تأجيل مفاوضات جنيف أسبوعا بسبب الخلاف بين الأطراف السورية

الثلاثاء 8 مارس 2016 08:03 ص

تمسكت المعارضة السورية بأن المفاوضات مع النظام يجب أن تبدأ ببحث الحكم الانتقالي أولا، مشددة على ضرورة تنحي رئيس النظام «بشار الأسد» عن الحكم في بداية المرحلة الانتقالية، استعدادا لمحاكمته بتهم جرائم حرب أمام القضاء الدولي، وفق ما أعلن رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة «رياض حجاب».

في المقابل، تبدو الحكومة السورية التي تسلمت دعوة من الموفد الدولي الخاص «ستيفان دي ميستورا» لحضور الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف، مصرة على أن تبدأ المحادثات بموضوع محاربة الإرهاب، وهو الموقف الذي تمسكت به في جولات الحوار السابقة.

وكرر نائب الرئيس الأميركي «جو بايدن» في أبوظبي، في مستهل جولة إقليمية له بدأت أمس الاثنين، اعتبار الولايات المتحدة أن الرئيس «بشار الأسد فقد شرعيته ولم يعد قادرا على توحيد سورية وقيادتها، لكنه لفت إلى «أننا نعمل الآن على جمع بشار الأسد والمعارضة مرة أخرى على طاولة المفاوضات لأن الهدف المنشود لم يتغير أبدا»، وهو الوصول إلى «توافق السياسي بين كل الأطراف».

وقال «بايدن» في تصريحات أخرى بقاعدة عسكرية في الإمارات: «علينا أن نسحق الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لئلا يتمكن التنظيم من الاستمرار في بث سمومه في المنطقة والعالم»، مضيفا أن «القتال سيستغرق وقتا، إلا أننا ملتزمون بإتمامه حتى نقضي على هذا الشر، وسنقضي على هذا الشر».

هذا، ويأمل المبعوث الدولي «ستيفان دي ميستورا» وفريقه البدء في الـ١٥ من الشهر الجاري، بتناول القضايا السياسية الجوهرية مع المدعوين بعد تأخر وصولهم أسبوعا لأسباب لوجيستية وسياسية، في وقت تعمل الولايات المتحدة وروسيا و«الأمم المتحدة» لتحويل اتفاق «وقف العمليات العدائية» أمرا واقعا وتطويره كي يصل إلى وقف نار دائم ونشر مراقبين دوليين.

وتجري اتصالات لترتيب وصول وفد الحكومة السورية برئاسة «بشار الجعفري» برحلة مباشرة من بيروت إلى جنيف في عطلة نهاية الأسبوع، على أن يصل أعضاء قيادة «الهيئة التفاوضية العليا» للمعارضة برئاسة منسقها العام «رياض حجاب» والوفد المفاوض من مدن مختلفة إلى جنيف قبل الاثنين.

ولم تكن «الهيئة التفاوضية العليا» مرتاحة لحديث «دي ميستورا» قبل أيام عن أن مفاوضات جنيف ستبحث تشكيل حكومة، لاعتقادها أن هذا يعني حكومة وحدة وطنية وفق وصفة النظام وحلفائه.

وتصر الهيئة على تشكيل «هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة بموجب بيان جنيف»، بل إن «حجاب» صعد أمس قائلا إن «الأسد» يجب أن يغادر سوريا في بداية العملية الانتقالية ويمثل أمام العدالة الدولية ويحاسب على ارتكاب جرائم حرب.

وفي سياق متصل، اعتبر منسق الهيئة العليا للتفاوض «رياض حجاب» أن الاقتراح الروسي بإقامة نظام اتحادي في سوريا غير مقبول إطلاقا، وأن خريطة وزارة الدفاع الروسية عن مواقع الجماعات المسلحة لا تتفق مع الواقع وقد تمثل انتهاكا للهدنة.

