«معهد واشنطن»: زيارة وزير خارجية الكويت لـ«القدس» تمت بالتنسيق مع «إسرائيل»

السبت 27 سبتمبر 2014 11:09 ص

كشف «سايمون هندرسون» مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى «The Washington Institute»، أن الزيارة التي قام بها الشيخ «صباح الخالد الحمد الصباح» النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي لـ«القدس» يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري تمت بالترتيب مع «إسرائيل»، ولكن لم توجّه أي دعوة لأي ممثل من الحكومة الإسرائيلية أو بلدية القدس لاستقبال الوزير الكويتي.

وفضح في تقرير نشره المعهد 22 سبتمبر/أيلول الجاري تحت عنوان: «مسئول كويتي يحج إلى بيت المقدس Kuwaiti Official Makes Jerusalem Pilgrimage»، أن الزيارة تفهم في «إسرائيل» علي أنها ضمن المحاولات العربية للمشاركة في التحالف ضد «الدولة الإسلامية» الذي يضم الدول العربية والغرب وتشارك فيه «إسرائيل».

ونقل عن صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أنه يتم تنسيق أي زيارات عربية مع «إسرائيل»، ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي لم تذكر أسمه قوله: «عندما يريد زعيم عربي الصلاة في المسجد الأقصى، سنسهل هذه العملية».

 

وفيما يلي نص المقال:

مسئول كويتي يحج إلى بيت المقدس

في 14 أيلول/سبتمبر استقل الشيخ «صباح الخالد الحمد الصباح» النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الطائرة من الأردن إلى «رام الله» لإجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس»، وكانت الرحلة جديرة بالملاحظة بحد ذاتها نظراً إلى عداء الكويت المستمر مع الفلسطينيين لوقوفهم إلى جانب الرئيس العراقي السابق «صدام حسين» عندما غزت العراق بلادهم عام 1990، ولكن يمكن القول أن العامل الأكثر بروزاً في هذه الزيارة كان يكمن في سفر الشيخ «الصباح»، الذي هو عضو بارز في الأسرة الحاكمة، في رحلة جانبية إلى «القدس» للصلاة في البلدة القديمة وهي أساساً رحلة إلى «إسرائيل».

في نظر معظم العالم، لم يقم الوزير الكويتي بزيارة «إسرائيل» فعلياً بل زار فقط الأراضي المحتلة التي ضمتها «إسرائيل» إليها بعد حرب عام 1967، وليس لدى الكويت علاقات رسمية مع «إسرائيل»، ولم تسمح بإنشاء مكتب تجاري إسرائيلي في الإمارة، على عكس ما قامت به سلطنة عُمان وقطر، كما أن المركز الدبلوماسي الإسرائيلي الوحيد في الخليج، الذي لم يُعلن عنه رسمياً ولكن كان قد أُشير إليه بشكل غير مباشر، ومن المؤكد أن ذلك جاء على الأغلب عن غير قصد في الميزانية الرسمية للعام الماضي، ليس في الكويت.

ومع ذلك، جاءت خطوة الشيخ «الصباح» في تناقض نادر ولافت للانتباه، مع المقاطعة العربية -الطويلة الأمد- لزيارة المَعْلَمين الدينيين «مسجد عمر» المعروف أيضاً بـ«قبة الصخرة»، و«المسجد الأقصى»، وكلاهما واقعان في صميم ما يسميه العرب بـ«الحرم القدسي الشريف»، فيما يشير إليه اليهود والمسيحيين باسم جبل الهيكل، ولا يتجاوز عدد الزيارات المعروفة من قبل مسئولين عرب بارزين إلى «الحرم الشريف/جبل الهيكل» منذ عام 1967، عدد أصابع اليد الواحدة وهم: الرئيس المصري «أنور السادات» في عام 1977، ووزير الخارجية المصري «عمرو موسى» في عام 1994، ومفتي مصر السابق «علي جمعة» وأمير أردني في عام 2012، ومنذ فترة غير بعيدة تعود لمايو/أيار من هذا العام، رفض رئيس المخابرات السعودية الأسبق الأمير «تركي الفيصل» علناً دعوة لزيارة «القدس» كونها تحت الاحتلال، على الرغم من أن نظيره الإسرائيلي السابق «عاموس يادلين» هو من قدّم الدعوة، عندما كان الأخير يناقش علناً مع الأمير القضايا الإقليمية، وبذلك تم نقض عُرف دبلوماسي عربي آخر.

