«حماس» تبدأ جولة إقليمية تشمل الرياض والدوحة وأنقرة

الأربعاء 16 مارس 2016 12:03 ص

توجه الأربعاء وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى العاصمة القطرية الدوحة، في إطار جولة عربية وإسلامية خارجية.

وبحسب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» «زياد الظاظا»، فإن الزيارة الخارجية لوفد الحركة ستشمل كلا من قطر والسعودية وتركيا، مشيرا إلى أن الزيارة تهدف لبحث ملفات مهمة تتعلق بالقضية الفلسطينية ومصير قطاع غزة المحاصر، بحسب موقع الخليج أون لاين.

وكشف مسؤول فلسطيني آخر، أن وفد حركة «حماس» سيعود إلى القاهرة مطلع أبريل/ المقبل، لاستكمال جولات الحوار مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، بعد إطلاع قادة الحركة الموجودة في دولة قطر على نتائج اللقاءات الثلاثة الأخيرة التي جرت في مصر.

ولفت المسؤول، إلى أن وفد «حماس» سيتوجه بعد قطر إلى السعودية للقاء العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، ثم سيتوجه وفد رفيع المستوى من الحركة إلى تركيا، وسيعقد هناك لقاءات مع المسؤولين الأتراك، من بينهم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».

وطالب «خليل الحية» عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وعضو وفدها في القاهرة، مصر بالتخفيف من معاناة قطاع غزة، وفي مقدمتها فتح معبر رفح البري، مؤكدا سياسة حركته في رفضها لسياسة الاغتيالات السياسية كافة، مدينا اغتيال النائب العام المصري هشام بركات» وكل حوادث الاغتيالات السياسية التي حدثت في مصر.

وكان وفد «حماس»، ويرأسه «موسى أبو مرزوق»، ويضم أعضاء المكتب السياسي «محمود الزهار»، و«عماد العلمي»، و«خليل الحية»، و«نزار عوض الله»، بدأ منذ السبت الماضي زيارة إلى مصر بهدف بحث جملة من الملفات، وأولها تحسين العلاقات المتوترة بعد اتهام الحركة بالمشاركة في اغتيال «بركات».

أثمان سياسية باهظة

وأعادت زيارة وفد «حماس»، إلى القاهرة الأمل بفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية بين الطرفين، تنعكس إيجابا على سكان قطاع غزة المحاصرين، غير أن مراقبين فلسطينيين، رأوا أن حركة حماس، مضطرة لدفع أثمان سياسية باهظة، ستطلبها مصر، من أجل تطبيع العلاقات بين الجانبين.

وقال «موسى أبو مرزوق»، رئيس الوفد، صباح اليوم الأربعاء، إن الزيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقة الثنائية بين الطرفين.

وأكد «أبو مرزوق»، أن الوفد عبر بوضوح عن حرص حركة حماس على أمن مصر، والقيام بكامل التزاماتها، مشددا على أهمية الدور المصري، في القضية الفلسطينية، وحل مشاكل قطاع غزة وفي مقدمتها معبر رفح البري.

وتتميز العلاقات بين حماس، والقيادة المصرية، بالتوتر الشديد، منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المصري المنتخب «محمد مرسي».

ورأى «عدنان أبو عامر»، الكاتب السياسي، وعميد كلية الآداب بجامعة الأمة (خاصة) بغزة، أن مصر ستشترط عدة أمور على حماس، أهمها، العمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة شمال سيناء.

وأضاف لوكالة الأناضول: «سيطلب النظام المصري من حماس أن تلعب دورا في ضبط الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء (شمال شرقي مصر)، التي باتت تشكل نقطة ضعف لها مع استمرار العمليات».

ويعتقد «أبو عامر»، أن قبول حماس التعاون الأمني مع الجيش المصري، ضد تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ«الدولة الإسلامية» صعب، مبررا ذلك بقوله:«استراتيجيتها (حماس) تقوم على عدم التدخل في أي شأن داخلي عربي».

لكنه يرى أن «حماس» قد تؤكد على أنها ستحمي «الحدود الفلسطينية المصرية» فقط.

وأضاف: «قد تعطي حماس تعهدات غير خطية، بشأن طبيعة التعاون الأمني، وتشديدها على أنها حريصة على أمن مصر القومي (..) من الصعب على حماس أن تلعب دور الوكيل الأمني، للنظام المصري، في سيناء، ومكافحة الجماعات المتشددة في سيناء، وتقديم ما تملك من معلومات».

وفي المقابل، اعتبر «أبو عامر»، أن مصر معنية بتحسين علاقاتها مع حركة «حماس»، التي قال إنها «تشكل ورقة من شأنها أن تحقق مصالحها»، في ظل الاستقطاب الحاد غير المسبوق والتحالفات التي تشهدها المنطقة.

