في 7 خطوات .. كيف يمكن للولايات المتحدة تصحيح أخطائها في سوريا؟

الخميس 18 فبراير 2016 04:02 ص

إذا كانت حكومة الولايات المتحدة قد تعلمت درسا واحدا في سوريا، لا بد أن يكون هو أنه «يمكن دائما أن يحدث ما هو أسوأ».

منذ بداية شهر فبراير/شباط، احتشد أكثر من 80 ألف سوري عند معبر باب السلامة، على الجانب الآخر من معبر أونجو بينار الحدودي التركي، و بعد حملة مكثفة من القصف الروسي، تقدمت قوات نظام «بشار الأسد» في ريف حلب، لتقطع خطوط الإمداد من تركيا لقوات المعارضة في حلب وعبر محافظة إدلب. وهناك عشرات الآلاف يفرون من حلب، مع احتمالات وقوع كارثة إنسانية على عتبة حلف الناتو.

وفي الوقت نفسه، فإن شركاء الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية وتركيا لا يزالون يؤثرون ويتأثرون بالصراع. وقد روسيا عادت إلى انتهاك المجال الجوي التركي بعد قرار تركيا إسقاط طائرة روسية، كأنها تعمل على تصاعد الصراع مع الأتراك.

ولإغراء الولايات المتحدة، فقد عرضت السعودية المشاركة بقواتها البرية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في خطوة تسعى بلا شك لدعم مقاتلي المعارضة المناهضة للأسد جنبا إلى جنب مع جهود مكافحة «الدولة الإسلامية».

في الفترة التي سبقت فشل عملية جنيف قام السعوديين والأتراك بنصح جماعات المعارضة بعدم التخلي عن الشروط المسبقة للمفاوضات مع النظام.

وعلى الرغم من هذه التهديدات التي تلوح في الأفق، لا تزال سياسة الولايات المتحدة ثابتة. وقد غضب وزير الخارجية «جون كيري»، من فشل جنيف وربما قام بإلقاء اللوم على المعارضة تماما، ولم يتحدث عن التدمير الذي يقوم به الروس والنظام. وفي حين أن أكثر من 100 ألف سوري يرابطون على الحدود التركية، و مئات الآلاف يحاولون الهروب من الموت في حلب، فإن واشنطن تبدي مزيدا من القلق لإغلاق الحدود التركية مع المنطقة التي يسيطر «داعش».

ومع تكشف الحقائق على أرض الواقع في سوريا، فإن جولة جديدة من مقترحات السياسة قد بدأت من أجل حل الصراع. ولكن الأكثر وضوحا ببساطة هو أن الظروف الحالية للصراع قاتمة. سواء كانت الدعوة للحل عبر طائفية فيدرالية على غرار لبنان، أو قبول العدوان الروسي واستمرار نظام «الأسد»، وهو ما يقدم رؤى مزعجة للمستقبل، خاصة في غياب أي مسار واقعي لنزع فتيل العنف.

وما زال كثيرون يجادلون بأن نظام «الأسد» هو غير مهم في مخطط المصالح الاستراتيجية الأمريكية. هذه الحجج لا تقل مغالطة اليوم عن ذي قبل. بدون التوصل إلى حل عادل للحرب الأهلية السورية، سوف تستمر «داعش» تعمل بحرية في سوريا وتتوسع بكل سهولة إلى بلدان أخرى غير مستقرة. ومن المستحيل التوصل إلى مفاوضات سلام ناجحة طالما أن نظام «الأسد»، والروس، لا يرون أي تهديدات ذات مصداقية لاستمراره في الحكم.

لقد حان الوقت من أجل استراتيجية جديدة للولايات المتحدة الجديدة في سوريا عن طريق صياغة سياسات داعمة تتماشى مع الشركاء الإقليميين وتواجه العدوان الروسي، وتشمل جميع الجهات الفاعلة الانتقالية في الكفاح من أجل سوريا جديدة، وتضمن أن الولايات المتحدة قد تحدثن ربما في وقت متأخر، تغييرا تدريجيا إيجابيا في الصراع.