إن الموقف الرسمي الكويتي من القدس مدرج في ما يُسمى بـ«إعلان الكويت» الذي صدر في ختام مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في مدينة الكويت في أيار/مايو، وكانت اجتماعاته شائكة نظراً إلى الخلافات حول مصر وسوريا.

بيد، تمكنت جميع الدول المشاركة من الاتفاق على «الرفض المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ولاستمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديمغرافي والجغرافي»، وقد أوردت «وكالة الأنباء الكويتية» الرسمية هذا الأسبوع خبر زيارة الشيخ «الصباح دون ذكر كلمة «إسرائيل" أو «تهويد"، وفي المقابل أكدت على دعم الكويت «المستمر والأبدي» للشعب الفلسطيني ونقلت عن الوزير قوله إنه سيقوم بـ«مزيد من الزيارات إلى فلسطين، بما فيها القدس».

ووفقاً لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، تم تنسيق هذه الزيارة مع «إسرائيل»، ولكن لم توجّه أي دعوة لأي ممثل من الحكومة الإسرائيلية أو بلدية القدس للقاء الشيخ «الصباح» كما نقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي لم تذكر أسمه قوله: «عندما يريد زعيم عربي الصلاة في المسجد الأقصى، سنسهل هذه العملية».

وفي إطار غياب التعليق العام، يمكن فقط التنبؤ بالنوايا الدبلوماسية الكاملة للكويت، ففي ظل الظروف الراهنة، يمكن أن تعكس الزيارة جهود البلاد لتعزيز سمعتها في محاولة الوساطة «على غرار محاولاتها الفاشلة حتى الآن للتوسط في المصالحة بين قطر والمملكة العربية السعودية».

أما من وجهة نظر «إسرائيل»، فقد تحاول الكويت الانضمام إلى المعسكر السني - الذي يضم السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن - والذي يُعتقد أن لـ«إسرائيل» علاقات أمنية معه حتى في غياب علاقات دبلوماسية رسمية مع الرياض وأبوظبي.

وعلى أي حال، يبدو أن صعود تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وحدوث تطورات خطيرة أخرى في الشرق الأوسط، أدت إلى اتخاذ قرارات سياسية غير متوقعة.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» قد دعا القادة العرب في الماضي لزيارة الأماكن الدينية الإسلامية المقدسة في «القدس»، إلا أنه تم التنديد بتلك الخطوة -التي أثارت الجدل- كونها تدعو إلى تطبيع العلاقات مع «إسرائيل»، وبالتالي، فإن غياب الاستياء الشعبي على المستويات العليا في العالم العربي الأوسع من بادرة الشيخ «الصباح» يمثل أهمية كبيرة.

المصدر | الجديد الجديد

  كلمات مفتاحية

الكويت تطبيع القدس

وزير الخارجية الكويتي يصل فلسطين غدا في أول زيارة من نوعها منذ نكبة 1967

الكويت والجامعة العربية تنفيان عقد لقاء مع «ليفني» في نيويورك

نواب كويتيون يسعون لتسهيل زيارة مواطني الكويت للمسجد الأقصى

الكويت تعتزم تسيير رحلات سياحية إلى القدس المحتلة .. ونشطاء: نذهب فاتحين لا سائحين!

الكويت تهدد بمقاطعة شركات عالمية تتعامل مع إسرائيل في الأراضي المحتلة

أكثر من ربع مليون سائح عربي زاروا دولة الإحتلال الإسرائيلي خلال 6 سنوات!