«خامنئي» يحذر من أن التنازل للأمريكان قد يؤدي إلى إلغاء «الحرس الثوري»

الاثنين 21 مارس 2016 08:03 ص

قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي»، أمس الأحد، إن الولايات المتحدة ما تزال تكن عداء أصيلا لبلاده وإن السياسات الأمريكية قوضت منافع رفع العقوبات عن طهران محذرا الإيرانيين من الثقة في عدوهم القديم.

وفي خطاب بمدينة مشهد بثته التلفزيون احتفالا بالسنة الفارسية الجديدة، قال «خامنئي» إن الخوف من القيود الأمريكية يدفع شركات أجنبية كبرى للابتعاد عن العمل في إيران، لاسيما في القطاع المالي.

ونبه «خامنئي» إلى أن أطرافا في الداخل يعتقدون بأن تسوية المشكلات في البلاد والمنطقة، ممكنة من خلال إبرام اتفاق نووي ثان وثالث.

وسخر من الكلمة التي وجهها الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إلى الإيرانيين في عيد رأس السنة الفارسية، متهما إدارته بعرقلة تطبيق الاتفاق النووي المبرم مع الدول الست.

ورجح أن تطلب واشنطن إلغاء مؤسسات إيرانية، بينها «الحرس الثوري».

وكان «أوباما» ذكر أن الإيرانيين سيحصلون على أرصدتهم المالية المجمدة في الخارج، بعد استكمال الإجراءات في هذا الصدد.

وأضاف في رسالة متلفزة بمناسبة عيد «النوروز»: «أتوجه مباشرة إلى الشعب الإيراني، لنرى كيف يمكن فتح نافذة جديدة وعلاقات جديدة بين بلدينا، للمرة الأولى منذ عقود، إن مستقبلا جديدا ممكن».

وتابع: «الاتفاق النووي لم يهدف إلى تسوية كل النزاعات بين البلدين، فللولايات المتحدة خلافات عميقة مع الحكومة الإيرانية، ولكن حتى إذا كانت هناك خلافات جدية بين حكومتينا، فكوننا نتحدث الآن باستمرار، للمرة الأولى منذ عقود، هذه مناسبة ونافذة لتسوية مواضيع أخرى، أعتقد جازما بأن في إمكاننا أن نواصل توسيع العلاقات بين الأمريكيين والإيرانيين».

وسخر «خامنئي» من كلمة «أوباما»، قائلا: «أمريكا تفرض عقوبات على إيران وتهددها، ومن جهة أخرى تعلن أنها ليست عدوة لها وتحتفل بالنوروز».

واعتبر أن الأمريكيين «يتنكرون لالتزاماتهم» في الاتفاق النووي، «عبر خدع وحيل»، مضيفا: «يقول الأمريكيون إنهم سيلغون العقوبات، لكنهم رفعوها على الورق، في الدول الغربية والمناطق الخاضعة لنفوذ الولايات المتحدة، تواجه الصفقات المصرفية وتحويل أموالنا من مصارفهم، مصاعب بسبب خوف (المصارف) من الأمريكيين».

ولفت إلى أن «الخزانة الأمريكية تتصرف بطريقة تجعل الشركات والمؤسسات والمصارف الكبرى، لا تجرؤ على المجيء والتعامل مع إيران».

وشدد على أن المرشحين الأمريكيين للرئاسة يتسابقون على الإساءة إلى إيران، ومعتبرا أن ذلك عداء واضح لها.

وذكر «خامنئي» أن واشنطن تريد الإيحاء بأن إيران على مفترق طريق، وأن لا خيار أمامها سوى مسايرة أمريكا، أو تحمل ضغوطها، محذرا من أن الأمريكيين يريدون أن تتنازل إيران عن ثوابتها في السياسة الخارجية، ما سيؤدي لاحقا إلى مطالبتها بإلغاء «الحرس الثوري» و«الباسيج» و«مجلس صيانة الدستور».

وأوضح أن أطرافا في الداخل يقبلون خطاب الاستكبار، ويسعون إلى إقناع الآخرين به، ويعتقدون بأن تسوية المشكلات في الداخل وفي الشرق الأوسط، ممكنة من خلال إبرام اتفاق نووي ثان وثالث، وهذا يعني التخلي عن الخطوط الحمر والانصياع إلى الاستكبار.

وكان «خامنئي» أعلن أن شعار السنة الإيرانية الجديدة سيكون «الاقتصاد المقاوم، الإقدام والعمل»، فيما وصفها الرئيس «حسن روحاني» بأنها «سنة أمل وجهد».

وأضاف: «لدي ثقة بإمكان السير في اتجاه ازدهار اقتصادي وتحقيق نمو نسبته 5%، من خلال التعاون والجهد المبذول داخل الدولة، والتواصل البناء مع العالم».

ويشكل الموقف المتشدد لأهم شخصية في إيران تحديا لرئيسها «حسن روحاني» مهندس الاتفاق النووي الذي وقع العام الماضي والذي يأمل أن ينفتح الاقتصاد الإيراني من خلاله على العالم.

وبمقتضى الاتفاق رفعت الكثير من العقوبات الدولية عن إيران في يناير/كانون الثاني الماضي. ومنذ ذلك الوقت تدفقت وفود تجارية أجنبية على طهران ووقعت اتفاقات بمليارات الدولارات.

لكن بنوكا وشركات أوروبية ما تزال تخشى التقدم نحو إيران لأسباب أهمها يتعلق بعقوبات أمريكية ما تزال قائمة، و«قال خامنئي» إن في ذلك علامة على اعتماد الاقتصاد الإيراني على ذاته لأن أمريكا وحلفاءها ليسوا شركاء يعتمد عليهم.

  كلمات مفتاحية

إيران الولايات المتحدة علي خامنئي حسن روحاني باراك أوباما الحرس الثوري الاتفاق النووي

ما الذي ننتظره من زيارة «أوباما» المرتقبة إلى السعودية؟

«دعمناك وخذلتنا»: رد فعل سعودي عنيف على عقيدة «أوباما»

البيت الأبيض يعلن مشاركة «أوباما» في القمة الخليجية بالسعودية الشهر المقبل

‏«أوباما»: السعوديون يمولون المعاهد الوهابية التي تعلم النمط الأصولي من الإسلام

«خاشقجي»: أسوأ ما في «عقيدة أوباما» القبول بتقاسم النفوذ بين السعودية وإيران

«تركي الفيصل» يفتح النار على «أوباما»: لا خطوط حمراء وانحرفت بالهوى لإيران

إيران: أمريكا تشترط تفكيك «الحرس الثوري» لانضمامنا إلى منظمة التجارة

قائد «الحرس الثوري»: الأوضاع في العراق وسوريا واليمن تتقدم لمصلحة الثورة الإسلامية

«خامنئي» ينتقد «رفسنجاني» وإيران تتهم «رويترز» بتحريف تصريحات المرشد

347 أكاديميا إيرانيا ينددون بتدخل «الحرس الثوري» في السياسة

«خامنئي»: لا يمكن بناء الحضارة الإسلامية دون اعتماد «الأسلوب الإيراني»

«خامنئي» يتهم دولا إسلامية بخيانة الأمة واتباع «الطاغوت الأعظم»