تحويل تدريبات وكالة المخابرات المركزية إلى سياسة أمريكية رسمية

على الرغم من أن تسليح وكالة الاستخبارات المركزية وتجهيز بعض جماعات المعارضة السورية ليس سرا، لا تعترف الولاية المتحدة بهذه السياسة على نحو علني. ولكن دمج السياسات السرية والرسمية من شأنه أن يجعل واشنطن ملتزمة بمعارضة سورية قابلة للحياة. ومثل هذا الموقف العام من شأنه أيضا تسهيل المفاوضات مع تركيا والمملكة العربية السعودية حول الدعم الموحد.

الرد على تهديدات روسيا ضد تركيا

الآن، بعد أن استأنفت الطائرات الروسي ةاختبار الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا، يجب على الولايات المتحدة الدعوة لعقد اجتماع جديد للناتو. لابد أن يناقش اللقاء الجديد علنا ​​وبشكل استباقي العدوان الروسي الجديد، ويؤيد بشدة تركيا في الدفاع عن حدودها. لقد فقدت الولايات المتحدة الثقة في شريكتها، وعلى الرغم من هذه الخلافات، لا تزال تركيا لاعبا مركزيا في سوريا. واستعادة الثقة في الشراكة يمكن أن يخلق مساحة للمفاوضات.

الدفاع عن المعارضة والمدنيين في حلب

النتائج المترتبة على سقوط حلب خطيرة. وقد مكنت الضربات الجوية الروسية لنظام «الأسد» في شمال غرب حلب، وتم قطع خطوط الإمداد من تركيا. حصار النظام لحلب هو المرجح حاليا، وعلاوة على ذلك، يتم إعادة توجيه خطوط الإمداد عبر محافظة إدلب، التي تسيطر عليها جبهة النصرة،ولهذا، فإن فقدان ممر عزاز هو ضربة قوية للمعارضة المعتدلة على وجه التحديد.

لا تحتاج الولايات المتحدة إلى إعلان منطقة حظر جوي لدعم المدنيين والمعارضة في حلب، بل يجب أن تواجه العدوان الروسي مباشرة. يجب أن تعلن عن نيتها الدفاع عن المدنيين والمعارضة من افتراس النظام حتى لو استلزم الأمر فرض قواعد جديدة للاشتباك مع روسيا. كما يجب على الولايات المتحدة إعلان نواياها لتوسيع منطقة عملياتها.

في مثل هذا السيناريو، فإن الضربات الجوية الموسعة يجب أن تستهدف «نظام الأسد». ونقاط التقدم الجديدة له في شمال غرب حلب بهدف إعادة فتح ممر عزاز أمام المعارضة السورية.

التنسيق لتكثيف دعم المعارضة مع تركيا والسعودية

من خلال قيادة العمليات العسكرية بدعم من وكالة المخابرات المركزية في الريحانية، عملت واشنطن بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين لتوفير الأسلحة لجماعات المعارضة السورية. يجب الآن رفع وتوسيع نطاق هذه المناقشات، مع زيادة هائلة في حجم وقوة من العتاد.

 لا يزال السلام عن طريق التفاوض يمثل أفضل حل للنزاع السوري. ومع ذلك، ومع كون نظام «الأسد» قوي كما هو اليوم، فإن تحقيق شروط المعارضة أمر مستحيل. تعزيز المعارضة في الميدان بما فيه الكفاية لتهديد النظام يجعل فرص نجاح مفاوضات السلام أفضل.

مناقشات مسبقة حول دور الأكراد بالمرحلة الانتقالية في سوريا

حقق دعم الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في سوريا نجاحا تكتيكيا ضد «داعش»، ولكنه يعد فشلا استراتيجيا واسع النطاق. حزب الاتحاد الديمقراطي هو الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني، وهي منظمة إرهابية مصنفة من قبل تركيا والولايات المتحدة.