وأضاف أن قوات النظام المدعومة بضربات جوية روسية ارتكبت مذبحة بحق عشرات المدنيين بريف حلب أمس الاثنين، واستخدمت فيها غازات سامة وبراميل متفجرة، مبينا أن انتهاكات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار تدفع المعارضة لإعادة النظر فيما إذا كان ينبغي لها حضور جولة محادثات للسلام في جنيف.

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية «إيغور كوناشينكوف» إن بلاده التزمت بشكل عام باتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، مضيفا أن الطائرات الروسية مستمرة في قصف أهداف تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وأنها لا تقصف المجموعات المؤيدة للاتفاق.

وأفاد «كوناشينكوف» بأن روسيا قدمت لـ«الأمم المتحدة» قائمة بالمناطق السورية التي تحتاج للمساعدات الإنسانية، معربا عن استعداد بلاده للتعاون من أجل تأمين وصول المساعدات.

وكان رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف «أسعد الزعبي» أكد أن المعارضة لم تقرر بعد مسألة المشاركة في جنيف، مشددا على تمسكها بشرط أن تبدأ المفاوضات ببحث تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات مع رحيل «الأسد» من السلطة.

وسبق أن نقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات «رياض نعسان آغا» قوله إن الوفد سيتوجه إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات، وإن المعارضة تريد بدء المفاوضات الخاصة بسلطة الحكم الانتقالي على الفور، كما نسبت إليه القول إن المعارضة لاحظت تراجع انتهاكات وقف إطلاق النار في اليومين الماضيين.

وعلق «الزعبي» على هذه التصريحات بالقول إن «آغا» تحدث عن تراجع في خروق في الهدنة، وهو أحد الالتزامات التي تهيئ الأجواء للتفاوض، مضيفا أن هناك مطالب أخرى لم تنفذ بعد، مثل إطلاق المعتقلين من المسنين والأطفال والنساء، وإيصال المساعدات لجميع المناطق، وفك الحصار عنها.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا «ستفان دي ميستورا» أوضح في مقابلة صحفية السبت أن المفاوضات ستكون عبارة عن «لقاءات غير مباشرة»، وأن ممثلي المجتمع الدولي لن يشاركوا مباشرة.

وأضاف أن الأجندة واضحة، وهي أولا مناقشات للوصول إلى حكومة جديدة، وثانيا دستور جديد، وثالثا انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهرا، مبينا أن السوريين وليس الأجانب هم الذين يقررون مصير «الأسد».

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إن انتهاكات للهدنة المعلنة في سوريا وقعت من طرف النظام وروسيا، مضيفا أن الالتزام بها سيمهد الطريق لهيئة انتقالية ومستقبل لسوريا بعيدا عن «الأسد».

وكان وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» أكد أول أمس في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي «جون كيري» ضرورة تجنب تأخير إطلاق المحادثات السورية، وأشادا بتراجع أعمال العنف هناك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا الولايات المتحدة جنيف مفاوضات المعارضة نظام الأسد ستيفان دي ميستورا رياض حجاب

أمريكا تنفي بناء قواعد عسكرية في سوريا

‏موقع إسرائيلي: السعودية سترسل مضادات طيران للمعارضة السورية

معارض سوري: النظام و«حزب الله» يسعيان لإحداث تغيير ديموغرافي غرب دمشق

المعارضة السورية تقرر الذهاب لمحادثات جنيف

الأكراد والأمريكيون يؤيدون مقترحا روسيا لتقسيم سوريا لمناطق حكم ذاتي

السعودية تتفق على إيصال مساعدات للمناطق الأكثر احتياجاً في سوريا‎

«المعلم»: سنشارك في مفاوضات جنيف و«الأسد» خط أحمر

نظام الأسد: مستعدون للمشاركة مع أمريكا في تحالف دولي ضد الإرهاب

«محمد علوش» يعلن استقالته من رئاسة وفد المعارضة السورية