رئيس وزراء الهند: شراكة استراتيجية مع السعودية في مجال الطاقة

الأحد 3 أبريل 2016 11:04 ص

أكد رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي»، ترحيب بلاده بمشاركة «مؤسسة النقد العربي السعودي» (ساما) في صندوق الاستثمار والبنية التحتية الوطني(NIIF) ، لافتا إلى استعداد بلاده لاستقبال الشركات السعودية للاستفادة من خبرتها للمساعدة في بناء مدن ذكية.

وقال «مودي» إن بلاده بصدد إنشاء 100 مدينة ذكية، تتضمنها مشاريع المترو، ونظام إدارة النفايات حديثة في 50 مدينة، ومرافق صحية للجميع بحلول عام 2019، مشيرا إلى أنه سيتم تحديث نحو 400 محطة سكة حديدية وتجديدها من قبل المستثمرين الأجانب.

ودعا الشركات السعودية، سواء العامة أو الخاصة للاستثمار في البنية التحتية الهندية بما في ذلك المدن الذكية والطاقة والتبريد وسلاسل التوريد والرياضة والطرق السريعة والتخزين التي تعد مطلوبة في الهند وتوفر عوائد جيدة.

وأوضح «ناريندرا» الذي يلتقي اليوم الأحد العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» ومسؤولين آخرين ورجال أعمال في الرياض ضمن برنامج زيارته الرسمي، أن السعودية تعد شريكا مهما وموثوقا في أمن الطاقة من خلال تلبية جزء كبير من متطلبات الطاقة لدى بلاده.

وقال «مودي»: «نحن ملتزمون على حد سواء لرفع علاقاتنا، البائع والمشتري، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة على أساس التكامل والترابط المتبادلين، وعلينا أن نكتشف المجالات ذات الأهمية الكبيرة للتعاون، خاصة مع توافر الموارد في السعودية ووجود الإمكانات الكبيرة لتنفيذ المشاريع المشتركة في مجمعات البتروكيماويات مصافي النفط ومصانع الأسمدة، وباعتبار البلدين أعضاء في مجموعة العشرين».

وأضاف: «نحن نجري عملية توسع كبيرة للقدرات التكريرية لدينا لتصبح مركزا إقليميا للمنتجات المكررة، ونتطلع إلى الاستثمارات السعودية في مشاريع مشتركة مع القطاعات العامة المحدودة في قطاعات المنبع والمصب في الهند والسعودية أو في بلد ثالث».

وذكر أن الاقتصاد العالمي يمر بفترة انتعاش لكنه غير كاف ومتقطع، نظرا لحجم التقلبات الأخيرة للسوق، ما جعل من الضروري أهمية استخدام جميع أدوات السياسية نقديا وماليا وهيكليا بشكل فردي وجماعي للاستجابة للعوامل المختلفة وتعزيز النمو الاقتصادي.

وبين «مودي»، أن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند كبير، في الوقت الذي انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي، كما زاد النمو في بلاده والاستثمار الأجنبي في حين انخفض التضخم، مشيرا إلى أنه رغم تباطؤ التجارة العالمية انخفض العجز في ميزان المدفوعات أيضا.

وأشار إلى أن الهند حققت أعلى مرتبة خلال عام 2015، من أي وقت مضى، في مؤشرات ممارسة أنشطة الأعمال للبنك الدولي، وحققت أعلى احتياطيات النقد الخارجية في عام 2015 مقارنة بالأعوام الماضية.

ولفت إلى التنسيق الوثيق بين الهند والسعودية في المحافل الدولية مثل «مجموعة العشرين»، و«منظمة التجارة العالمية» و«مؤتمر الأحزاب واحد وعشرين»، مهم لمعالجة التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم، كما أن البلدين أيضا عضوان مؤسسان للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، معربا عن ثقته بأن التعاون الوثيق من شأنه أن يساعد في تطوير الكثير من البنية التحتية اللازمة والمواصلات في المنطقة التي هي في غاية الأهمية لإنقاذ الملايين من البشر من براثن الفقر.

وحول رسالته المهمة للجالية الهندية المقيمة في السعودية، قال: «قبل كل شيء أشكر القيادة السعودية لضيافة جالية هندية كبيرة ولضمان رعايتها لها ورفاهيتها المتواصلة»، مبينا أنه سمع الثناء الهائل لجالية بلاده عن إنجازها التعليمي والتقني وعن نزاهتها وشعورها بالانضباط والصدق وتفانيها في العمل.