وقد وجدت واشنطن أن حزب الاتحاد الديمقراطي شريك موثوق وفعال على الأرض في شمال سوريا، وقد قاومت بالتالي ضغط تركيا من أجل وقف الدعم له. وعقب زيارة «بريت ماكجورك» الأخيرة إلى القامشلي ، كثفت تركيا ضغوطها على حكومة الولايات المتحدة. وتنامت اعتراضات تركيا بسبب الدعم الأمريكي للأكراد. ومع ذلك، فإن واشنطن لم تفعل شيئا لردم الهوة.

تجنبت الولايات المتحدة أيضا الدعم القوي لتركيا فيما يتعلق بروسيا والمعارضة السورية. ولكن مع التزام أقوى من الولايات المتحدة تجاه المصالح التركية الاستراتيجية، فإن مواجهة روسيا وتعزيز المعارضة سوف تكسب الولايات المتحدة ما يلزم من أجل التفاوض بشأن دور الأكراد السوريين.

عناد أنقرة وتجاهل واشنطن للعداء الكردي التركي قد أسفر عن موقف كردي أقوى وردود أفعال متهورة من قبل تركيا. يجب على الولايات المتحدة تكثيف مشاركتها مع تركيا للحث على إجراء مفاوضات مباشرة مع حزب الاتحاد الديمقراطي. مزيد من التنسيق بين تركيا وأكراد سوريا قد يغير ديناميكية الصراع السوري. فمع الدعم التركي والأمريكي، يمكن لقوات قوات الدفاع الكردية أن تسهل مهمة المعارضة السورية عبر زيادة الضغط على نظام «الأسد» شمال غرب حلب، وتمكين طرق إمداد جديدة من تركيا عبر الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدفاع الكردية.

التركيز على حماية المدنيين

إذا كثفت الولايات المتحدة دعمها للمعارضة، فإنها يجب أن تهتم بتوفير الخدمات والمساعدات للمدنيين. عمال الإغاثة الإنسانية ينتقدون بشكل روتيني من عرقلة جهودهم في تقديم الخدمات الأساسية للسكان المعرضين للخطر.

عدم اعتماد العلمانية كمعيار للدعم الأمريكي

من أجل الديمقراطية المدنية الأميركية، فإن التحدي المحير من الانتفاضات العربية هو كيفية العمل مع الديمقراطية وليس تطبيق النسخة الخاصة بنا منها، وينبغي طرح هذه الأسئلة هل اليمينين الإسلاميين على استعداد للعمل في ساحة المعركة، وعلى تقديم الخدمات، وفي بناء المؤسسات السياسية مع غير الإسلاميين؟ هل مجموعات المعارضة العربية على استعداد للعمل مع الأكراد السوريين، وعلى العكس، هل الأكراد السوريون على استعداد للعمل مع عناصر المعارضة العربية في حماية المدنيين، بما في ذلك الأقليات ؟

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة سوريا روسيا بشار الأسد تركيا الأكراد أمريكا أوباما واشنطن السعودية

خيانة «أوباما» الكارثية: البيت الأبيض يهدي الانتصارات لـ«الأسد» وروسيا وإيران

خدعة «بوتين»: كيف تم استخدام جنيف كغطاء سياسي للحل العسكري الروسي في سوريا؟

كيف تبنى «أوباما» خطة «بوتين» في سوريا وأعطى «الأسد» نصرا دبلوماسيا؟

«فورين بوليسي»: «بوتين» هو من أرسل القوات الأمريكية إلى سوريا

«بروكنغز»: كيف ترتكب كل من روسيا والولايات المتحدة نفس الأخطاء في سوريا؟

خطة تقسيم سوريا .. ماذا بعد أن ينهار وقف إطلاق النار؟