أشاد الدكتور «محمود الزهار» عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» بالدور القطري في التوسط للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، متمنيا تطوير العلاقات الطيبة مع السعودية في جميع المجالات، نافيا في الوقت ذاته جميع التهم الموجهة للحركة من مسؤولين مصريين، مؤكدا أن الارتباط مع إخوان مصر فكري وليس سياسي.

الدور القطري

وأشاد «الزهار» حواره مع صحيفة «الشرق» القطرية بالدور الإنساني الذي قامت به قطر في إعمار قطاع غزة في كافة المجالات الصحية والإغاثية والمادية عبر صرف رواتب الموظفين والمساعدات العينية للمواطنين في القطاع المحاصر.

 ولفت إلى أنه التقى وزير الخارجية القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» مرتين، حيث التقى وفد حماس للاطلاع على مطالبهم في المرة الأولى تلى ذلك  لقاء بين وفدي حماس وفتح، حيث تمت الموافقه فيه على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مهمتها في الأساس تطبيق اتفاق 4 مايو/آيار 2011 في القاهرة، والذي ينص على تشكيل حكومة مهمتها إجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية والمجلس التشريعي والمجلس الوطني، ومهمتها أيضا أن تعيد الترتيب الإداري بين الضفة وغزة.

وفيما يخص المصالحة أكد أن «حماس» استجابت لكل شروط المصالحة ولكن «عباس» يناور لكسب الوقت، خاصة أنه يعلم بعدم قبوله عربيا وتخلي حلفائه عنه ووجود تمزق داخلي في حركته.

العلاقة مع السعودية

وتمنى «الزهار» تطوير العلاقات الطيبة مع المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، مؤكدا أن القضية الفلسطينية والمقاومة في أشد الحاجة لدعم المملكة في مواجهة العدو الإسرائيلي.

وشدد على أن «حماس تتمني أن تكون علاقتها بالمملكة العربية السعودية جيدة، «ونسعى لزيارتها، لكي نحسن العلاقة بيننا، برغم أنه لم تكن بيننا وبينها في يوم من الأيام أي مشاكل تذكر، كما أننا حاليا في أشد الحاجة لدعمها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، لافتا أن «زيارة مشعل للمملكة كانت للعمرة ولتهنئة الملك سلمان عقب توليه الحكم في المملكة».

وعن علاقة الحركة بإيران، أكد «الزهار» أن «الذي يجمعنا مع إيران فقط هو أنها ضد إسرائيل وأنهم يقسمون على ذلك، فعلاقتنا مع إيران، لا تسمح لهم ولا لنا أن نحدد سياستها ولا هم يحددون سياستنا تجاه القضايا، فليست علاقة آمر بمأمور»، مشددا على أن علاقة الحركة بالنظام السوري مقطوعة تماما الآن.

 العلاقات المصرية

ونفى «الزهار» جميع التهم الموجهة للحركة من المسؤولين المصريين وتحديدا تهمة الضلوع في قتل النائب العام، وقال إن «زيارتنا للقاهرة بعد يومين من اتهامنا بقتل النائب العام تنفي جميع التهم السابقة»، متحديا أي مسؤول مصري إثبات ذلك، ومستندا في الوقت نفسه إلى أن عودة الملف الفلسطيني لجهاز المخابرات العامة المصرية خطوة في الاتجاه الصحيح.

وعن علاقة «حماس» بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، قال إن ارتباطنا بالجماعة فكري وليس سياسي، وأن جميع قرارات الحركة من بنات أفكارها.

ولفت إلى أنه في حال هدأت الأوضاع في سيناء سيتم فتح باب التبادل التجاري بين مصر وقطاع غزة، وحجم هذا التبادل قد يصل في عام واحد إلى ثلاثة مليارات دولار، وفي أعوام قليلة إلى سبعة مليارات دولار وهو مبلغ «ليس بالهين» للجانبين، والجانب المصري يحتاج لهذه المبالغ، خصوصا في سيناء، والتي بها كل ما نحتاجه من مواد بناء، مثل الأسمنت وغيره من المواد«، معربا عن تقدير الحركة للتخوفات الصرية المتعلقة بموضوع خروج أسلحة من غزة إلى سيناء .

التعاون في سيناء

وحول طلب السلطات المصرية من حماس التعاون في ملف سيناء أكد الزهار أن ذذلك غير صحيح ولم يطلب أبدا هذا الأمر، مؤكدا أنه لم يكن بين الحركة والجانب المصري أي تعاون أمني قبل ذلك.

وأشار الزهار إلى أن السلطات المصرية وعدت بتبادل اقتصادي مشترك حال تحسن الوضع الأمني في سيناء.

وعن طلب السلطات المصرية من الحركة فك الارتباط بإخوان مصر، وما تم تداوله عن إزالة الحركة لصور الرئيس المصري «محمد مرسي» بعد زيارة القاهرة، نفى «الزهار» هذه الأنباء تماما، لافتا إلى أنه لم تكن هناك صور للرئيس «مرسي» معلقة في قطاع غزة، كما أنه «في هذا التوقيت تحديدا كانت الذكرى الـ 12 لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، وكعادة الناس في هذه المناسبة أن ترفع صور الشيخ ياسين، وبعد انتهاء المناسبة تزيلها، من على الحوائط والجدران».

علاقة حماس بالإخوان

وقال أن العلاقة بين حماس وبين الإخوان، «هي علاقة منهج، هذا المنهج يتطابق مع ما جاء في القرآن والسنة والنبوية، من تعليم وأوامر، من ناحية السلوك والتربية، كأن نلتزم بديننا، ونحفظ كتاب الله، والأربعين النووية، ونذهب إلى المساجد، وهذا لا يعني أننا نتلقى أي أمر من جماعة الإخوان المسلمين، فكل قراراتنا تخرج من الداخل، وبالتالي فان إرتباطنا بالجماعة إرتباط فكري وليس سياسي».