السلوكيات الخاطئة والتهور والقيادة تحت تأثير المخدر أسباب رئيسية لحوادث الطرق بالإمارات

الأربعاء 24 سبتمبر 2014 08:09 ص

في الاجتماع الأخير لـ«مجلس المرور الاتحادي» الذي عقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي الأسبوع الماضي، كان البند الرئيسي المطروح للمناقشة هو كيفية مواجهة ظواهر سلبية يتفرد بها قائدي السيارات في الإمارات بينها «انشغال السيدات بوضع الماكياج وانشغال الرجال بضبط الغترة والعقال أثناء القيادة علي الطرق السريعة، ومتابعة صفحات التواصل الاجتماعي والتصوير الشخصي أثناء القيادة» وراء تعدد حوادث الطرق بسبب هذه السلوكيات التي باتت تشكل خطرا علي مستخدمي الطرق فضلا عن قائدي هذه السيارات.

المجتمعون اقترحوا فرض غرامة مالية قدرها ألف درهم علي المخالفين وتسجيل نقاط سوداء عليهم لتصل العقوبة في حال التكرار إلي سحب رخصة القيادة لمدد معينة, فخلال السنوات الخمس الماضية لقي ألف مواطن إماراتي مصرعهم في حوادث سير، وخلال العام الماضي فقط بلغ عدد ضحايا الحوادث المرورية 651 قتيلا وأكثر من 7 آلاف جريح غالبيتهم من المواطنين، بل أن دراسة حديثة لوزارة الداخلية صدرت في يناير/كانون الثاني الماضي أكدت أن كلفة حوادث الطرق في الدولة تصل إلي 20 مليار درهم سنويا.

ويذكر المواطنون بشيء من الحسرة حوادث طرق راح ضحيتها مشاهير وأبناء مسئولين ورياضيين، فقد ودعت «دبي» نجل حاكمها السابق «مكتوم بن راشد» قبل يوم واحد من عيد الأضحى عام 2002، ولقي نجل وزير التعليم العالي «نهيان بن مبارك» حتفه في حادث سير نتيجة السرعة الزائدة في عام 2011، أما قصة وفاة نجم «نادي بني ياس» في عام 2010 فقد ظلت لشهور عالقة بذاكرة شباب الإمارات حيث تبين أن الضحية الذي كان يقود سيارته بسرعة تزيد عن 160 كيلو متر في الساعة، وأنه وقت الحادثة كان يكتب رسالة لزميله بالفريق علي هاتفه الخلوي حيث وافاه الأجل قبل أن يكمل الرسالة. 

قصص التهور والاستهتار أثناء القيادة علي الطرق الرئيسية في الإمارات أكثر من أن تحصى يغذى هذا السلوك التجهيزات والإمكانيات في هذه السيارات، فمثبت السرعة الذي يستطيع من خلاله قائد المركبة قيادتها لمسافات طويلة دون أن يستخدم سوى المقود تسببت في حوادث انتهت بموت قائد المركبة بسبب الجهل بطرق تعطيل مثبت السرعة أو الانشغال بأشياء أخري، ففي فبراير/شباط الماضي تعطل مثبت السرعة بسيارة حديثة كانت تقودها شابة تبلغ من العمر 20 عاما واستغاثت بالشرطة، لكنها لاقت مصرعها في بحر «رأس الخيمة» قبل أن تصل إليها سيارة النجدة وساهمت السلوكيات الغريبة والاستهتار أثناء القيادة في موت العشرات خلال العام الماضي.

وزارة الداخلية أشارت إلى دراسة لها صدرت عام 2012 بأن ثلث قائدي المركبات يقودون علي الطرق وهم مشتتون ذهنيا، وكثرت في الآونة الأخيرة القيادة تحت تأثير المخدر ما استدعي تغليظ العقوبة علي المخالفين ومن المألوف علي الطرق الرئيسية في الإمارات أن تجد شابا يقود سيارة حديثة وساقه اليسرى علي شباك السيارة ويتحدث في هاتفه ويقود علي سرعة تتجاوز 150 كيلو متر في الساعة، أو أن تقوم سيدة بإخراج علبة الماكياج من حقيبتها أثناء القيادة وتبدأ ترتيب أوضاعها غير منتبهة للطريق ما يؤدي لحوادث تنتهي بصرخات وعويل في قسم الاستقبال في أقرب مشفى.

اليافعون من أبناء الإمارات والذين مكنتهم الظروف من امتلاك سيارة هم الأكثر ارتكابا للسلوكيات المشينة، فكل شاب بلغ من العمر 18 عاما يستطيع بتوصية بسيطة امتلاك رخصة قيادة، لتبدأ بعدها مغامراته ورهاناته مع أقرانه من خلال «التفحيط» والسباقات علي الطرق، ورفضت الداخلية مؤخرا مقترحا يوصي بمنح رخصة القيادة لمن بلغ عمره 16 عاما بسبب تكرار الحوادث.

وتتفرد الإمارات بتنظيم أغرب سباقات السيارات في العالم من خلال مهرجان «عوافي» الذي تنظمه حكومة «رأس الخيمة» في فصل الربيع من كل عام, حيث يعد الحدث الأبرز في المهرجان فعالية «التصعيد» ومن خلالها تتسابق عشرات السيارات لصعود منحدر علي شكل زاوية شبه قائمة بسيارات مزودة باسطوانات هيدروجين، ويحصل أصحاب المراكز الأولي والذين يتمكنون من بلوغ قمة المنحدر بسياراتهم المزودة علي جوائز قيمه وتحتفي بهم وسائل الإعلام باعتبارهم أبطال رغم المخاطر الجمة التي يتعرضون لها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات

السعودية تستعين بـ«الصحة العالمية» لتقليل خسائر حوادث الطرق

الداخلية الكويتية: 225 حالة وفاة بحوادث الطرق خلال 6 أشهر

حوادث السير في اليمن تخلف 12 ألف ضحية في 2014

20 مليار ريال خسائر سنوية نتيجة الحوادث المرورية في السعودية

«إدمان المخدرات» يكلف الإمارات نحو 5.5 مليار دولار سنويا

نحن المسؤولون عن آفة المخدرات