استضاف النائب في البرلمان المصري، «توفيق عكاشة»، أمس الأربعاء، في منزله بمحافظة الدقهلية، شمالي البلاد، السفير «الإسرائيلي»، لدى القاهرة، «حاييم كوريين»، في سابقة تعد الأولي من نوعها.
الضيافة، التي استمرت نحو ثلاثة ساعات تخللها تناول العشاء، لاقت رفضا واسعا من قبل سياسيين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها خطوة نحو «التطبيع» مع «إسرائيل» وهو أمر مرفوض شعبيا، فيما أكد مسؤول في البرلمان المصري على عدم وجود نص قانوني لمعاقبة «عكاشة» على استضافته السفير «الإسرائيلي».
وقال وكيل مجلس النواب المصري، «سليمان وهدان»، في تصريحات أوردتها صحيفة «أخبار اليوم» المصرية الحكومية، اليوم الخميس: «النائب توفيق عكاشة التقى السفير الإسرائيلي (حاييم كوريين) بصفته الشخصية وليس ممثلا للبرلمان المصري».
وأضاف «وهدان» أنه «لا يوجد في لائحة المجلس ما يمنع أي نائب مقابلة أي شخص، طالما قابله بصفته الشخصية، كونه مواطن أو إعلامي أو صحفي، وليس بصفته ممثلا للمجلس، ويحاسبه في هذا الشأن من انتخبوه من أبناء دائرته (الانتخابية)».
وأوضح أن المجلس لن يتخذ أي موقف بشأن استضافة «عكاشة» للسفير «الإسرائيلي»، إلا إذا تقدم بعض النواب ببيان لدراسة الأمر.
وقال: «عندها ستشكل لجنة لبحث الموضوع، وإذا كان النائب قابل السفير الإسرائيلي باسم المجلس فسيحاسب على ذلك، وإذا لم يفعل ذلك وقابله بصفته الشخصية فمحاسبته ستكون شعبية».
استنكار
من جانبه، قال النائب في البرلمان المصري، «كمال أحمد»، إن ما حدث «تطبيع» من شخص يمثل «حالة فردية»، وليس هناك نص قانوني في المجلس أو الدولة يمنع التطبيع مع «إسرائيل» في ظل اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين، وبالتالي لا يمكن محاسبته لائحيا.
«أحمد»، الذي له تاريخ برلماني كبير في انتقاد «اسرائيل» ورفض التطبيع الشعبي مع الجانب الإسرائيلي، أكد في تصريحات لـ«الأناضول» على أهمية أن يحاسب النائب على موقفه عبر الرأي العام، مؤكدًا أن ما حدث سابقة في تاريخ البرلمان المصري لم تحدث من قبل.
أيضا انتقد البرلماني المصري «مرتضى منصور» استضافة «عكاشة» للسفير «الإسرائيلى».
وقال في تصريحات صحفية موجها حديثه لـ«عكاشة»: «مهما بلغت درجة اختلافك مع النظام أو الدولة، لا يمكن تحت أى ظرف من الظروف وضع يدك فى يد إسرائيلى، فما بال إذا وجهت له دعوة لزيارة منزلك».
وخلال الساعات الماضية، امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الناشطين المستنكرة لاستضافة «عكاشة» للسفير «الإسرائيلي».
واعتبر مرتادو موقع «تويتر» استضافة «عكاشة» للسفير «الإسرائيلى» محاولة منه للفت الانتباه وحب الظهور وإثارة الجدل، مستنكرين أن يكون عضو برلمانى منتخب ليس على قدر المسؤولية، مطالبين بشطب عضوية «عكاشة» من البرلمان بعد تصرفه هذا.
واليوم، قالت الصفحة الرسمية للسفارة «الإسرائيلية» بالقاهرة، علي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»،: «التقي السفير حاييم كورين أمس توفيق عكاشة (برلماني مصر)، واستمر اللقاء أكثر من ثلاث ساعات تخللها العشاء».
وتقيم مصر علاقات رسمية مع «إسرائيل» منذ توقيع البلدين على اتفاقية سلام في العام 1979.
ورغم توقيع هذه الاتفاقية ظلت العلاقات مع «إسرائيل» أمرا مرفوضا على المستوى الشعبي، فيما كانت تدار على المستوى الرسمي في حدها الأدنى ومن خلف الكوليس، مراعاة لهذا الرفض الشعبي.
لكن منذ تولي «عبد الفتاح السيسي» حكم مصر في 8 يونيو/حزيران 2014، بعد انقلاب عسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحف إسرائيلية تصف «السيسي» بأنه «كنز استراتيجي» بالنسبة لــ«إسرائيل».
