الفقر يجبر العراقيين على بيع كلاهم

الأربعاء 20 أبريل 2016 07:04 ص

أضحت تجارة بيع الكلى والعديد من الأعضاء البشرية الأخرى، تجارة رائجة في بغداد نظراً لحالة الفقر المنتشرة في البلاد.

ويعيش حوالي 22.5% من العراقيين من أصل 30 مليون عراقي في فقر مدقع، وذلك تبعاً لإحصائيات البنك الدولي في عام 2014.

وتعرض عصابات بيع الأعضاء البشرية نحو عشرة آلاف دولار أمريكي لكل كلية يتم التبرع بها، كما تستهدف هذه العصابات الفقراء في العراق، مما يجعله مركزاً لتجارة الأعضاء في الشرق الأوسط.

وقال المحامي «فارس البياتي» إن "هذه الظاهرة أضحت منتشرة لدرجة أن السلطات غير قادرة على محاربتها»، بحسب ما نقلت عنه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وأضاف «البياتي» "لقد تعاملت شخصياً مع 12 شخصاً خلال الشهور الثلاثة الماضية، قبض عليهم بسبب بيعهم لكلاهم»، مشيراً إلى أن الفقر هو السبب وراء إقدامهم على بيع أعضائهم.

وأردف «تصور أب عاطل عن العمل، وليس لديه أي مصدر للرزق لإعالة أطفاله، فإنه سيضحي بنفسه، وأنا اعتبره هنا ضحية وأدافع عنه».

وفي عام 2012، صدقت الحكومة على قانون جديد في محاولة للحد من الإتجار بالبشر وبالأعضاء البشرية.

ولا يسمح القانون بالتبرع بالأعضاء إلا للأقارب وبعد توقيع ورقة تراضي بينهما، إلا أن العصابات التي تتاجر بالأعضاء يعمدون إلى تزوير الوثائق للحصول على مبتغاهم.

وتتفاوت مدة العقوبة التي ينالها المتهم بالإتجار بالأعضاء من السجن لمدة ثلاث سنوات أو الإعدام، بحسب البياتي».

وأضاف أن «الفقر لا يعتبر تبريراً لهذه الصفقات».

وعرضت بي بي سي قصة أم «حسين» التي تعاني مع عائلتها المؤلفة من زوجها وأولادها الأربعة من الفقر المدقع كحال الملايين من العراقيين.

ويعاني «علي» زوج «أم حسين» من مرض السكري ومشاكل في القلب، كما أنه عاطل عن العمل.

وكانت «أم حسين» تعمل طوال السنوات التسع الماضية كخادمة في المنازل، إلا أنها أضحت متعبة جداً ولا تستطيع العمل.

وقالت إنني «تعبت، وليس لدينا أي مال لندفع إيجار المنزل الذي نسكن فيه، ولشراء الأدوية ولجلب حاجات الأطفال وتوفير الطعام».

وتسكن «أم حسين» وعائلتها في منزل مؤقت مؤلف من غرفة واحدة في شرقي بغداد.

وانهار منزلهم المتهالك منذ عدة شهور، إلا أنهم استطاعوا توفير المال لاستئجار منزل بمساعدة الأقارب والأصدقاء.

وقال زوجها إنني «عملت في كل مجال يمكن أن يتخيله المرء، عملت كجزار وعامل"، مضيفاً " لا أطلب المال ، إلا أن الناس يعطوننا إياه».

وأضاف «لا أطلب من الناس إطعامنا، بل أطلب من إبني جمع بقايا الخبز من الطرقات لنأكله، لا أطلب لا المال أو الطعام من أحد».

ونظراً لظروفهم المالية القاهرة، قررت أم حسين» القيام بتضحية كبيرة.

وقالت «أم حسين» إنني «قررت بيع إحدى كليتي»، مضيفة «ليس بوسعي تأمين المال لعائلتي، واتخذت هذا القرار لأني لا أريد بيع نفسي أو العيش على إحسان الآخرين».

وتوجهت «أم حسين» وزوجها إلى تاجر غير قانوني مختص بشراء الأعضاء البشرية، إلا أن الفحوصات الأولية أثبتت أن أعضائهما غير صحية.

وقال «علي» غاضباً إنه «بسبب أوضاعنا المزرية، فكرنا ببيع كلية إبني البالغ من العمر تسع سنوات»، لكنهم تراجعوا عن الفكرة.

وأجرت بي بي سي حديثا مع سجين عراقي تم القبض عليه وهو يعرض كليته للبيع.

وقال السجين «محمد» الذي اختار عدم الكشف عن اسمه الكامل «إنني مسجون هنا في هذا السجن ذو الحماية المشددة مع عشرة آخرين بسبب إدانتنا بالإتجار بالأعضاء البشرية».

وقال «محمد» وهو أب لطفلين «لم أحس بالذنب باديء الأمر».

وأضاف " كنت أنظر إلى الجانب الإنساني في الموضوع، إلا أنه بعد مرور بضعة شهور، بدأت أسأل نفسي عن أخلاقية هذا الموضوع، وذلك بعد رؤيتي للأوضاع المزرية للذين يقدمون على بيع أعضائهم».

وأردف "انفطر قلبي لرؤية شباب بعمر الورود، يبيعون أعضائهم من أجل المال».

واعتقل محمد قبالة مستشفى حكومي في بغداد في نوفمبر/تشرين ثان عام 2015، بعدما تنبه شرطي إلى أنه تاجر أعضاء بشرية.

وتجري جميع عمليات زرع الأعضاء في مستشفيات خاصة وعلى الأخص في كردستان العراق، بحسب ما أكده محمد»، بسبب عدم وجود تشديدات كتلك الموجودة في بغداد.

  كلمات مفتاحية

العراق الفقر تجارة الأعضاء البشرية

«الأمم المتحدة»: أكثر من 3.3 ملايين نازح في العراق نصفهم من الأطفال

عروض مغرية لشراء الأعضاء البشرية من العراق

وثيقة: «الدولة الإسلامية» أفتى بجواز نقل الأعضاء البشرية من الأسرى

«تجارة الأعضاء البشرية».. أجساد السوريين تُستنزف بصمت

العالم لا يتجه نحو عالمية إنسانية تقضي على الجوع والفقر

الفقر في المنطقة .. أسبابه ومعالجته