تشهير وتهديدات بالقتل ورفض توظيف.. اللوبي اليهودي في أمريكا يحارب الداعمين لغزة

الاثنين 23 أكتوبر 2023 12:01 م

منذ اندلاع التصعيد الجاري في غزّة، يحاول أنصار إسرائيل ولوبيّاتها ومنظّماتها المتنوعة والمنتشرة في أرجاء الولايات المتحدة، إسكاتَ أي صوت يعرض الإطار الأوسع والتاريخي لهجمات حركة حماس، أو يدين الهجمات الإسرائيلية على سكَّان قطاع غزة، أو حتى من يطالبون بوقف إطلاق النار.

أحد هؤلاء الذين واجهوا التشهير ومحاولة إسكات صوتهم، هم طلاب جامعة هارفارد الذين نشروا بيانا أدانوا فيه العدوان الإسرائيليّ، وطالبوا بوقف الهجمات على المدنيين بقطاع غزة، وأرجعوا ما يجري إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

كان أبرز من هاجم طلاب هارفارد، هو الرئيس التنفيذي لأحد الصناديق والعديد من قادة الأعمال الآخرين الملياردير بيل أكمان، الذي طالب في تغريدة على موقع "إكس" (تويتر سابقا)، إدارة الجامعة بنشر أسماء الطلاب الموقّعين ليعرفوهم كي لا يوظفوهم في المستقبل.

ما حدث مع الطلاب من تشهير، جرى بالمقابل مع رئيسة الجامعة ذاتها كلودين جاي، خاصة أها أصدرت بيانا قالت فيه إنها "حزينة للوفاة والدمار" الذي تسبب فيه هجوم "حماس" المفاجئ، والانتقام الإسرائيلي من غزة.

وأمام ذلك، انتقد الرئيس السابق للجامعة الرئيسة الحالية لعدم إدانتها حركة "حماس".

كما وصل الأمر بإحدى المنظمات غير الربحية المؤيدة لإسرائيل، أن ترتِّب لعرض لوحات إعلانية افتراضية تحمل أسماء ووجوه الطلاب المؤيدين للحقوق الفلسطينية، تحت لافتة كتب عليها: "معادون للسامية في جامعة هارفارد".

ولاحقا، تم وضعُها على شاحنة تحرّكت في منطقة الحرم الجامعي، بهدف التشهير بهؤلاء الطلاب وترهيبهم وترهيب مناصريهم.

وإثر تلك الضغوط قامت جاي بتعديل تصريحاتها، يوم الثلاثاء، بشأن الهجمات، حيث كتبت: "مع استمرار تردد أصداء الأحداث، لا شك أنني أدين الفظائع الإرهابية التي ارتكبتها حماس"، على حد زعمها.

ولاحقا، خرجت بعض الأصوات المحذّرة مما يجري، وانتقد الباحث القانوني في الجامعة لورانس ترايب، محاولات التشهير بالطلاب.

وقال لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن تسمية الطلاب والتشهير بهم، بالإضافة إلى "وصفهم بأنهم معادون للسامية هو أخطر بكثير من كونه مفيدًا.. يجب ألا نكرر تجاوزات عصر الممارسات المكارثية".

لم يقف الأمر عند ذلك، فقد حذَّر أستاذ القانون التجاريّ في كلية الحقوق بجامعة بيركلي المرموقة بولاية كاليفورنيا ستيفن دافيدوف سولومون، الشركات وأربابَ العمل من توظيف طلاب، اتهمهم بأنّهم معادون للسامية.

وزعم سولومون في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" وترجمه "الخليج الجديد"، أنّ بعض طلابه روّجوا للكراهية تجاه اليهود، وبالتّالي لا ينبغي منحهم وظائف.

وكتب سولومون، ليقول: "طلابي جيّدون إلى حد كبير أكاديميًا، ومستعدّون للتعلم بسرعة، وأنا أوصي بتوظيفهم بانتظام في الشركات المُختلفة. لكن إذا كنت لا ترغب في توظيف أشخاص يدافعون عن الكراهية ويمارسون التمييز، فلا توظّف بعض طلابي".

ووجّه البروفيسور، الذي يقدّم المشورة لجمعيّة طلاب القانون اليهود، الاتهامَ الخطير لطلابه بعد اندلاع الصراع في قطاع غزَّة، وانتشار المظاهرات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين والداعية لوقف الهجمات الإسرائيلية على المدنيين.

وفي غضون ذلك، ألغت شركة المحاماة "وينستون أند ستراون"، عرض عمل لمتدرب يدرس بكلية الحقوق في جامعة نيويورك، بعدما كتب في نشرة إخبارية أن "إسرائيل تتحمل المسئولية الكاملة على هذه الخسائر الهائلة في الأرواح".

