صنعاء تحت احتلال الحوثي.. والمبعوث الأممي يعلن عن التوصل لاتفاق

الأحد 21 سبتمبر 2014 08:09 ص

بشير نافع: عندما تتآمر على بغداد والقاهرة، وتخذل دمشق وغزة، فلماذا لا تفقد صنعاء؟

ياسر الزعاترة: سرطان علي صالح لا زال يدمِّر في جسم اليمن

آل خليفة: سقوط اليمن بيد الحوثيين هو بداية سقوط دول مجلس التعاون لاسمح الله

 

أعلن المبعوث الأممي لليمن عن التوصل لاتفاق تهدئة، عقب سيطرة الحوثي على التلفزيون اليمني ومناطق متفرقة في العاصمة صنعاء، وسط ترجيحات نشطاء ومحللين أن تطورات المشهد ما هي إلا نتاج طبيعي للوضع المتأزِّم إقليميا.

تواصلت الاشتباكات في العاصمة اليمينة صنعاء بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الجيش، وذلك قبل ساعات من التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار تم الإعلان عنه مساء السبت من قِبَل المبعوث الأممي «جمال بن عمر». فيما نقل مراسل الجزيرة أن طائرة توجهت لمحافظة صعدة لنقل ممثلي الحوثي إلى القصر الرئاسي في صنعاء لتوقيع الاتفاق صباح اليوم.

ويأتي الإعلان عن الاتفاق فيما تواصلت مساء السبت المعارك التي اندلعت قبل أيام بين القوات الحكومية المدعومة برجال قبائل ومتطوعين من حزب «الإصلاح»، وبين مسلحي جماعة الحوثي التي تمكنت من السيطرة على عدة مناطق ومؤسسات حكومية بالجهتين الشمالية والشمالية الغربية من صنعاء، بينها مبنى التلفزيون الرسمي ومجلس الشورى، وكذلك مدينة «الثورة» الرياضية في العاصمة.

وأعلنت السلطات اليمنية إثر ذلك، حظر التجوال في أربع مناطق في الجهة الشمالية والشمالية الغربية من العاصمة، هي شملان ومذبح وذهبان وطلاع، وذلك بعد يومين اقتحمت فيهما جماعات الحوثي عددا من الأحياء السكنية والمناطق والشوارع الرئيسية واستولت عليها.

وتوالت أصوات القصف، مساء السبت، بقذائف المدفعية  في شمال العاصمة، قرب المنطقة العسكرية السادسة. وبحسب مراسلو شبكة الجزيرة الإخبارية فقد شوهدت المدرعات العسكرية التي سيطر عليها الحوثيين في مبنى التلفزيون وهي تتجه إلى أماكن قريبة من المنطقة العسكرية السادسة وجامعة الإيمان. 

وقال الناشط الحوثي «حامد البخيتي» لبي بي سي إن الحوثيين سيطروا بالفعل على التليفزيون غير أن: «وزير الإعلام هو الذي أمر بوقف البث لتدويل القضية». وذلك قبل أن يتم بث القناة من مكان آخر لم يتم الإفصاح عنه.

التطورات التي قد تهدد توقيع اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بالفعل الليلة الماضية، وبحسب مصادر رئاسية، يتضمن الاتفاق بنودا عدة تشمل رفع الاعتصامات المسلحة للحوثيين من محيط صنعاء بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ مباشرة، على أن ترفع اعتصامات الحوثيين في شارع المطار عقب تشكيل حكومة الشراكة الوطنية.

غير أن تقارير أشارت إلى أن الحوثيين أصروا على الإبقاء على كل الاعتصامات لحين تشكيل الحكومة، بحسب الجزيرة.

أكلت اليمن يوم أكل العراق ثم سوريا

من ناحية أخري، أثارت تطورات الأحداث المتسارعة جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين نشطاء ومحللين سياسيين، خاصة مع الهدوء اللافت في ردود الفعل العربية حيال تطورات وتأزُّم المشهد السياسي في اليمن.

وبدوره قال «أسامة المناور» المحامي والناشط السياسي الكويتي: «الحوثيون يوزعون بين أنصارهم خارطة جديده لدولتهم المنشوده تضم أجزاء من السعودية»، مضيفًا: «أكلت يوم أكل العراق ثم سوريا». 

