هاجم مستوطنون إسرائيليون، الأحد، منازل المواطنين الفلسطينيين في بلدة ترمسعيا شمالي شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، في وقت تواصلت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة في أعقاب عملية كريات ملاخي التي نفذها أحد أبناء المخيم.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" (رسمية)، عن مصادر محلية، القول إن مجموعة من المستعمرين هاجموا منزلاً على أطراف بلدة ترمسعيا، وأحرقوا مركبة تعود لأحد المواطنين.

كما اعتدى المستوطنون على ممتلكات المواطنين، وخطوا شعارات عنصرية على منازلهم في البلدة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها المستوطنون على بلدة ترمسعيا، وقد تعرضت في 21 يونيو/حزيران 2023 الماضي، لـ"هجوم واسع" استشهد خلاله أحد الشبان الفلسطينيين.

كما أحرق المستوطنون بحماية من جيش الاحتلال في ذلك الاعتداء 60 مركبة، وهاجموا أكثر من 30 منزلاً في بلدة ترمسعيا، قرب رام الله، وشارك في الاعتداء قرابة الـ400 مستوطن.

ومساء السبت، أصيب طفلان عقب اعتداء مستوطنين عليهما بالضرب، في قرية المفقرة بمسافر يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وفقاً لمصادر محلية، فإن مستوطنين مدججين بالسلاح هاجموا المزارعين ورعاة الماشية في قرية المفقرة، واعتدوا عليهم بالضرب، ما تسبب بإصابة طفلين شقيقين.

كما هاجم المستوطنون 3 شباب من قرية عصيرة القبلية، جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية.

وقال رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية حافظ صالح، إن حارس مستوطنة "يتسهار" ترافقه مجموعة من المستوطنين، أقاموا حاجزاً على مدخل القرية، وأنزل 3 شباب من مركبتهم، واعتدوا عليهم بالضرب، وهددهم بحرق مركبتهم في حال عودتهم للحاجز.

كما أشار إلى أن المستعمرين أقاموا الحاجز وهم يرتدون زيهم الديني، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يقيمون فيها حواجز على مدخل القرية.

وتقدر منظمة "السلام الآن" أن أكثر من 700 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات إسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها شرقي القدس المحتلة.

منظمات حقوقية تؤكد أن عنف المستوطنين بالضفة ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وتصاعد بوتيرة ملحوظة أواخر عام 2023 وبحماية من القوات الإسرائيلية.

في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية بإصابة شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، التي اقتحمت مخيم شعفاط السبت، لليوم الثاني على التوالي عقب عملية إطلاق النار التي نفذها الشيخ فادي جمجوم في كريات ملاخي، شرق أسدود، حيث قتل إسرائيلييْن وأصاب 4 آخرين، قبل استشهاده.

ونشر جيش الاحتلال قواته في عدة أحياء بالمخيم، مما أدى لاندلاع المواجهات، كما أغلق حاجز شعفاط أمام حركة السكان.

واقتحمت قوات الاحتلال للمرة الثانية بيت عزاء أقيم في الخليل للشهيد جمجوم، وحطموا محتوياته وأشعلوا النار فيها وأخلوا المكان.

كما حذروا الفلسطينيين من فتح بيت العزاء مرة أخرى.

يأتي ذلك في وقت شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل السبت/الأحد، حملة دهم واقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت خلالها عددا من الفلسطينيين.

ففي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي قرية أم صفا غرب رام الله، واعتقلت الشاب محمد سميح كراجة بعد اقتحام منزله في والعبث في محتوياته.

واعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد شوكت الخطيب بعد اقتحام منزله في قرية بلعين غرب رام الله.

وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال معززة بعدد من آليات الاحتلال العسكرية مخيم بلاطة شرقي نابلس، واعتقلت الشابين عز الكعبي وصلاح أبو شلال بعد اقتحام وتفتيش منزليهما في المخيم.

واندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها مخيم بلاطة، كما استهدف الشبان المقاوم قوات الاحتلال بوابل من الرصاص خلال انسحابها من المخيم.

وكانت في وقت سابق قد اقتحمت قوة راجلة للاحتلال قرية عزموط شرق نابلس، وعززتها بآلياتها العسكرية.

واعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية كذلك 3 شبان قرب مستوطنة آلون موريه شرق مدينة نابلس، وهم سيف فراس سوداني، ومحمود محمد عبد الهادي وهما من سكان مخيم عسكر القديم، والشاب محمد حازم أبو عيشة من مخيم بلاطة سكان قرية عزموط.

وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال قرية أبو نجيم، واعتقلت الشاب ادم محمد صالح الهريمي، بعد اقتحام وتفتيش منزله والتخريب في محتوياته.

وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة دورا، جنوب الخليل، وسيرت مركباتها العسكرية في شوارعها.

وكذلك اقتحم جنود الاحتلال بلدة السموع جنوب الخليل، ودهموا عدة منازل وصادروا عددا من المركبات.

وتشهد السموع اقتحامات متكررة، وهي البلدة التي صادر فيها الاحتلال أكبر عدد من المركبات في محافظة الخليل في الآونة الأخيرة.

وتتواصل الاقتحامات والاعتقالات في مدن الضفة ومخيماتها في إطار تصعيد إسرائيلي واسع منذ إطلاق المقاومة معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ارتفعت حصيلة المعتقلين بالضفة الغربية المحتلة إلى 7060 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق أخر إحصاء لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية) ونادي الأسير (غير حكومي)، صدر السبت.

ويتجاوز إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية 9 آلاف بينهم 3484 معتقلا إداريا، و606 صنفوا "مقاتلين غير نظاميين"، وهم من معتقلي غزة، وذلك وفق معطيات المؤسستين حتى نهاية يناير/كانون الثاني.

وبالتزامن مع الحرب المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، صعد الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة مخلفا إضافة إلى المعتقلين 396 شهيدا ونحو 4 آلاف و500 جريح، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية السبت.

في حين خلفت الحرب المدمرة على القطاع نحو 28 ألفا و858 شهيدا فلسطينيا حتى السبت، ونحو 70 ألفا من المصابين، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.