاجرين ويعمل على تشجيع أكبر للقيام بالرحلة.

وقد نفى «فالون» أن يكون الطلب التركي الألماني علامة على فشل جهود الاتحاد الأوروبي. لكنه أبدى إيجابية حول الطلب. «أي شيء يساعد على إنقاذ الأرواح في شرق متوسطية ويساعد على تعطيل المجرمين وراء هذا الاتجار هو موضع ترحيب للغاية، ونحن سوف نبحث في هذا الاقتراح على محمل الجد».

 

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

السعوية سوريا التحالف الدولي الدولة الإسلامية تركيا

«عسيري»: انطلاقة التحالف الاسلامي خلال شهرين والتدخل البري في سوريا لا رجعة فيه

«غارديان»: السعودية قد تنشر الآلاف من القوات الخاصة في سوريا بالتنسيق مع تركيا

أمريكا ترحب بعرض سعودي للتدخل بريا في سوريا وتناقشه في بروكسل الأسبوع المقبل

«عسيري»: السعودية مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية في سوريا

«حجاب»: نرفض المبادرة الروسية وقد نوافق على هدنة مؤقتة

«بدر الراشد»: محاربة الإرهاب في سوريا أصبحت أولوية سعودية قبل إزاحة «الأسد»

السعودية تحضر لخطوة

لماذا يجب على الولايات المتحدة التدخل مجددا في الشرق الأوسط المضطرب؟

«داود أوغلو» يؤكد إمكانية إرسال قوات برية إلى سوريا إذا اقتضت الحاجة

حيازة السعودية من الأوراق المالية الأمريكية حتى يونيو الماضي بلغت 184 مليار دولار