وزراء لبنانيون: لم نخطئ في حق السعودية حتى نعتذر

الخميس 25 فبراير 2016 03:02 ص

عقد مجلس الوزراء اللبناني، صباح اليوم الخميس، جلسة جديدة لم تتطرق بشكل كبير إلى الأزمة السياسية المُستجدة حول سياسة البلاد الخارجية، وتأثيراتها السلبية على العلاقة مع دول الخليج، وخاصة السعودية.

إذ لم تتخلل الجلسة أية نقاشات سياسية، واقتصر الأمر على بعض التصريحات السياسية السريعة لعدد من الوزراء قبل دخولهم إلى مبنى السراي في بيروت (مقر الحكومة)؛ حيث أعرب بعضهم عن رفضهم لمبدأ الاعتذار للسعودية، حسب صحيفة «السفير» اللبنانية.

الموقف الأقوى سجّله وزير التنمية الإدارية، «محمد فنيش»، أحد ممثلي «حزب الله» في الحكومة، الذي أكد على رفضه الاعتذار للسعودية، قائلا: «لم نخطئ حتى نعتذر».

وتساءل ساخرا: «هل الاعتذار يخرج السعودية من مأزقها في اليمن؟»، في إشارة إلى عدم تمكن الرياض من حسم المواجهات مع جماعة «الحوثي» في اليمن، والتي بدأت قبل نحو عام.

كذلك رفض وزير الصناعة، «حسين الحاج حسن»، وهو محسوب على«حزب الله»، مبدأ الاعتذار للسعودية، وقال إن «أكبر اعتذار يجب أن يكون من الشعب اليمني والسوري والبحريني وجميع الذين طاولهم الإرهاب».

وتساءل ساخرا: «لا أعرف المعادلة المطروحة، إما الاعتذار عن خطأ لم يحصل أو العقاب الجماعي للحلفاء في لبنان قبل الخصوم، ما هذه المعادلة العظيمة؟».

في السياق ذاته، قال وزير الاقتصاد، «آلان حكيم»، وهو محسوب على «تحالف 14 آذار»، المنافس السياسي الرئيسي لتحالف «8آذار» الذي يقوده حزب الله: «كفى هلعا واستباقا لخطوات الدول الخليجية، وهذا الخوف يضر باقتصادنا. نحن لم نخطئ حتى نعتذر من أحد».

وزير العمل، «سجعان قزي»، وهو محسوب على «حزب الكتائب اللبنانية»، أعرب أيضا عن رفضه لمبدأ الاعتذار إلى السعودية ولكن بطريقة غير مباشرة؛ ففي حين أكّد أن السعودية «دولة صديقة وأخت قدمت المساعدات»، قال: «السعودية بدها تأخذنا بحلمها شوي، ومن أخطأ فليعتذر».

وتعكس مواقف الوزراء هذه استمرار الانقسام على المستوى الرسمي في لبنان، رغم البيان الموحد الذي تلاه رئيس الحكومة، «تمام سلام»، بعد جلسة استثنائية عُقدت مطلع الأسبوع الحالي، وتضمن تأكيداً على «ضرورة تصويب العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وإزالة الشوائب التي اعترت هذه العلاقة».

واليوم، اقتصرت المناقشات خلال جلسة مجلس الوزراء على الملفات الداخلية ولم تتطرق إلى الأزمة المستجة بين لبنان من جانب والسعودية ودول الخليج من جانب آخر باستثناء مداخلة قصيرة لرئيس الحكومة، «تمام سلام»، أكد خلالها أنه «يبذل جهداً كبيراً في كل الاتجاهات من أجل تجاوز الوضع الراهن مع السعودية ومجلس التعاون الخليجي».

وفي استمرار لمسلسل التصعيد الخليجي، ألغت سفارة دولة الكويت حفل الاستقبال الذي كان مقررا، مساء اليوم، في مجمع البيال في بيروت بمناسبة العيد الوطني.

وتمر العلاقات السعودية اللبنانية بمنعطف حاد؛ حيث أعلنت المملكة، الجمعة الماضي، وقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني؛ ردا على مواقف بيروت «المناهضة» لها في المحافل العربية والإقليمية والدولية، والتي كان آخرها الامتناع عن إدانة الاعتداءات على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.

وفي وقت لاحق، طالبت وزارة الخارجية السعودية مواطنيها بعدم السفر إلى لبنان، كما حثت المقيمين أو الزائرين على المغادرة.

وفي سياق دعم الموقف السعودي، دعت كل من الإمارات والبحرين وقطر والكويت مواطنيها إلى عدم السفر إلى لبنان وحثت المتواجدين هناك على سرعة المغادرة، فيما خفضت كلا من الإمارات والبحرين تمثيلها الدبلوماسي في لبنان.

ولبنانيا، دعا رئيس الوزراء، «تمام سلام»، السعودية إلى إعادة النظر في قرارها، فيما هاجم كل من رئيس «حزب القوات اللبنانية»، «سمير جعجع» ورئيس «تيار المستقبل»، «سعد الحريري»، «حزب الله»، محملين إياه مسؤولية القرار السعودي.

المصدر | الخليج الجديد + صحيفة السفير

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان مجلس الوزراء اللبناني الاعتذار للسعودية

بعد وقف الهبة العسكرية .. لبنان يبدأ محاكمة الأمير السعودي المتهم بتهريب المخدرات

قطر والكويت تطلبان من رعاياهما مغادرة لبنان

الإمارات والبحرين تمنعان مواطنيهم من السفر للبنان وتخفضان بعثتهما الدبلوماسية

إيران: جاهزون لمساعدة لبنان عسكريا إذا طلب منا ذلك

السعودية تطالب رعاياها في لبنان بمغادرته وعدم البقاء إلا للضرورة القصوى

سياسي لبناني يدعو إلى حملة توقيعات لطرد سفير السعودية

وزير الداخلية اللبناني: مقبلون على عزلة عربية و«حزب الله» يتحمل المسؤولية

أزمة داهمة في زمن صعب

التضامن مع السعودية

«نصر الله»: السعودية دفعت لبنان إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي