ملك الأردن يتهم أنقرة بإرسال إرهابيين إلى أوروبا .. ومسؤول تركي يرد

السبت 26 مارس 2016 06:03 ص

كشف موقع «ميدل إيست آي» البريطاني في تقريرٍ، أعده الكاتب ديفيد هيرست، معلومات مسربة مفادها أن العاهل الأردني «عبدالله الثاني» قال لسياسيين أمريكيين في واشنطن إن «تركيا هي التي ترسل الإرهابيين الى أوروبا».

وكانت اتهامات الملك «عبدالله» خلال لقاء خاص، عقده مع مسؤولين في واشنطن خلال يناير/ كانون ثان الماضي، بحسب ما نقلت مواقع عربية.

وذكرت «ميدل إيست آي» أنها حصلت على تفاصيل اجتماع خاص ضم الملك «عبدالله» وعددا من أعضاء الكونغرس، حيث اتهم الملك أنقرة بأنها ترسل الإرهابيين إلى أوروبا، كما أنه قال إن أزمة اللاجئين التي تعاني منها القارة الأوروبية ليست من قبيل المصادفة.

وأضاف «الحقيقة أن تدفق الإرهابيين إلى أوروبا هو جزء من السياسة التركية، فهو من ناحية صفعة، ومن الناحية الأخرى محاولة للخروج من الورطة»، وذلك في إشارة إلى أن أنقرة تحاول استغلال أزمة اللاجئين ودخول الإرهابيين إلى أوروبا، من أجل تحقيق مصالحها، بحد زعمه.

وخلال اللقاء سأل أحد أعضاء الكونغرس الملك: «هل صحيح أن تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) كان يصدر النفط إلى تركيا؟»، فرد الملك قائلا: «بالتأكيد».

ووفق المعلومات، فإن الملك «عبدالله» كان يشرح ما يعتقد بأنه يمكن أن يؤثر في الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، حيث قال إن «أردوغان يؤمن بالحل الإسلامي الراديكالي لهذه المنطقة».

وأضاف «عبدالله» متحدثا أمام مجموعة من كبار السياسيين في واشنطن: «تركيا بحثت عن حل ديني في سوريا، في الوقت الذي نبحث فيه نحن عن العناصر المعتدلة في جنوب سوريا، حيث إن الأردن يدفع باتجاه خيار ثالث، لا يتيح المجال للخيار الديني».

وأضاف الملك: «واصلنا العمل على حل المشاكل التكتيكية ضد داعش، لكن تظل القضية الاستراتيجية. نحن نسينا المسألة بأن الأتراك ليسوا معنا استراتيجيا في هذا الأمر»، مشيراً إلى أن «تركيا لا تقدم فقط الدعم للمجموعات الإسلامية في سوريا، وإنما أيضا تسمح للمقاتلين الأجانب بالمرور إلى هناك، كما أنها تقدم المساعدة للميليشيات الإسلامية في كل من الصومال وليبيا».

وتساءل عن سبب تدريب الأتراك للجيش الصومالي، زاعما أن «التشدد يجري تصنيعه في تركيا».

وبحسب الصحيفة، فإن «عبد الله» قدم تصريحاته خلال جلسة واسعة النطاق لتبادل المعلومات أمام الكونغرس، وهو اليوم الذي تم فيه إلغاء اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، وعقب إلغاء الاجتماع مع الملك الأردني، اضطر البيت الأبيض لنفي تجاهل «أوباما»لأحد أقرب الحلفاء الأمريكين في الشرق الأوسط، عازياً إلغاء المقابلة لتضارب بالمواعيد، رغم أن «أوباما» و«عبد الله» التقيا لفترة وجيزة في قاعدة سانت أندروز الجوية في اليوم التالي.

وحضر اجتماع الكونغرس رؤساء وأعضاء الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أعضاء العلاقات الخارجية، أعضاء لجان الخدمات المسلحة، بما في ذلك العضوين في مجلس الشيوخ، «جون ماكين» و«بوب كوركر»، والسيناتور «ميتش ماكونيل»، زعيم الأكثرية، و«هاري ريد»، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ.

ولم تصدر الحكومة التركية أي تعليق رسمي على تصريحات «عبد الله» ولكن مصدرا تركيا رفيع المستوى اتهم الملك بأنه أضحى «متحدثا باسم بشار الأسد»، حيث أشار إلى أن الصورة المتمخضة عن هذه التصريحات لا تبدو وكأنها صادرة عن ملك، بل عن «صحفي غربي مشوش الذهن لا يتمتع بأدنى معرفة عن المنطقة».

وقال إنه «يلقى على كاهل تركيا بالتأكيد مهمة نضال مكثف ضد داعش، فالتفجيرات تحدث في تركيا وليس في الأردن، وعندما يكون الأمر كذلك، تضحي اتهامات الملك عبد الله التي لا أساس لها أمرا غير مقبول بتاتا».

وأضاف: «وعلاوة على ذلك، تصدي الملك لقضية داعش بمثل هذه المعلومات العارية عن الصحة يثير التساؤل حول ما إذا كانت الأردن قادرة على لعب دور فاعل في مكافحة داعش».

أما فيما يخص زعم العاهل الأردني بأن تركيا تشتري النفط من الدولة الإسلامية، فلم يقتصر المسؤول التركي على وصفها بالسخيفة فحسب، بل أوضح أن تلك الادعاءات تشير إلى أن «عبد الله» ليس لديه أدنى فكرة عمّا يجري في سوريا، حيث قال:«تصريحات الملك والاتهامات الموجهة ضد تركيا ليست الأولى من نوعها، فللأسف جميع ادعاءاته هي ذات الافتراءات التي كثيرا ما يعرب عنها نظام الأسد».

وأضاف: «سيكون من مصلحة الأردن، وفي مصلحة المنطقة ككل، أن تعمل المملكة الأردنية، باعتبارها صديقة لتركيا، من أجل التعاون الإستراتيجي مع قوة إستراتيجية كتركيا، بدلًا من التصرف وكأنها متحدث باسم الأسد».

 

  كلمات مفتاحية

تركيا الأردن سوريا الأسد

«أوباما» يعقد اجتماعا خاطفا مع العاهل الأردني قرب واشنطن

«بوتين» يستقبل ملك الأردن وولي عهد أبوظبي للمشاركة في معرض عسكري

العاهل الأردني يؤكد لـ«أردوغان» أهمية التعاون في القضاء على «الدولة الإسلامية»

الملك الأردني في مأزق بين واشنطن وداعش

3 طائرات فرنسية مقاتلة تصل الأردن لمواجهة «الدولة الإسلامية»

«داعش» يتمدد جنوبا .. حذار من سيناريو «بنقرادن»

الحكومة الأردنية: علاقاتنا مع تركيا تاريخية ولن تتأثر بتقارير صحفية «تفتقر للمهنية»

«داود أوغلو» يصل إلى الأردن لبحث الإرهاب والاقتصاد

خطاب الملك

صحيفة: تركيا والأردن يبحثان إحياء «طريق الحجاز» ويشمل السعودية و«إسرائيل»