حالة من الحراك الشعبي، شهدته مصر، بعد سنوات من الجمود، تضامنا مع القضية الفلسطينية، واحتجاجا على ما يتعرض له قطاع غزة من دمار.

ونظم عشرات المحامين المصريين، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، أمام المقر الرئيسي للنقابة في وسط القاهرة.

وأسدل المحامون العلم الفلسطيني على مبنى النقابة بالكامل، من الطابق العلوي إلى الأرضي، ورفعوا لافتات كُتب عليها "فلسطين عربية" و"القدس لنا"، و"تسقط إسرائيل.. يسقط كل خائن وعميل" وغيرها من الشعارات.

كما ردد المحامون هتافات منها "تسقط تسقط إسرائيل"، و"المقاومة هي الحل ضد الغاصب والمحتل"، و"يا كتايب القسام ما تخلي صهيوني ينام"، و"من القاهرة ألف تحية يا مقاومة يا فلسطينية"، "لا لا للتطبيع"، و"افتحولنا الحدود وآحنا ندمر اليهود".

أما نقابة الصحفيين، فاستضافت المؤتمر الصحفي الأول للجنة رصد جرائم الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، والتي أعلن خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن تشكيلها في يوم التضامن مع فلسطين، الذي عقدته النقابة 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأوضحت النقابة أن المؤتمر يأتي لرصد جرائم الاحتلال الصهيونى في حق الشعب الفلسطينى بنقابة الصحفيين، ورصد تجاوزات وأكاذيب الإعلام الغربى خلال تغطيته للحرب على غزة وعمليات المقاومة، وكذلك الممارسات غير المهنية لوسائل الإعلام الغربية، التي وثّقتها اللجنة منذ بداية الحرب.

ووضعت النقابة علم فلسطين جنبا إلى جنب مع العلم المصري، لإعلان تضامن مصر والنقابة، مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني البطل، مؤكدة أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل هو جريمة حرب إبادة.

وقال البلشي، إن الفترة الماضية ومع بداية العدوان الصهيوني على غزة، رأينا وجهًا آخر لكل القيم، وانحياز سافر لجيش الاحتلال على حساب الضحية، وإنكار واضح للضحية.

وأضاف أن النقابة تعتبر القضية الفلسطينية هى قضيتها الأولى، وكذلك الحقيقة التي تعد قضيتها الأولى أيضًا، وأنه كان لا بد من وقفة انتصار لقضية شعب محتل، والانتصار للقيم الإنسانية.

وأكد البلشي، أن النقابة تتابع بقلق بالغ، الانحياز الصارخ الذي يمارسه الإعلام الغربي، وهو انحياز لا يساعد على الفهم المتوازن للأحداث في سياقها.

كما رصدت النقابة بشديد الأسف تبدد مبدأ الحياد في الكثير من المنصات الإعلامية التي تبنى لغة الحكومة اليمينية في إسرائيل، ورواية الجانب الصهيوني فقط.

وأعلن أن نقابته ستنسق مع نظيرتها من المحامين، لفتح باب التبرعات العينية، بعدما وصول عدة طلبات من نقابة الصحفيين الفلسطينية، والأخوة في غزة، لتقديم مواد إغاثية، بخلاف التبرعات الأخرى.

وأضاف البلشي، أن هناك مقترحا سيعرضه على مجلس نقابة الصحفيين بالتبرع بجزء من معدات تغطية ميدانية خاصة بالنقابة، للصحفيين الفلسطينيين.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال المتحدث باسم المجلس القومي لحقوق الإنسان رئيس تحرير جريدة "الأهرام ويكلي" عزت إبراهيم، إن معركة السياق فيما يخص التغطية الإعلامية للحرب ضد غزة، تحتاج إلى مزيد من الجهد الإعلامي ودور المؤسسات الإعلامية العربية للتواصل مع الرأي العام الغربي، في ظل التضييق الواضح على المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الغربي تتعامل مع الحدث على أنها بدأت اليوم وليست قضية منذ 75 عاما.

ودعا وسائل الإعلام الدولية إلى إعادة النظر في سياساتها التحريرية، وتغليب قيم الإنسانية والعدالة في التعامل مع شعب تحت الاحتلال الإسرائيلي ما يريده هو قيام دولة ديمقراطية فوق أراضيه.

ولليوم العاشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفة المباني السكنية والمرافق ما أسفر عن مقتل 2750 شخصا وإصابة 9700 آخرين ونزوح جماعي في القطاع، فضلا عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن القطاع، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

فيما قتلت حركة "حماس" منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول الجاري أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3968 وأسرت نحو 200 آخرين، وفقا لمصادر رسمية إسرائيلية.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.