وأضاف «مودي»: «هذا المديح يملؤني باعتزاز كبير تجاه الجالية الهندية التي تعيش في الخارج من خلال مهارتها والعمل الجاد في الصفات الشخصية، التي تمثل أفضل ما في تراثنا الفكري والثقافي، وبالتالي تشجع البلدان المضيفة لتعزيز تفاعلها معنا.. هذا الأمر في الواقع يستحق الثناء وأتمنى أن تستمر جاليتنا في العمل الجيد».

وتابع: «التحويلات المرسلة من قبل المغتربين في منطقة الخليج بما في ذلك السعودية، قفزت بالاقتصاد الهندي».

وقال: «من السعي المطرد لحكومتي أن يكون هناك انخراط بصورة خاصة، من خلال حوار منتظم مع قادة الدول التي يقيم فيها مواطنونا في أعداد كبيرة، لضمان أن تسهم القرارات المحلية في عموم رفاهية مواطنينا وراحتهم».

وأوضح «مودي» أن 70% من الجالية الهندية المقيمة في السعودية تشتمل على عمال عادين، فهناك حاجة للتأكد من رفاهيتهم، ومن أجل ذلك فقد أخذت حكومتي مبادرات رئيسية مثل إنشاء منصات رقمية مثل «مدد» و«الهجرة عبر البوابة الإلكترونية»، حتى يتسنى للعمال الهندي في المناطق النائية تسجيل مظالمهم ومطالبة معالجتها بصورة عاجلة، وسنظل ملتزمين بمعالجة مشاكل المقيمين الهنديين في الخارج بما فيها السعودية بطريقة فعالة في حينها، كما سنعمل بوثاقة وعناية مع حكومة المملكة لرفاهية مواطنينا.

وأكد «ناريندرا» أن السعودية تعد وما تزال شريكا مهما وموثوقا في أمن الطاقة، ونحن في عملية توسيع كبير للقدرات التكريرية لدينا لتصبح مركزا إقليميا للمنتجات المكررة ونحن نتطلع إلى الاستثمارات السعودية في مشاريع مشتركة مع القطاعات العامة المحدودة في قطاعات المنبع والمصب في الهند، السعودية أو في بلد ثالث.

وشدد «مودي» على أن الهند والسعودية تتمتعان بعلاقات ودية وصديقة تعكس التفاعلات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، التي تمتد جذورها إلى قرون مضت.

وقال إن الملك «سلمان» أبدى اهتماما شخصيا في بناء العلاقات وتعزيز مسيرة التعاون الثنائي والتفاعلات المتبادلة في مجالات مختلفة، موضحا أن التوقيع على إعلان دلهي في عام 2006 خلال زيارة الملك الراحل «عبدالله» إلى الهند كـضيف رئيس بمناسبة عيد الهند وإعلان الرياض في عام 2010 خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي السابق إلى الرياض، أسهم في الارتقاء بتفاعلنا الثنائي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وعلاوة على ذلك، فإن زيارة الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى الهند في فبراير/شباط 2014 كولي للعهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك، قد توجت بالتوقيع على مذكرة التفاهم للتعاون الدفاعي بين البلدين التي أسهمت بشكل كبير في توطين وتعزيز مسيرة التعاون بين البلدين في مجالات الدفاع والأمن.

وبين أن السنوات الأخيرة شهدت اتساع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لتمتد إلى علاقة شاملة حول مجموعة متكاملة من المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية وكذلك مجال الطاقة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية الهند الملك سلمان ناريندا مودي العلاقات السعودية الهندية

الهند تمنح إمام المسجد الحرام تأشيرة دخول لأراضيها بعد رفض سابق

رئيس وزراء الهند يزور السعودية لتطبيع العلاقات نكاية في باكستان

صفقات استثمارية متوقعة بين السعودية والهند بقيمة 75 مليار دولار

الهند تسعى للانتقال بعلاقتها مع السعودية إلى أعلى مستوى استراتيجي

الإمارات أكبر بلد عربي مستثمر في الهند بنسبة 81.2%

السعودية والهند تتفقان على تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية

هل تغير زيارة «مودي» للسعودية شيئا؟

لماذا تبحث السعودية عن التقارب مع الهند؟

«ذا ديبلومات»: التقارب الباكستاني الإيراني يعزز الشراكة بين السعودية والهند

تعاون سعودي هندي بمجال الطاقة المتجددة لتعزيز الشراكة الاقتصادية