كما رأى «أبو عامر» أن علاقة حركة حماس، مع منظمة حزب الله اللبناني، وإيران قد تكون من الأثمان التي سيطلبها النظام المصري، مقابل تطبيع العلاقات.

وتابع: «قد يطلب النظام المصري، في ظل التماوج، والتحالفات في المنطقة، من حركة حماس، أن تقطع علاقتها مع حزب الله اللبناني، وأيضا إيران، خاصة بعد تصنيف الحزب عربيا على أنه منظمة إرهابية».

واتفق «طلال عوكل»، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، الصادرة من الضفة الغربية، مع أبو عامر، في أن مصر قد تطلب من حماس قطع علاقاتها بإيران وحزب الله.

وأضاف «عوكل» «القرار العربي بحق حزب الله، ينطوي على أبعاد سياسية خطيرة، تتجاوز ما تم الإعلان عنه، فمصر الآن ومع تقاربها مع السعودية، تريد أن تقوم بإيصال رسالة لحركة حماس، أنه مطلوب منها أن تبقى في إطار المحور الجديد، بعيدا عن إيران وحزب الله».

ورأى «عوكل» أن موقف حركة حماس خلال المفاوضات، ليس سهلا، وللحصول على علاقة طبيعية مع مصر عليها أن تدفع أثمانا سياسية.

وأضاف: «سفر الوفد إلى القاهرة، واستقبال مصر له يتجاوز الحديث عن معبر رفح، والمصالحة، الزيارة سياسية من الدرجة الأولى، وحماس مطالبة بتقديم إجابات لما سيطرح عليها، ولا أظن أن الحركة ستقبل بشروط مصر، ما يجعل الحديث عن علاقة طبيعية في هذا الوقت الحالي أمرا بعيد المنال».

واتفق «عبد الستار قاسم»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، برام الله، مع «عوكل» في أن الهدف من زيارة وفد حركة حماس ينطوي على أبعاد سياسية.

وقال إن النظام المصري، سيطلب من حماس فك ارتباطها التنظيمي بالإخوان المسلمين، على غرار الإخوان المسلمين في الأردن.

وأضاف «مصر لا تريد من حماس الاكتفاء بالتأكيد على أنها لا ترتبط إداريا، وتنظيميا بجماعة الإخوان في مصر، ستطالبها بالانسلاخ الكامل عنها، وهو ما قد لا تقبله الحركة في هذا التوقيت».

وبدا «قاسم متشائما إزاء تحسين العلاقة بين مصر وحماس في الوقت الراهن، مؤكدا أن ما سيطلب من حماس سيكون كبيرا.

وتابع: «هل حركة حماس مستعدة لتقديم تنازلات، وأثمان سياسية، من أجل تصحيح العلاقة مع مصر، ما نراه قد يقتصر على انفراجة جزئية».

ورأى «قاسم»، أن مصر تريد لحركة حماس أن تبقى في المنظومة العربية وفي إطار مرجعية السلطة الفلسطينية.

وقال: «مصر تريد التقارب مع حركة حماس، لقطع الطريق أمام أي نفوذ تركي وقطري في غزة، فهي تعتبر نفسها الراعي الوحيد لهذا الملف، لهذا ستطلب من حماس مقابل فتح معبر رفح البري، والتخفيف من معاناة سكان القطاع، أن تبقى في إطار المرسوم لها سياسيا».

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حماس مصر قطر السعودية تركيا

«حماس»: لقاءات المسؤولين في مصر تمت في أجواء من المسؤولية

«مشعل»: إيران تراجعت عن الدعم المالي لـ«حماس» بسبب موقفنا من «الأسد»

وفد من حركة «حماس» يغادر غزة إلى القاهرة

«حماس»: اتصالاتنا مع مصر لم تنقطع وجاهزون للسفر إلى القاهرة

«أردوغان» يلتقي «مشعل» للمرة الثانية خلال شهر

«حماس» تجري مناورة عسكرية لفحص «جهوزيتها» في مواجهة (إسرائيل)

وفدا فتح وحماس يلتقيان في الدوحة لاستكمال اتفاق المصالحة

وفد من «حماس» يصل إلى القاهرة لعقد لقاء ثان مع المخابرات المصرية

مصادر فلسطينية: تكتم على نتائج لقاء «حماس» و«فتح» في الدوحة

«الزهار» يشيد بالدور القطري في الإعمار ويتمنى تطوير العلاقات مع السعودية

ترتيبات للقاء بين «عباس» و«مشعل» بالدوحة لإتمام المصالحة الفلسطينية