أما الكاتب والمؤرخ «د.بشير نافع» فقال: «عندما تتآمر على بغداد والقاهرة، وتخذل دمشق وغزة، فلماذا لا تفقد صنعاء؟»، معتبرا أن تفاقُّم الازمة في اليمن ما هو إلا تطور طبيعي لسلسلة الاضطرابات التي تضرب المنطقة العربية.

من جانبه، أكد الأكاديمي الإسلامي «محمد المختار الشنقيطي»: «لا بأس أن يرفع الحوثيون شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" ما دام الموت الذي يحملونه يصيب اليمنيين فقط». لافتًا أن أمريكا تهمها الأفعال، لا الأقوال فقط.

وأكد أن ما حدث في اليمن «ثورة مضادة مكتملة الأركان»؛ حيث استهدفت أهم ثلاث رافعات للثورة اليمنية: حزب الإصلاح، وآل الأحمر، واللواء علي محسن، على حد تعبيره.

أما «نواف القديمي»، الناشر والكاتب السعودي، فغرد عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «منذ أكثر من عامين والحوثيون يتمددون، والشقيقة الكبرى ترى الشوكة في خاصرتها تكبر، ولكنها ترفض دعم الحكومة لأن فيها إخوان»، مؤكدًا «ستندم كثيرا على ذلك».

فيما استنكر الكاتب والمحلل السياسي «ياسر الزعاترة» بقوله: «سرطان علي صالح لا زال يدمِّر في جسم اليمن. سرطان عالجته المبادرة الخليجية بالمسكنات فلم يتوقف نشاطه. لم تكفه 30 عاما من التدمير».

واختتم الدبلوماسي القطري «ناصر آل خليفة» متسائلا عن الإماكانيات التي سمحت للحوثيين بامتلاك «هذه القدرات الهائلة» تحت سمع وبصر دول مجلس التعاون الخليجي، مستهجنا: «أين علاقاتهم باليمن الشعبي والرسمي؟ أين مخابراتهم؟»، مضيفا أن سقوط اليمن بيد الحوثيين هو «بداية سقوط دول مجلس التعاون وانفراج عقدها الاجتماعي الداخلي وخلخلته وقفز خلايا ايران لتمزيق أوطانها»، بحسب تعبيره. كما ندد بما أسماه «حفلة النوم العربية» حيال الوضع في اليمن دون تدخل يُسمن أو يُغني.

يُذكر أن مقال للكاتب والباحث السياسي «مهنا الحبيل» على شبكة «الجزيرة.نت» كان قد رجّح فيه مسبقًا سقوط العاصمة اليمنية صنعاء كأبرز معالم ما أسماها بـ«الصفقة الكبرى بين واشنطن وطهران في حرب داعش».

وقال في مقاله بعنوان «حسابات واشنطن وطهران من داعش إلى اليمن»: «تدفع إيران الحوثيين لاختراق خطير في محاولة لوضع صنعاء في قبضتهم عبر سقوطها الشامل أو رضوخ الرئيس «هادي» لاتفاق إذلال يسحب مشروع الدولة اليمنية إلى مشروع الطوائف بذراعٍ إيرانية قوية تتجاوز حصة حزب الله في لبنان».

لافتًا أن «قواعد اللعبة اليوم لا تشترط عمليا على إيران ترك مشروعها الزاحف على اليمن، وإنما تُنظم الشراكة في حرب داعش الإقليمية، وحتى لو أعطى الغرب إشارات مراعاة للخليج العربي فلن يُعرّض شراكته مع إيران للخطر مقابل دعم اليمن أمام زحف الذراع الإيراني، فهتاف الموت لأميركا وإسرائيل لم يضرها وهو يُنفّذ ضد اليمنيين المستضعفين في عمران وغيرها»، على حد قول الكاتب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحوثيين اليمن إيران

الرئيس هادي يلمح لتورط أبوظبي: الإمارات تدعم الحوثيين للتخلص من الإخوان

الرئيس اليمني يتهم إيران بدعم الحوثيين

السعودية ترى انتصارات الحوثيين مكاسب لإيران

الحوثيون يحتلون مقر القيادة العامة للجيش وسط صنعاء .. ويرفضون الملحق الأمني من الاتفاق

«بنعمر»: حظر السلاح على «الحوثيين» يعرقل المساعدات! .. ومغردون يردون: ”كذاب“