وكتبت الشركة: "تتعارض هذه التعليقات بشدة مع قيم (وينستون أند ستراون) كشركة.. وبناء على ذلك، ألغت الشركة عرض التوظيف للطالب بكلية الحقوق".

وقبل ذلك، أوقفت شبكة "إم إس إن بي سي" 3 من مذيعيها المسلمين، (كان لكل منهم برنامج مدته ساعة يقدمها بنفسه يوميًا)، منذ بدء أزمة غزّة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وأصبح الثلاثة: مهدي حسن، وأيمن محيي الدين، وعلي فيلشي، يظهرون بصفتهم معلّقين على الأحداث فقط.

كما قامَ مستشفى لينوكس هيل، في حي مانهاتن بمدينة نيويورك، بفصل طبيبة قسم الطوارئ دانا دياب، بزعم إشادتها بما قامت به حركة "حماس"، وابتهاجها بالمآسي، بعد شكوى من منظمة "أوقفوا معاداة السامية".

وكان النصيب الأكبر من هجوم أنصار إسرائيل موجهًا إلى منظّمات حقوق الإنسان، مثل: "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، والناشطين المناهضين للحرب، والجماعات السياسية التقدمية، والناشطين المؤيدين للفلسطينيين، والأكاديميين والعديد من المثقّفين، والجماعات الدينية التي تنبذ الحروب، وبعض أعضاء الكونغرس، كما جرى مع طلاب الجامعات.

كما امتدّت محاولاتُ إسكات الأصوات إلى أعضاء الكونغرس، وواجهت النائبات الديمقراطيات التقدميّات في مجلس النواب المعروفات بانتقادهنّ إسرائيلَ ردَ فعلٍ عنيفًا من زملائهنّ الجمهوريين والديمقراطيين كذلك، إضافة للمنظمات اليهودية بسبب تصريحاتهنّ بعد بدء عملية "طوفان الأقصى".

ومن أهم هؤلاء النواب إلهان عمر من مينيسوتا، ورشيدة طليب من ميشيغان، وكوري بوش من ميسوري، وألكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك.

وغلبت إدانة العنف، والمطالبة بضرورة العمل على تحقيق السلام ووقف إطلاق النار على ردّ فعل النائبات على الأحداث، إلا أنّ ذلك الموقف أغضبَ أنصار الجانب الإسرائيلي الذين يريدون فقط مهاجمة وإدانة حركة حماس دون التطرّق لمعاناة الفلسطينيين، أو العنف الممارس ضدهم.

كما قالت عضوة الكونغرس إلهان عمر، إنها "تلقّت تهديدات بالقتل في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما تلقّت هي وغيرها من المشرّعين التقدميّين الذين ينتقدون إسرائيل إحاطة من قبل شرطة الكابيتول الأمريكي حيث حذّرتهم من التهديدات المحتملة".

ولطالما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل عسكرياً ودبلوماسيا، لكن خلال السنوات الأخيرة، تزايدت انتقادات التيار اليساري لإسرائيل، مشبهين إياها في بعض الأمثلة بدولة فصل عنصري (أبارتهايد) بسبب فشلها في منح الفلسطينيين حقوقهم الكاملة.

واقترنت تلك النبرة المتصاعدة بزيادة طفيفة في التقارير بشأن "معاداة السامية" في حرم الجامعات خلال السنوات الأخيرة، وفقا للصحيفة الأمريكية.

ويخشى أنصارُ إسرائيل في الولايات المتحدة، من تبعات القيام بالعديد من المظاهرات المعارضة للهجمات التي تشنّها على قطاع غزة في مختلف المدن الأمريكية، مقارنة بمثيلتها المؤيدة للجانب الإسرائيلي، خاصةً مع استمرار انخفاض أعداد اليهود الأمريكيين، مقارنة بزيادة أعداد الأميركيين العرب والمسلمين.

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تشهير جامعة هارفارد توظيف اللوبي اليهودي إسرائيل أمريكا غزة نصرة فلسطين

القائم بأعمال مرشد الإخوان يدعو لنصرة غزة ويشيد بموقف الأزهر (فيديو)

"مستقبل غزة بعد حماس".. احتمالات إسرائيلية معقدة

التجنيد بالجيش الإسرائيلي يواجه معارضة قادة اليهود المتدينين

منع أوروبي ذو وجهين.. إصرار لإخفاء التضامن مع فلسطين بالملاعب ومطالب بـ"لوبي عربي" لوزن الكفة

لعنة حرب غزة تطارد اليهود حول العالم.. أزمة هوية وخوف من المستقبل

أكبر منظمة يهودية في أمريكا: نسعى لإنهاء دعم بايدن للإبادة الجماعية بغزة

نائبة أمريكية تكشف تلقيها عرضاً ماليا من لوبي إسرائيلي عام 2018 لتغيير قناعاتها

مشروع 7/10.. حملة جديدة للوبي الصهيوني في أمريكا لتشكيل الرأي العام إزاء حرب غزة