تواجه البرلمانية الإيرانية «مينو خالقي»، خطر تجريدها من مقعدها الذي فازت به في الانتخابات التشريعية الأخيرة في فبراير/شباط الماضي، بسبب مصافحتها رجلا غريبا خلال زيارة خارجية لأحد الوفود الإيرانية.

و«خالقي»، الفائزة المحسوبة على التيار الإصلاحي، هي من بين خمسة مرشحين تم انتخابهم بشكل مباشر لتمثيل مدينة أصفهان وسط إيران وواحدة من بين 14 امرأة انتخبن عضوات في البرلمان من أصل 290.

وكانت «خالقي»، قد حصلت على موافقة مجلس صيانة الدستور للترشح لهذا المنصب، قبل أن يتراجع عن موافقته رغم انتهاء الانتخابات.

وهدد المجلس، المكوّن من رجال دين وفقهاء، بإقصاء خالقي من مقعدها في البرلمان القادم دون أن يعطيها لا هي ولا وزارة الداخلية سببا لذلك بعيدا عن ما زعم سابقا أنه «مخاوف اخلاقية» وعدم الالتزام بالقواعد الإسلامية، علما أن «خالقي» أنكرت قيامها بالمصافحة التي تعتبر أمرا مخالفا وفق للقانون الإيراني.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، أشارت تقارير إلى أن منافسي «خالقي»، في أصفهان حصلوا على صور تظهرها وهي تصافح رجلاً غريبا خلال رحلة إلى الصين، ولا تغطي رأسها بالحجاب الإجباري.

وبحسب الصحيفة، حذر النائب «علي مطهري»، من أن تنحية المرشح الذي كان مؤهلا في البداية ثم انتخب، سابقة خطيرة، ويضع أيضا الضوء على دور مجلس صيانة الدستور.

وطالب «مطهري»، في رسالة إلكترونية إلى رئيس مجلس صيانة الدستور، آية الله جناتي، بعزل وزير الداخلية من منصبه إذا استمر منع خالقي من دخول البرلمان، وقال إن هذا شأن يخص البرلمان وليس مجلس صيانة الدستور، خاصة أنها انتخبت وأصبحت عضوة بالبرلمان.

وأضاف «مطهري» أنه «إذا كانت قد صافحت رجلا في الخارج، فلن يكون من السهل إثبات ذلك، وإلى جانب ذلك، ليس من الخطأ مصافحة رجل غريب إن كانت ترتدي القفازات»، بحسب وكالة أنباء «إسنا» شبه الرسمية، وفقا للحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران.

ورداً على الانتقادات الواسعة التي وجهتها المواقع التابعة للإصلاحيين لإقصاء «خالقي»، قال المتحدث باسم اللجنة المركزية لمراقبة الانتخابات التابعة لمجلس صيانة الدستور الإيراني «سيامك ره بيك»، إن استبعاد «خالقي» من دائرة أصفهان ليست الحالة الأولى من نوعها، وأنه سبق أن استبعد مجلس صيانة الدستور أحد الفائزين في انتخابات الدورة الـ9 للبرلمان الإيراني، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى حول اسم المرشح وسبب إقصائه.

لكن «خالقي»، تقول إنه لم يكن هناك أساس قانوني للقرار من قبل المجلس المسؤول عن التحقق من الأهلية الأيديولوجية للمرشحين للانتخابات، طبقا للدستور الايراني.

وذكرت «خالقي»: «هناك شائعات مخزية تدور حول شخصي بهدف الإضرار بسمعة امرأة مسلمة» دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وكانت «خالقي» قد حققت فوزا مدهشا في الانتخابات التي جرت في فبراير/شباط الماضي، التي فاز فيها الاصلاحيون بزعامة الرئيس «حسن روحاني»، بشكل حاسم على المتشددين.