ما الذي ننتظره من زيارة «أوباما» المرتقبة إلى السعودية؟

الجمعة 18 مارس 2016 08:03 ص

أثار إعلان البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي «باراك »سيزور المملكة العربية السعودية في 21 إبريل/نيسان المقبل، وتأكيد صحيفة «الرياض» السعودية على موقعها على الإنترنت، إن «أوباما» سيشارك خلال زيارته في القمة الخليجية التي تستضيفها الرياض في تلك الفترة، تساؤلات عدة حول أسباب الزيارة.

وتأتي هذه التساؤلات إثر تصريحات «أوباما» لمجلة «ذي أتلانتيك» والتي اتهم الرياض فيها بالتطرف والسعي لتوريط واشنطن في صراعات إقليمية طائفية. وهو ما ولد حالة من الاحتقان بين البلدين، خاصة بعد رد الأمير «تركي الفيصل» مدير المخابرات الأسبق، بشكل غير رسمي، نيابة عن الأسرة الحاكمة، حيث شن الأمير السعودي هجوما على الولايات المتحدة، مؤكدا أن بلاده تدعم اقتصاد الولايات المتحدة عبر شراء السندات البنكية، كما زودتها بمعلومات استخباراتية ساعدت في تفادي هجمات «إرهابية» على الأراضي الأمريكية.

وتاتي زيارة «أوباما» إلى السعودية في ظل استمرار الغموض الذي يلف سماء العلاقات بين واشنطن والرياض، والتباين الواضح في موقف البلدين حول مستقبل الصراع في سوريا، وقبله الموقف من إيران.

وقد انزعجت السعودية بشدة من تصريحات تم نقلها عن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قال فيها بأن «السعودية لا تقوم بما يكفي لمساعدة الولايات المتحدة في مواجهة مشكلات الشرق الأوسط»، وقد وصف «أوباما» في مقال منسوب له الاثنين الماضي، في مجلة «ذي أتلانتك» الأسبوعية، السعودية بأنها «راكب مجاني».

وانتقد الأمير «تركي الفيصل»، الذي شغل منصب رئيس المخابرات السعودية لفترة طويلة، وعمل أيضا سفيرا لبلاده لدى واشنطن ولندن، تصريحات «أوباما»، وقام بتوبيخه بالقول «إن السعودية قدمت للولايات المتحدة معلومات استخباراتية لمنع هجمات قاتلة عليها».

وقد أثارت تصريحات «أوباما» التي دعا فيها السعودية لتقاسم (تشارك) النفوذ في الشرق الأوسط مع إيران، تساؤلات حول تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها السنة في الخليج، حيث اتهم الأمير «تركي الفيصل» الرئيس الأمريكي بأنه يضحي بتحالف تاريخي استمر لمدة 80 عاما في مقابل العلاقات مع إيران.

السعودية تغيرت والولايات المتحدة تغيرت أيضا

ويرى العديد من المراقبين إن السياسة الخارجية السعودية قد تغيرت منذ مجيء الملك «سلمان»، حيث لم تعد المملكة تتبع واشنطن في كل خطواتها أو تلتزم بالخطوط الحمراء، بدليل تدخلها العسكري في اليمن دون تنسيق مع الولايات المتحدة، ودعمها المعارضة السورية أيضا بالمخالفة للرؤية الأمريكية.

كما يشير محللون أيضا إلى تغير في النظرة الأمريكية لم تعد تعتبر العلاقات التقليدية مع السعودية وحلفاء الخليج ذات أولوية، وأن كل ما فعله «أوباما» أنه وضع النقاط على الحروف في حواراته التي نشرتها مجلة «ذي أتلانتيك» فيما أسمته المجلة «عقيدة أوباما».

ويرى السعوديون أن أسوأ ما في عقيدة «أوباما» ليست آراؤه السلبية نحو المملكة فقط، بل دعوته إلى فكرة تقاسم النفوذ بينها وبين إيران كحل لقضايا المنطقة، كما قال الكاتب السعودي «جمال خاشقجي»، ما يعني أن حلفاء واشنطن القدامى في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا قد أصبحوا في عداد الماضي بعد القرار الأمريكي بعدم خوض حروب من أجل الدفاع عنهم، وتركهم وحدهم في مواجهة إيران وحلفائها الروس والسوريين والعراقيين.

ولكن تبقي المصالح المشتركة التي لا يمكن إلغاؤها بين غشية وضحايا. كما أن هذه الاستراتيجية لا تعني التنفيذ الفوري والتخلي عن الخليج وإنما هي اتجاهات مستقبلية، وقد لا يلتزم بها أي رئيس أمريكي مقبل، لهذا من الطبيعي أن يزور «أوباما» السعودية ويتوقع أن يحاول تلافي وترميم أثار تصريحاته الضارة، بالتأكيد على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وأيا كانت نتائج الزيارة والتصريحات الرسمية المتوقعة حول المصالح المتبادلة، فمن المرجح أن المستقبل لن يكون مثل الـ 80 عاما الماضية، في ضوء قناعة سعودية وعربية أنه لا يجب إبقاء معظم أوراق المنطقة في يد الولايات المتحدة، وحتمية الخروج من وصايتها بعدما أصبح تزن مصالحها بعلاقاتها مع غيران بعيدا عن مصالحها مع دول الخليج.

يأتي ذلك أيضا في ظل قناعة أمريكية بضرورة تغيير استراتيجية البلاد الخارجية نحو التوجه إلي آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وويأـي هذا التوجه للولايات المتحدة مدفوعا بما ترى أنه انتهاء دور النفط التقليدي وظهور النفط الصخري، وتزايد اعتماد الولايات المتحدة في وارداتها من النفط على دول إفريقية بحسب تقارير للبيت الأبيض.

وظهر «انقلاب أوباما» تجاه الخليج والمنطقة العربية في التصريحات التي أثارت جدلا واسعا الأسبوع الماضي، حيث أعلن «أوباما» عن رغبته في الابتعاد عن «الحلفاء التقليديين»، بل وعبر عن غضبه من «عقيدة السياسية الخارجية» التي تجبره على معاملة السعودية كدولة حليفة للولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة أوباما سوريا اليمن

«دعمناك وخذلتنا»: رد فعل سعودي عنيف على عقيدة «أوباما»

«تركي الفيصل» يفتح النار على «أوباما»: لا خطوط حمراء وانحرفت بالهوى لإيران

كيف يدير «أوباما» ظهره إلى السعودية وحلفائها السنة؟

خيانة «أوباما» الكارثية: البيت الأبيض يهدي الانتصارات لـ«الأسد» وروسيا وإيران

«خامنئي» يحذر من أن التنازل للأمريكان قد يؤدي إلى إلغاء «الحرس الثوري»

كيف يرى «أوباما» الملك «سلمان» و«بن زايد» و«السيسي»؟

«نيويورك تايمز»: منعطفات حادة في العلاقات السعودية الأمريكية

الخليج العربي والرئيس الأمريكي «أوباما»

«فورين بوليسي»: ما ينبغي أن يعيه الرئيس «أوباما» قبل زيارته الرياض

«بروكينغز»: قراءة في أوراق التاريخ .. لماذا لا يمكن التخلي عن العلاقات السعودية الأمريكية؟

زيارة أوباما .. هل من جدوى؟