سباق روسي سعودي للهيمنة على حصص أسواق النفط

الخميس 21 أبريل 2016 01:04 ص

أكد وزير الطاقة الروسي «ألكسندر نوفاك» أن بمقدور كل من السعودية وروسيا زيادة إنتاج النفط زيادة حادة، في تصريح يمكن أن يشير إلى إمكانية التنسيق بين البلدين، لكنه يمكن أن يشير أيضا إلى إمكانية اشتعال المنافسة على الحصص في الأسواق.

وقال إن متوسط إنتاج روسيا في العام الحالي يمكن أن يصل في نهاية العام إلى أكثر من 11 مليون برميل يوميا، وإن بلاده قادرة نظريا على تعزيز الإنتاج بدرجة أكبر إلى ما بين 12.5 إلى 13 مليون برميل يوميا.

وتنتج السعودية حاليا نحو 10.3 مليون برميل يوميا، لكنها تملك بالفعل طاقة إنتاج إضافية، يمكن استخدامها بسهولة لرفع الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميا.

ويميل ميزان القدرة التنافسية لصالح السعودية، بسبب الانخفاض الشديد في تكلفة الإنتاج، التي لا تتجاوز بضعة دولارات للبرميل، في حين تبلغ تكلفة الإنتاج في روسيا عدة أضعاف مثيلتها في السعودية، حتى بعد تراجع تكلفة الإنتاج بسبب انخفاض سعر صرف الروبل الروسي.

واستبعد «نوفاك» وجود أي فرصة أمام المنتجين من داخل أوبك وخارجها للتوصل إلى تثبيـت مستوى الإنتاج بحلول يونيو/حزيران المقبل، في إشارة إلى موعد الاجتمـاع الدوري نصف السنوي لأعضاء منظمة أوبك في العاصمة النمساوية فيينـا في 2 يونيو/ حزيران.

وأضاف «نحن غير واثقين من أنه سيكون بوسع أعضاء أوبك التوصل إلى اتفاق بشأن تثبيت الإنتاج في إطار المنظمة… التوصل إلى اتفاق بحلول يونيو مهمة صعبة لا بد لجميع الدول المعنية أن تشارك في تنفيذها».

وفشل الاجتماع، الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد لمناقشة تثبيت مستوى الإنتـاج، فـي التوصل إلى اتفاق بعد أن طالبت السعودية بانضمام إيران للاتفـاق.

وأثار فشل الاجتماع تكهنات بنشوب ما وصف بحرب إنتاج بين روسيا والسعودية، وهـو مـا يعني أن تكثـف كـل منهمـا الإنتاج في محاولـة لزيـادة حصـة السـوق مـن الأخـرى.

وقال «نوفاك» للصحفيين على هامش مؤتمر دولي للطاقة في موسكو إن السعودية “قادرة بالفعل على زيادة الإنتاج زيادة كبيرة، لكن كذلك روسيا».

وأضاف أنه حتى قبل نصف ساعة من اجتماع الدوحة، كانت روسيا واثقة من تمرير مسودة قرار بشأن تثبيت إنتاج النفط تم الاتفاق عليه في فبراير/شباط الماضي بين روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر.

وقال إن تغير موقف الوفد السعودي في الدوحة كان مفاجأة، لكنه شدد على أن هذا لن يؤثر على علاقات روسيا والسعودية.

وأشار إلى أنه قد لا تكون هناك حاجة لاتفاق تثبيـت مستوى الإنتاج بحلول يونيو نظرا لأن «أدوات السوق ستبدأ تؤتي ثمـارها».

وانتقد «نوفاك» أوبك بسبب ما وصفه بعدم تحرك المنظمة منذ وقت طويل لتنظيم أسعار النفط العالمية.

وقال «إنهم لم يغيروا حصص إنتاج النفط، بغض النظر عن ارتفاع أو انخفاض الأسعار منذ عام 2008».

وساهمت تصريحات «نوفاك» في انحسار أسعار الفط قليلا أمس، لكن سعر مزيج برنت لا يزال فوق حاجز 43 دولارا للبرميل، وهو ما يفوق توقعات المتشائمين بعد انهيار اجتماع الدوحة.

ويرى محللون أن دخول روسيا والسعودية في سباق لزيادة الإنتاج يمكن أن يلحق الضرر بمعظم المنتجين الآخرين الذين لا يملكون قدرات على زيادة الإنتاج ومن ضمنهم إيران.

وفي هذه الأثناء، أكد مصدر مطلع على سياسة النفط الإيرانية، أمس، أن طهران عازمة على استعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وأنها تستطيع تحمل انخفاض الأسعار حيث سبق لها أن باعت النفط بسعر بخس لا يتجاوز 6 دولارات للبرميل.

وكان المصدر يتحدث بعد التصريحات المذكورة لوزير الطاقة الروسي بأن موسكو قد ترفع مستوى الإنتاج.

وأضاف «سنستعيد حصتنا السوقية… وبالنسبة إلينا لا يشكل النفط سوى 12% فقط من إجمالي الناتج المحلي».

وأشـار إلـى أن أي اتفـاق لتقييـد الإمـدادات في اجتماع أوبك المقبل سيتوقف على السعـوديـة وروسيـا، وقــال «يجـب أن تطلبـوا ذلك من السعودية وروسيا. همـا المشكلة».

وهناك مؤشرات على أن أسعار النفط يمكن أن تتجه للاستقرار في النصف الثاني من العام بسبب توقعات بهبوط إنتاج النفط الأمريكي بما يصل إلى 730 ألف برميل يوميا، بحسب توقعات أوبك.

وتشير التقديرات إلى أن إنتاج أمريكا اللاتينية يمكن أن ينخفض بما يصل إلى مليون برميل يوميا خلال العام الحالي، وخاصة المكسيك وفنزويلا وكولومبيا.

  كلمات مفتاحية

السعودية روسيا النفط

أنباء حول توصل السعودية وروسيا لتوافق على تثبيت إنتاج النفط

أسعار النفط والرهان على اتفاق الدوحة

تداعيات انهيار أسعار النفط على الإنفاق العسكري في السعودية وروسيا

السعودية وروسيا تعتزمان تشكيل مجموعة عمل للتعاون النفطي

لا اتفاق في محادثات السعودية وروسيا على خفض إنتاج النفط قبل اجتماع اوبك

‏فاينانشيال تايمز: قوى جديدة داخل العائلة المالكة تتدخل في السياسة النفطية السعودية

«جلوبال ريسك»: النظام النفطي الجديد

وزير الطاقة السعودي: المملكة قد تستعيد دورها بموازنة النفط بعد التعافي