نشرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية تقريرا بعنوان قوة جديدة في السعودية تدخل حرب أسعار النفط.
وقالت الصحيفة إن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، سمحت لأسعار النفط العالمية بالتراجع خلال العامين المنصرمين باشراف وزير النفط علي النعيمي.
وأضافت أن هناك أمراء وقوى جديدة داخل العائلة المالكة أصبحوا يتدخلون في سياسات المملكة بخصوص النفط وهو ما كان واضحا خلال اجتماعات الدوحة الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن المملكة كانت قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق مع الدول الرئيسية المنتجة للنفط سواء كانت من أعضاء تجمع الدول المصدرة للنفط (أوبك) أو خارجه مثل روسيا، وكلها حضرت مؤتمر الدوحة لمحاولة كبح جماح أسعار النفط المتهاوية.
وأشارت إلى أن الاتفاق كان يقضي بتقليل المملكة من الإنتاج اليومي للنفط ضمن مجموعة الدول الحاضرة لكن قبل قليل من التوقيع، أصر أمير بارز في الرياض على أن تكون إيران مشاركة في أي اتفاقية لتخفيض الإنتاج حتى تشارك فيه المملكة وهو ما أدى إلى انهيار الاتفاق وفشل الاجتماع بأسره.
وبحسب الصحيفة، فإن أبرز ما كان ملاحظا في قمة الدوحة أن ولي ولي العهد السعودي ونجل الملك الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 30 عاما أصبحت له اليد العليا في سياسات المملكة النفطية حتى أنه نحى وزير النفط السعودي الخبير علي النعيمي جانبا.
وأضافت أن بن سلمان، الذي ترى أنه الإبن المفضل للملك، قام بوضوح بتسييس ملف النفط وهو الأمر الذي كان النعيمي يتجنبه دوما، لكن بن سلمان يسعى لسد أي مخرج أمام إيران، التى خرجت مؤخرا من حقبة طويلة من العقوبات الدولية، لاستعادة عافيتها الاقتصادية.
ولفتت إلى أن بن سلمان قال صراحة إنه لا يهتم بأسعار النفط بل أنه لوح أكثر من مرة بورقة زيادة الإنتاج لخفض الأسعار بشكل أكبر وسحق المنافسين.
واعتبرت الصحيفة أن هذه القوى الجديدة في سياسات السعودية النفطية هي أمر لم يكن متوقعا أبدا في الأسواق العالمية التى تترصد أسعار الخام وبالتالي لا يمكن التوقع بما سيحدث لاحقا.