تركيا: العلاقات مع السعودية أخذت دفعا كبيرا للأمام في عهد الملك «سلمان»

السبت 5 مارس 2016 07:03 ص

قال نائب رئيس الحكومة التركية والناطق باسمها «نعمان قورتولموش»، إن «وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم في السعودية، دفع العلاقات مع تركيا دفعة قوية»، مشيرا إلى أن «هناك تقارب شامل في كل المستويات بين البلدين».

وفي حوار له مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قال «لدينا مع السعوديين علاقات تاريخية جيدة، واليوم لدينا مقاربات مشتركة لأزمات المنطقة، ولدينا مقاربة مشتركة للملف السوري تحديدا، لكن لا يوجد لدينا أجندة مشتركة للتدخل في الأزمة السورية».

وتابع: «نحن على اتصال دائم في هذا الملف ونتبادل وجهات النظر دائما»، مضيفا «نحن ننظر إلى الدول الإسلامية عموما نظرة أخوة وإيجابية، ونعمل لتحسين العلاقات».

وعن تأثير هذه العلاقة، على التقارب التركي المصري، قال «قورتولموش»: إن «علاقتنا مع مصر تاريخية أيضا، لدينا روابط وعلاقات جيدة مع إخواننا المصريين، فالمشكلة ليست في المصريين، بل في الانقلاب العسكري».

وأضاف «نحن عانينا من الانقلابات، ونعرف نتائجها السلبية، ورفضنا الانقلاب في مصر لم يكن من أجل مصالحنا، بل من أجل مصلحة الشعب المصري، فبعد سنوات طويلة جدا، اختار المصريون قادتهم عبر انتخابات شعبية، ويجب على الجميع أن يحترم إرادة الشعب المصري».

وأضاف: «بعد الانقلاب، قتل آلاف من المصريين في الشوارع، كما حكم بالإعدام مرة واحدة على المئات، ونحن نريد أن نرى بعض الخطوات الإيجابية من النظام المصري، على الأقل إلغاء أحكام الإعدام».

وعن الأوضاع في سوريا، قال «قورتولموش»، إن «بلاده ترفض كل المشاريع التقسيمية لسوريا»، مشددا على أن أولوية بلاده هي في «بقاء سوريا موحدة، في إطار نظام ديمقراطي».

وأضاف أن «الشعب السوري هو صاحب الكلمة الأخيرة في مصير رئيس النظام بشار الأسد، وهو كان صريحا في رفضه له، ألمح إلى إمكانية البقاء في السلطة لفترة محددة، يجب أن تنتهي بخروجه وكل أركان نظامه. جازما بأنه لا مكان لهذا النظام في مستقبل سوريا».

واستبعد «قورتولموش» حصول حرب مع روسيا، معتبرا أن «التدخل الروسي لا يستهدف تركيا، بل حلف شمال الأطلسي والقوى الغربية»، مضيفا أن «التدخل الروسي أنهى الحرب بالوكالة في سوريا»، مشددا أن «لا روسيا أو غيرها تستطيع أن تفصل بين تركيا وإخوانها السوريين»، قائلا: «نحن عشنا مئات السنين معا وسنبقى، والقوى الأخرى ستعود إلى بلادها».

وتابع أن لكل حرب حدودها، والحرب السورية وصلت إلى حدودها، ويجب أن تنتهي بحل سياسي، كاشفا أن بلاده والمملكة العربية السعودية «لا تمتلكان أجندة مشتركة للتدخل العسكري في سوريا»، وإنما «يمتلكان رؤية موحدة لما يجري في الجارة الجنوبية لتركيا، ويقفان معا إلى جانب تطلعات الشعب السوري».

وعن الهجمات التي تطال بلاده خلال الفترة الأخيرة، قال: «إنه وقت صعب لتركيا، فنحن نعاني من مسلسل من الهجمات من قبل الجماعات الإرهابية المختلفة بعد 20 يوليو/تموز 2015، وهناك ثلاث منظمات إرهابية تنشط في تركيا أولها تنظيم «الدولة الإسلامية» وتنظيم الـ«بي كا كا»، بالاضافة الي حركات ماركسية».

وتابع:«هذه الحركات الإرهابية تأخذ نوعا من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، أو نوع من الدعم الاستخباراتي». 

وعن مصير عملية السلام الداخلية في تركيا، بعد تجدد المواجهات مع تنظيم «الكردستاني» في جنوب البلاد، قال: «خلال السنوات الثلاث الماضية أظهرت الحكومة التركية حسن نياتها في هذه المسألة، لكن للأسف، فإن تنظيم الـ«بي كا كا» مع بعض الدعم الخارجي، أعلن عن انطلاق حملة جديدة من الهجمات الإرهابية في تركيا، أولويتنا حاليا هي وقف أي نوع من الهجمات الإرهابية داخل البلاد»

وأضاف «كما أننا وجدنا شريكنا المدني في الداخل من أجل مستقبل تركيا، وأطلقنا حملة عنوانها «الوحدة والسلام والديمقراطية» وهي تتألف من 81 بندا وهذه من شأنها إعطاء بعض الأمل للشعب التركي، وسنخلق نوعا من الحراك المدني لمناقشة كل الأمور، لدينا الآن أجندة مختلفة، وشركاؤنا فيها هم الشعب لأنه لا يمكن قبول المنظمات الإرهابية شريكا لنا في عملية السلام».

وكشف أن الحوار الذي كان قائما مع زعيم التنظيم «عبد الله أوجلان»، المسجون مدى الحياة، قد توقف.

وعن الدستور الجديد علق: «الدستور التركي الحالي هو دستور عسكري غير ديمقراطي، ولديه أيضا روح نظام «ثيوقراطي»، ونحن نريد إعداد دستور جديد وليس فقط تعديل الدستور الحالي. وهذا الدستور هو لكل تركيا وليس فقط لحزب العدالة والتنمية، وهو ما طالبت به كل الأحزاب في المعارضة. وإعداد هذا الدستور هو من مسؤولية البرلمان، وليس القوى السياسية. ولهذا منذ البداية، كان هناك تمثيل متساوٍ للأحزاب الممثلة في البرلمان في لجنة الصياغة، حيث تمثل كل منها بثلاثة أعضاء بغض النظر عن حجمها في البرلمان، وهذا يظهر صدقنا وانفتاحنا على مناقشة كل الأمور. وإذا لم ننجح في ذلك، فهذا يعني أن البرلمان الحالي لم يتحمل مسؤولياته الملقاة على عاتقه. نحن منفتحون ولا نريد أن نفرض رأينا على غيرنا، لكن لا بد من التغيير».

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية الملك سلمان العلاقات السعودية التركية

11 مليار دولار استثمارات السعوديين بتركيا حتى بداية 2016

تركيا: جاهزون لبناء 800 ألف وحدة سكنية في السعودية

تركيا تمنح السعوديين 6 مزايا للاستثمار منها الإعفاء الجمركي وخفض الضرائب

السعودية: مفاوضات مع تركيا للربط الكهربائي وتصدير الطاقة إلى الأسواق الأوروبية

السعوديون في المرتبة الثانية لمشتري العقارات في تركيا يليهم الكويتيون

«عبدالله غل»: «رعد الشمال» تعبير عن حزم السعودية في الدفاع عن أمنها